مع اعتذار الصين المفاجئ عن عدم استضافة بطولة كأس آسيا 2023 لكرة القدم بسبب تأثيرات جائحة كورونا، خيم الغموض على مصير هذه النسخة التي تبحث عن المضيف "المنقذ" والذي يرجح أن يكشف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن هويته في أقرب فرصة.
وفاجأت الصين الجميع مؤخرا بالإعلان عن عدم استضافتها لهذه النسخة بسبب جائحة كورونا، وذلك على الرغم من الاستعدادات الهائلة التي أعدتها لاحتضان البطولة في عشر مدن مختلفة خلال الفترة من 16 يونيو إلى 16 يوليو 2023.
وذكر الاتحاد الآسيوي في بيانه بشأن اعتذار الصين عن عدم الاستضافة : يقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالظروف الاستثنائية التي تسببت فيها جائحة كوفيد-19، والتي أدت لتنازل الصين عن حق الاستضافة ..
تم تعيين الصين لاستضافة كأس آسيا 2023 في 5 يونيو 2019 .. وكان من المقرر استضافة المنافسة التي تضم 24 فريقا في 10 مدن صينية خلال الفترة من 16 يونيو إلى 16 يوليو 2023.
وأكد الاتحاد الآسيوي أنه سيعلن عن المكان الجديد للاستضافة في وقت لاحق لم يحدده، كما رفض مسؤولو الاتحاد الإدلاء بأي تفاصيل بهذا الشأن ليكتنف الغموض مصير هذه النسخة التي كان مقررا أن تكون الاستضافة الثانية للصين بعد نسخة 2004.
وخلال الاجتماع الـ32 للجمعية العمومية /كونجرس/ للاتحاد الآسيوي للعبة تم الاطلاع على قرار الصين بالانسحاب من التنظيم وجرى تفويض المكتب التنفيذي للاتحاد باختيار مضيف بديل "بعد عملية تقديم ملفات للترشيح عبر إدارة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم".
وتبقى 13 شهرا فقط على الموعد المقرر للبطولة ما يعني أن المضيف الجديد لابد أن يكون من الدول التي تحظى بملاعب جاهزة وقادرة على التنظيم بعد عام واحد وربما أقل من هذا على منحها حق الاستضافة.
ولهذا، تبدو الخيارات محدودة للغاية وتتحكم فيها بعض العوامل منها أن الاتحاد الأسيوي دأب في النسخ الأخيرة على تناوب حق الاستضافة بين دول شرق وغرب القارة حيث أقيمت نسخة 2007 بالتنظيم المشترك بين إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام ثم نسخة 2011 في قطر فيما استضافت أستراليا البطولة في 2015 وحظيت الإمارات بشرف تنظيم النسخة الماضية في 2019.
ولكن الظرف الاستثنائي للنسخة المقبلة قد يدفع الاتحاد الآسيوي إلى التغاضي عن هذا التناوب بين الشرق والغرب بحثا عن البلد الأكثر جاهزية للاستضافة مع ضرورة الحصول على تأييد من الشركاء التجاريين والرعاة.
ومن العوامل التي ستؤثر في حسم مصير استضافة هذه النسخة أيضا أنها ستقام في وسط العام حيث درجة الحرارة المرتفعة في دول الخليج العربي بغرب القارة وهو ما قد يتطلب مواصفات خاصة في المضيف الجديد.
وفي منطقة الشرق، تبدو الخيارات محصورة في أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان، ولكن استضافة أستراليا بالتنظيم المشترك مع نيوزيلندا لبطولة كأس العالم للسيدات سيحول دون ذلك بالتأكيد خاصة وأن مونديال السيدات سيقام في الفترة من 20 يوليو إلى 20 أغسطس 2023 بفاصل زمني لا يتجاوز أربعة أيام عن الموعد المقرر لكأس آسيا.
وكانت اليابان هي الوحيدة التي ألمحت إلى إمكانية التقدم بطلب لحق الاستضافة ولكن هذا لم يعلن بشكل رسمي.
وأوضح كوزو تاشيما رئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم، في تصريحات صحفية، أن الاتحاد الآسيوي تواصل مع بلاده لاستضافة هذه النسخة بعد اعتذار الصين، وأكد أنه إذا تم هذا، سيكون الأمر مثيرا بلا شك.
وفي الوقت نفسه، لم تبد كوريا الجنوبية حتى الآن رغبتها في استضافة هذه النسخة علما بأن الاستضافة الوحيدة لكوريا الجنوبية كانت في النسخة الثانية من كأس آسيا عام 1960 فيما استضافت اليابان البطولة مرة واحدة سابقة أيضا عندما احتضنت النسخة العاشرة في 1992.
وإذا تقدمت أي من الدولتين بطلب الاستضافة في الفترة المقبلة، فقد يكون لها الأولوية نظرا لامتلاك كليهما للعديد من الملاعب الجاهزة لاستضافة بطولة بهذا الحجم حيث تقام بمشاركة 24 منتخبا.
وفيما أشارت بعض التقارير إلى أن الهند قد تكون من بين المرشحين لاستضافة هذه النسخة في ظل جاهزية عدد من الملاعب خاصة بعد استضافتها كأس آسيا للسيدات مطلع العام الحالي، وإبدائها رغبة لاستضافة كأس آسيا عام 2027، نوه مسؤولو الاتحاد الهندي إلى أنهم لا يعتزمون التقدم بطلب لاستضافة نسخة 2023 التي اعتذرت عنها الصين.
وفي الغرب الآسيوي، وبعد استضافة الإمارات بنجاح فائق للنسخة الماضية قبل ثلاث سنوات فقط، أصبحت الخيارات محصورة بين السعودية وقطر في ظل امتلاك كل منهما للملاعب الجاهزة القادرة على حق الاستضافة ..
ولكن بعض التقارير أشارت إلى أن السعودية لا تعتزم التقدم بطلب استضافة هذه النسخة وإن لم يعلن مسؤولو الاتحاد السعودي للعبة هذا بشكل رسمي.
وفي حال تقدمت قطر بطلب حق الاستضافة ستكون فرصها جيدة لوجود ثمانية استادات جاهزة ومزودة بتقنيات التبريد وهي الاستادات التي ستستضيف كأس العالم أواخر العام الحالي.
ولكن الاتحاد الآسيوي قد يلجأ للبحث عن بدائل أخرى من خلال تغيير موعد البطولة بتأجيلها لعدة أشهر ما يتيح الفرصة أمام أكثر من بلد لمزيد من الاستعداد والتجهيزات لاستضافة البطولة إضافة لإزالة عامل ارتفاع درجة الحرارة.