انتقدت محكمة إنجليزية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لتقديمه "صورة كاريكاتورية مسيئة" لوكلاء كرة القدم.

وقدم فيفا في نوفمبر 2019 عرضا تقديميا باستخدام برنامج (باور بوينت) يصور وكيلا يحمل علامة الدولار فوق رأسه، وحقيبة نقود في إحدى يديه وأوراق نقدية في اليد الأخرى.

وسعى فيفا لفرض حدود قصوى لرسوم الوكلاء في صفقات انتقالات اللاعبين، الأمر الذي أثار نزاعات قانونية في عدد من الدوائر القضائية، حيث كانت إنجلترا من بينها، حيث وجدت إحدى المحاكم أنه في حال تطبيق هذا القرار فسوف يشكل انتهاكا لقانون المنافسة في المملكة المتحدة.

وكان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أعلن الحكم الذي أصدرته المحكمة في 30 نوفمبر الماضي، لكن حيثيات الحكم الكامل لم يتم نشرها إلا اليوم الخميس.

وأوضحت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن المحكمة أشارت إلى أن "الرسم الكاريكاتوري الهجومي" في العرض الذي قدمه فيفا كان "تأكيدا صارخا على أن الاتحاد الدولي لكرة القدم كان مهتما في المقام الأول بالرسوم التي يتقاضاها الوكلاء".

ووجدت البيانات التي نشرها فيفا صباح اليوم أن الرسوم التي يتقاضاها الوكلاء على صفقات الانتقالات الدولية للاعبين وصلت لأعلى مستوى لها على الإطلاق، حيث بلغت 1ر888 مليون دولار عام 2023.

وكان من المقرر أن تدخل لوائح فيفا الجديدة حيز التنفيذ في الأول من أكتوبر الماضي.

وبموجب هذه القواعد الجديدة، فإن الوكلاء الذين يعملون في صفقات انتقال يتجاوز راتب اللاعب فيها 200 ألف دولار سنويا، سيتم وضع حد أقصى لرسومهم بنسبة 6٪ من الزيادة السنوية التي تزيد عن هذا المبلغ، وذلك حال قيامهم بتمثيل اللاعب والنادي المشتري معا، أو 3% إذا كانوا يمثلون أحد هذين الطرفين.

ويحق للوكلاء الذين يمثلون النادي البائع الحصول على رسوم تعادل 10% من قيمة صفقات انتقال اللاعبين.

وقضت محكمة التحكيم الرياضية (كاس) يوليو الماضي بأن فيفا أثبت أن ارتفاع رسوم الوكلاء تسبب في تحفيزهم على إجراء المزيد من الانتقالات، الأمر الذي أدى بدوره إلى سلسلة من الآثار السلبية على سوق خدمات وكلاء كرة القدم.

أضافت المحكمة أن الحدود القصوى للرسوم كانت بالتالي "مناسبة لمعالجة أو تخفيف الآثار السلبية التي أبرزها فيفا".

ورغم ذلك، ذكرت المحكمة في القضية الإنجليزية أنها لم تكن قادرة على تمييز "أي صلة مبررة بين الحد الأقصى للرسوم والانتهاكات المزعومة وإخفاقات السوق".