أكد سهيل مطر الكتبي سفير الدولة لدى المغرب، أنه بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ودعم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة لرياضة الفروسية عامة والخيول العربية خاصة، استعاد الخيل العربي بريقه العالمي، الذي كان قد أرسى قواعده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها محمد اليماحي ممثل السفارة، في افتتاح النسخة الثامنة للمؤتمر العالمي لسباقات الخيل العربية الذي انطلقت فعالياته أول من أمس، في مسرح فندق فور سيزون بمراكش بالمملكة المغربية الشقيقة، بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، ضمن فعاليات النسخة التاسعة للمهرجان العالمي لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للخيول العربية.

تعزيز العلاقات

وواصل الكتبي مؤكداً، أن إقامة هذا المؤتمر في المغرب تأتي في إطار التعاون بين الإمارات والمملكة المغربية الشقيقة ويعزز تلك العلاقات، كما أكد أنه يشكل دافعاً لتطوير سباقات الخيول العربية.

وحرص الكتبي على توجيه الشكر لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، على دعمهما للمهرجان العالمي للخيول العربية، التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من تراث الإمارات، وأن المغرب تتطلع لإنجاح المؤتمر، كونها أول دولة أفريقية تستضيف ذلك الحدث العالمي، بعد نجاح الدورات السابقة التي أقيمت من قبل في دول أوروبية وآسيوية وكانت بدايته في العاصمة أبوظبي.

واختتم موجهاً الشكر للجنة المنظمة والمشرفة على تنظيم دورة المهرجان عامة، والنسخة الثامنة من المؤتمر بصفة خاصة، عرفاناً بجهودها في إخراج الحدث بصورة مثالية، كما تمنى أن يكلل ذلك النجاح بمواصلة نجاح المؤتمر بالخروج بتوصيات تسهم في تطوير الخيول العربية.

الجلسة الأولى

تصدر موضوع تحديات وهموم المربين والمنتجين في صناعة الخيول العربية الأصيلة، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي لخيول السباق العربية، حيث أدار الجلسة الزميل مسعود صالح من قناة ياس الرياضية، التي حملت عنوان «تربية وتأصيل الخيول العربية الأصيلة»، للإجابة عن تطور صناعة وتربية الخيول العربية والنظرة المستقبلية للمحافظة عليها. وتحدث في الجلسة د. عصام عبدالله مدير جمعية الإمارات لمربي الخيول، والمربون خالد خليفة النابودة، وعز الدين سدراتي من المغرب.

وجان بيير ديروبيي من فرنسا، وحسان موصلي من سوريا (فرنسا). وتطرقت الجلسة إلى أهمية الثقافة والوعي لدى المربين، التي أخذت حيزاً كبيراً من النقاش والتداول من قبل الخبراء الحاضرين من مربين، وملاك ومدربين، وخاصة موضوع التزاوج البيولوجي والفسيولوجي ومكونات كل عنصر.

فائدة كبيرة

وتحدث في البداية المالك والمربي خالد النابودة عن تجربته، مشيداً بالفائدة الكبيرة من مثل هذه المؤتمرات التي تنير الطريق للمربين، لتحديد أهدافهم وتشجيع المربين الجدد أو الصغار، ونجاح إنتاج الإمارات بالتنافس بقوة في السباقات وتحقيق النتائج المرجوة.

ومن جانبه أكد عصام عبدالله مدير جمعية الإمارات للخيول العربية، ضرورة الاهتمام بالجودة أكثر من العدد، مشيراً إلى أن عدد الخيول المسجلة بالإمارات من خيول الإنتاج المحلي في 2016 بلغ عددها 10.045 خيلاً، إلى جانب 180 تصدير، بالإضافة إلى 300 خيل مستورد، لكنه قال إن عدد الخيول التي تشارك في السباقات يمثل 18% فقط.

تطور السباقات

وقال عز الدين سيدراتي من المملكة المغربية، إن سباقات وإنتاج الخيول العربية تطورت كثيراً في المغرب، وبلغ عدد الخيول التي تشارك في السباقات نحو 700 خيل، فيما تم تسجيل 400 خيل جديد من إنتاج المملكة المغربية. وأبدى الفرنسي جان بيير ديروبكس تأييده للتوليد بالطرق الطبيعية، بعيداً عن استخدام عمليات نقل الأجنة، واتفق مع خالد النابودة الذي طالب بأن تكون عمليات نقل الأجنة بضوابط وقوانين.

وقال المربي الفرنسي حسان موصلي إن توسع السباقات والطفرة في التدريب في الخليج أدى إلى توسيع عمليات الإنتاج، وأكد الجزائري أحمد ريان أن سباقات الخيول العربية شهدت طفرة كبيرة بالجزائر والآن تجاوزنا عملية العدد والكم إلى الجودة.

وتحدثت أيضاً ميشيل مورغان ممثلة منظمة تطوير الخيول العربية وعن تجربة الإنتاج بالولايات المتحدة والفرص الكبيرة التي تتاح للخيول العربية الأصيلة هناك، مع ضرورة تنويع السلالات وضخ الدماء الجديدة.

توصية

أوصى المؤتمرون في ختام الجلسة، بضرورة تنظيم مواعيد الإنتاج لتكون مع بداية الموسم في نهاية أكتوبر وليس في يناير، الأمر الذي يؤثر على الملاك لعدم تمكنهم من إلحاق خيولهم بالموسم.

الجلسة الثانية تناقش موضوع السباق والتدريب

تصدر موضوع السباق والتدريب فعاليات الجلسة الثانية، التي أدارها غاري كابويل من بريطانيا، وتحدث فيها كل من المدرب هلال العلوي من الإمارات، والمدرب سيمون هوبسون من أميركا، ومحمد الهاشمي من عمان، والدكتور ستيفانو دانيري من إيطاليا، وفرانسيس موتوبان من فرنسا، وزكريا علام، وسفيان العلمي من المغرب.

واتفق جميع المتحدثين على أن كل مدرب له طريقة وأسلوب في التدريب، وأن الخيل يكشف عن مخزونه من خلال الخبرة والتدريب أو تقرير الفارس الذي يقوده في التدريبات أو السباقات، وأن عمر الخيل المثالي هو في سن أربع سنوات لبدء سباق، ولكن يتوقف على سياسة المدربين والمؤهلين للخيول.

كما أن عقلية الخيل مهمة جداً لتهيئته من خلال التدريبات لطرد الخوف عنه وتعويده على التجمعات، وإيجاد التوازن دون اللجوء إلى التدريبات المكثفة، بل لكل خيل طريقة تدريب حسب تكوينه الجسماني وعقليته، كما حظيت الجلسة بمداخلات من قبل المدربين خاصة والملاك.

تدريب الخيول

وألقى هلال العلوي الضوء على طريقة تدريب الخيول، مؤكداً أن الموسم القصير للسباقات في الإمارات يتطلب أن يأتي الجواد جاهزاً للتدريب وفي صحة جيدة من قبل المربي حتى يكون الوقت كافياً لتهيئته للمشاركة في السباقات. وبدوره أكد العماني محمد الهاشمي أن الخيل في منطقة الخليج في السابق.

كان جزءاً لا يتجزأ في الحياة اليومية، وترتب على ذلك وجود علاقة قوية بين أهل الخليج والخيل، وطالب هو الآخر بزيادة عدد السباقات وضرورة الاهتمام بالخيول المبتدئة، من خلال رصد جوائز قيمة لتشجيع الملاك على المشاركة، وأيضاً تطوير خبرات المدربين من خلال ابتعاثهم في دورات للخارج لتبادل الخبرات.

عملية معقدة

بدوره أوضح زكريا علام، أن إعداد الجواد ليكون بطلاً تلك عملية معقدة، تتطلب تضافر الجهود بين المدربين والأطباء، وأشار إلى أن هناك اختلافاً كبيراً في عملية التدريب بين خيول السابق وباقي الخيول، وطالب بضرورة انتهاج الأسلوب العلمي واستخدام التكنولوجيا الحديثة في عملية التدريب.

أما الفرنسي فرانسيس موتوبان فقال إنه في فرنسا يوجد 84 سباقاً للخيول على مدار العام أغلبها يقام في تولوز، ما جعلها تحتل المركز الثالث عالميا لملاءمة المناخ والعوامل التاريخية، وأكد أن تطوير الخيول العربية يتطلب عملاً دؤوباً وجهداً كبيراً وأيضاً ضرورة كثرة السباقات.

ومن جانبه أكد المغربي سفيان العلمي أن مستويات الخيول في المغرب تطورت نتيجة زيادة الاهتمام بالخيول العربية، ودلل على ذلك بافتتاح مضمار مراكش الجديد ليضاف لباقي المضامير في المغرب، وقال إنه كذلك من الأسباب موقع المغرب وقربها من الدول الأوروبية وخاصة فرنسا ما يسهل ذلك مهمة المشاركة في السباقات هناك.

متحدثو محور أوزان الفرسان يبحثون قضايا التغذية

اختتمت جلسات اليوم الأول بالجلسة الثالثة، التي تمحور موضوعها عن مراقبة الوزن والتغذية للفرسان، بمشاركة نخبة من الأطباء والفرسان المخضرمين، وأدارت الجلسة لورا كنج من بريطانيا، وتحدث فيها كل من ريتشارد مولن من بريطانيا وزافير زياني من فرنسا وماهي أرميدا من بريطانيا، وأكينا أمورس من إسبانيا، وكاي شيرمان من ألمانيا، ودكتور جمال الحوت من كندا ودكتور فيليب برتشارد من بريطانيا.

وشهدت الجلسة نقاشاً مستفيضاً حول صحة الفرسان، وكيفية المحافظة على أوزانهم بالطرق العلمية المتوفرة، من خلال استشارة الأطباء حول النظام الغذائي الذي يفترض أن يتبع، بجانب ممارسة الرياضة،.

وشرب الماء الكافي وأخذ الراحة الكافية، واتفق المحاضرون على ضرورة تجنب العادات الضارة والابتعاد عن السكريات والأغذية المصنعة التي من شأنها أن تساهم في زيادة الوزن بشكل سريع.

نقص الوزن

وتصدر النقاش البحث الذي أجرته جامعة «جون موريس» (ليفربول)، تناولت فيه تأثير نقص الوزن لدى الفرسان والآثار الجانبية التي يعانون منها، وهدفت الدراسة إلى زيادة حالة الوعي لدى الفرسان، وضرورة اتخاذ الإجراءات التي ترتبط بالمزاج والحالة السيئة والاكتئاب، والتي تؤثر بدورها على أداء الفارس.

فيليب برتشارد: المهرجان يدعم تطور الأبحاث

أكد المحاضر البريطاني الدكتور فيليب برتشارد، أن العمل تغير كثيراً إلى الأفضل بفضل دعم المهرجان، مؤكدا أن الأبحاث التي تجرى في الجامعة البريطانية تمضي بشكل جيد، وهناك تطور كبير في السنوات الأخيرة، وهناك العديد من النصائح التي يمكن أن تقدم لكل فارس على حدة ليتعلم ما يجب عليه القيام به للمحافظة على وزنه بشكل مناسب.

وخلصت الجلسة إلى ضرورة التربية في تكوين الفارس حتى ينشأ على نظام سليم بجانب الحصول على التغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة والحصول على الراحة الكافية، وفي ختام الجلسة تقدم ريتشارد مولن والمحاضرون بالشكر لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) على اهتمامهما برياضة الفروسية.

وبالنيابة عن جامعة ليفربول جون موريس، أعرب د. فيليب بريتشارد عن العرفان بالجميل لمهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية، للدعم السخي الذي حظي به البحث لتطوير برنامج وزن الفرسان، الذي احدث نقلة نوعية للفرسان في الطريقة الصحية للحفاظ على أوزانهم.

وبعد ثلاث سنوات من الأبحاث وصل البرنامج إلى نهايته وارتبط بشكل مباشر مع هيئة السباقات البريطانيــة، مع وضع قاعدة للســباقات لمواصلــة ذلك العمــل.