نقلت وكالة أنباء تونسية عن مسؤول بالاتحاد الوطني لكرة القدم أول من أمس، رفض الاعتذار للاتحاد الإفريقي «كاف» بعد اتهامات بالغش. وفي أعقاب مشاهد عنيفة تلت الخروج المثير للجدل للمنتخب التونسي بالهزيمة أمام غينيا الاستوائية البلد المضيف يوم الأحد الماضي، عوقب الاتحاد التونسي بغرامة قدرها 50 ألف دولار.
وطلب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم من تونس الاعتذار عن «تلميحات عن وجود انحياز والافتقار للأخلاق أو تقديم أدلة قاطعة على تلك الاتهامات»، وأمهل الاتحاد الإفريقي للعبة تونس حتى منتصف ليل أمس للرد أو مواجهة الاستبعاد من تصفيات النسخة المقبلة والتي تنطلق في يونيو المقبل.
اجتماع
ورفضت تونس الاعتذار بعد اجتماع للجنة التنفيذية للاتحاد في العاصمة تونس أول من أمس حسبما أوردت وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
ونقلت الوكالة عن هشام بن عمران عضو اللجنة التنفيذية، «أجمعت كل الآراء المحلية والأجنبية المحايدة على أنها ارتكبت أخطاء فادحة في حق المنتخب التونسي.. ليس فقط في لقاء غينيا الاستوائية.. بل منذ انطلاق النهائيات بداية من مباراة الرأس الأخضر ووصولاً إلى لقاء الكونغو الديمقراطية ما يؤكد استهدافاً واضحاً لمنتخبنا من خلال تعيينات هضمت حقوقنا».
وأضاف «رغم وعينا الشديد بسلامة موقفنا وثبوت تعرضنا إلى مظالم تحكيمية خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا الحالية.. فإننا نرحب بأي مبادرة للالتقاء والاجتماع بأعضاء الاتحاد الإفريقي لمزيد توضيد الموقف التونسي من القضية الراهنة».
موقف
من ناحيته قال ماهر السنوسي نائب رئيس الاتحاد التونسي المكلف بالشؤون القانونية لفرانس برس «اعتذار عن ماذا؟ نحن طلبنا من الكاف في رسالة وجهناها إليه أن يبين لنا عن ماذا سوف نعتذر».
وأضاف أن الاتحاد التونسي «لم يسيء إلى المكتب التنفيذي (للاتحاد القاري) ولا إلى مسؤولي الاتحاد الافريقي، بل احتج على أداء حكم (مباراة تونس وغينيا الاستوائية) وطالب بفتح تحقيق في ملابسات تعيين هذا الحكم الذي كان اداؤه ضعيفاً ومؤثراً في نتيجة المقابلة».
وقال إن الاتحاد التونسي طالب في الرسالة التي وجهها الى نظيره القاري «بفتح تحقيق مع لجنة التعيينات بالكاف لأنها عينت لنا حكاماً قاموا كلهم بأخطاء (تحكيمية) كبيرة». وتساءل «هل في الاحتجاج على أداء الحكم والمطالبة بفتح تحقيق، مس في الميثاق الرياضي؟».
وعاقب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تونس بعدما ما وصفه «السلوك العنيف من مشجعيها في المدرجات والنزول لأرض الملعب بعد صافرة النهاية من قبل اللاعبين والبدلاء من الفريق التونسي وإهانة حكم المباراة ومحاولة التعدي عليه جسدياً.. والسلوك المؤسف للاتحاد التونسي لكرة القدم».
ونزل وديع الجريء رئيس الاتحاد التونسي لأرض الملعب للاحتجاج على حكام المباراة. وقال الاتحاد الإفريقي أيضاً إن لاعبي تونس حطموا غرفة لتغيير الملابس.
وفازت الدولة المضيفة 2-1 على تونس بعد حصولها على ركلة جزاء مثيرة للجدل في الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة عندما كانت تونس متقدمة بهدف قبل أن يحرز أصحاب الأرض هدف الفوز من ركلة حرة في الوقت المحتسب بدل الضائع ويتأهلون لقبل النهائي.
وعاقب الاتحاد الإفريقي الحكم راجيندرابارساد سيتشورن وهو من موريشيوس بالإيقاف ستة أشهر لفشله في السيطرة على المباراة كما استبعد الحكم من قائمة أبرز الحكام في القارة ما ينهي عمليا مسيرته الدولية. ولم يفرض الاتحاد الإفريقي أي عقوبات فردية على لاعبي تونس، كما عوقبت غينيا الاستوائية بسبب ضعف إجراءات الأمن في المباراة.
دعوى
في الأثناء قال إعلامي بقناة حنبعل التونسية الخاصة أول من أمس إن رئيس الاتحاد الافريقي عيسى حياتو ينوي التقدم بشكوى ضد القناة بعد اتهامها له بالفساد والرشوة في تطور جديد يعكس اتساع الأزمة بين رئيس الكاف وتونس على خلفية احداث مباراة غينيا الاستوائية في كأس أمم افريقيا.
وصرح الإعلامي الرياضي عادل بوهلال مقدم برنامج «بالمكشوف» الذي يحظى بمتابعة واسعة في تونس، بأنه وبحسب المعلومات الواردة من الاتحاد الإفريقي فإن عيسى حياتو قرر تكليف رئيس لجنة القانون بتقديم شكوى ضده. وأضاف بوهلال «أعلمني رئيس الاتحاد التونسي وديع الجريء بأن هناك معطيات داخل الكاف حول تقديم شكوى ضدي.
ويرجح تقديمها أمام القضاء في تونس أو مرسيليا». وسبب تحريك الدعوى هي الاتهامات التي ساقها عادل بوهلال لرئيس الكاف خلال برنامجه المخصص لنهائيات كأس أمم افريقيا «سويعة كان» بتلقيه رشاوى كما وصفه برئيس «عصابة الفساد» داخل الكاف.
وقال بوهلال «حياتو لديه عداء مع تونس هو أعلن الحرب على تونس والاتحاد التونسي والأزمة معه الآن أخذت منعرجاً آخر خطيراً». وأضاف الاعلامي «هو حريص لخدمة البلد المضيف ونقله لكأس امم افريقيا من المغرب الى غينيا الاستوائية لم يكن حرصاً رياضياً منه لكن هناك مصالح وعقود واستشهار».