بينما توقفت معظم دوريات كرة القدم بأوروبا حاليا بسبب احتفالات رأس السنة الميلادية، فإن الوضع في إنجلترا يبدو مختلفا تماما، حيث تستعد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لخوض منافسات المرحلة الـ19 للمسابقة، التي تبدأ غدا الثلاثاء.

وفي الوقت الذي ينفصل فيه لاعبو الدوريات الأخرى في القارة العجوز عن المنافسات للاحتفال بعيد الميلاد مع عائلاتهم، يتواصل الصراع بين فرق المقدمة في الدوري الإنجليزي لكرة القدم من أجل اعتلاء قمة جدول الترتيب خلال تلك الجولة التي يطلق عليها اسم (بوكسنج داي)، حيث تنطلق بعد يومين فقط من انتهاء المرحلة الماضية للمسابقة.

ودائما ما تقام مباريات الدوري الإنجليزي في 26 ديسمبر من كل عام، حيث تأتي بعد يوم واحد من الاحتفال بالكريسماس، وهي عطلة وطنية في بريطانيا.

وتأتي هذه التسمية نسبة لصناديق الهدايا التي توزع في عيد الميلاد، حيث يتم جمع هذه الصناديق في اليوم التالي للاحتفال، ومن ثم، فإن إقامة المباريات في هذا التوقيت يعد بمثابة الهدية لمشجعي كرة القدم في البلاد.

ورغم أن جولة "بوكسنج داي" تزيد من ازدحام جدول مباريات كرة القدم الإنجليزية، وربما تتسبب في تعرض اللاعبين للإصابة، فإنها مازالت تحظى بشعبية هائلة ومكانة خاصة، لما يحمله اليوم من طابع عريق، فهو تقليد إنجليزي يضاهي تاريخ كرة القدم نفسها.

ويتطلع ليفربول وأستون فيلا لاعتلاء قمة الترتيب، ولو بصورة مؤقتة، حينما يلعبان خارج قواعدهما مع بيرنلي ومانشستر يونايتد على الترتيب غدا، في ظل إقامة مباراة أرسنال (المتصدر)، وضيفه ويستهام يونايتد، في نفس المرحلة، يوم الخميس القادم.

ويأمل ليفربول في العودة لطريق الانتصارات، الذي غاب عنه في المرحلتين الماضيتين، حينما يخرج لملاقاة مضيفه بيرنلي، صاحب المركز التاسع عشر (قبل الأخير) برصيد 11 نقطة.

وأهدر ليفربول، الساعي لاستعادة اللقب الغائب عنه في المواسم الثلاثة الأخيرة، 4 نقاط في المرحلتين الماضيتين للمسابقة، بتعادله في معقله بدون أهداف مع مانشستر يونايتد، ثم 1 / 1 مع أرسنال، ليتراجع للمركز الثاني في ترتيب البطولة برصيد 39 نقطة، بفارق نقطة وحيدة خلف الفريق الملقب بـ(المدفعجية).

ويخوض ليفربول المباراة، التي تجرى على ملعب (تيرف مور)، في ظل معاناته من قائمة طويلة من الغيابات بسبب الإصابة، حيث تضم أندي روبرتسون، وجويل ماتيب وتياجو ألكانتارا وديوجو جوتا وأليكسيس ماك أليستر وستيفان باجسيتيتش، بالإضافة لليوناني الدولي كوستاس تسيميكاس، الذي أصيب في لقاء الفريق الأخير أمام أرسنال.

وتعرض تسيميكاس لكسر في الترقوة بعد التحام من بوكايو ساكا، لاعب الفريق اللندني، مما أدى لاصطدام لاعب ليفربول بمديره الفني الألماني يورجن كلوب خارج حدود الملعب، ليعاني الفريق الأحمر من أزمة في مركز الظهير الأيسر في ظل استمرار غياب روبرتسون، البعيد عن الملاعب منذ أكتوبر الماضي.

وربما يستمر كلوب في الدفع باللاعب جو جوميز، الذي استعان به كبديل لتسيميكاس، فيما قلل مدرب ليفربول من المخاوف بشأن أزمة الجبهة اليسرى، قائلا "لا أعرف هل يستطيع أن يلعب جوميز جميع المباريات، لننتظر ما سيحدث".

وأضاف في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) "سيعود روبرتسون في الشهر المقبل بينما سيغيب كوستاس بالتأكيد لفترة طويلة، لم أفكر في الأمر بعد لكننا نواجه صعوبة كبيرة".

وتابع "الإصابات واردة في بعض الأحيان لذا يجب أن نتقبلها، ولكن الكسر في الترقوة إصابة مقلقة لأنها تستغرق وقتا طويلا للتعافي منها".

من جانبه، يأمل النجم الدولي المصري محمد صلاح، هداف ليفربول، لمواصلة هز الشباك للمباراة الثالثة على التوالي بمختلف المسابقات، بعدما لعب دور المنقذ للفريق في لقاء أرسنال، عقب تسجيله هدف الفريق الوحيد.

ورفع صلاح رصيده التهديفي في الدوري الإنجليزي هذا الموسم إلى 12 هدفا، ليعزز موقعه في المركز الثاني بقائمة هدافي المسابقة العريقة، ويقلص الفارق الذي يفصله عن النرويجي إيرلينج هالاند، مهاجم مانشستر سيتي (المتصدر)، إلى هدفين فقط.

وبهدفه في أرسنال، دخل (الملك المصري)، كما تطلق عليه جماهير ليفربول، قائمة العشرة الأوائل في ترتيب الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي الممتاز، بتسجيله 151 هدفا في مشواره بالبطولة.

وصلاح يرغب في كسر عقدة بيرنلي، الذي عجز قائد منتخب الفراعنة عن هز شباكه على مدار 8 مباريات متتالية، وبالتحديد منذ تسجيله هدفه الوحيد في مرمى هذا الفريق موسم 2017 / 2018.

في المقابل، يتطلع بيرنلي، الذي يقوده المدرب البلجيكي فينسنت كومباني، نجم مانشستر سيتي السابق، لاستغلال قوة الدفع التي حصل عليها عقب فوزه المباغت 2 / صفر على مضيفه فولهام في مباراته الأخيرة بالبطولة أول أمس السبت، ليقلص الفارق الذي يفصله عن مراكز الأمان إلى 3 نقاط فقط.

ويخوض أستون فيلا، صاحب المركز الثالث برصيد 39 نقطة، بفارق الأهداف خلف ليفربول، مواجهة من العيار الثقيل ضد مضيفه مانشستر يونايتد، الذي يحتل المركز الثامن برصيد 28 نقطة.

وأهدر أستون فيلا فرصة الانقضاض على القمة واستغلال تعادل ليفربول مع أرسنال في المرحلة الماضية، بعدما سقط أيضا في فخ التعادل 1 / 1 مع ضيفه شيفيلد يونايتد (متذيل الترتيب) في مباراته الأخيرة بالبطولة يوم الجمعة الماضي.

وكان أستون فيلا قريبا من الخسارة أمام شيفيلد، بعدما تأخر بهدف في الدقيقة 87، غير أن لاعبه الإيطالي نيكولو زانيولو أحرز هدف التعادل القاتل في الدقيقة السابعة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الثاني.

أما مانشستر يونايتد، فسوف يحاول مصالحة جماهيره الغاضبة بسبب نتائجه المتردية هذا الموسم على الصعيدين القاري والمحلي، فبينما ودع الفريق الملقب بـ(الشياطين الحمر) بطولة دوري أبطال أوروبا من مرحلة المجموعات، بعدما تذيل ترتيب مجموعته، فإنه يعاني أيضا من سوء النتائج في الدوري الإنجليزي، بعدما حصل على نقطة وحيدة فقط في لقاءاته الثلاثة الماضية.

واكتفى فريق المدرب الهولندي إريك تين هاج بتحقيق فوز وحيد في لقاءاته الخمسة الأخيرة بالمسابقة، ليضاعف من حجم الإحباط لدى محبيه، قبل مواجهة أستون فيلا على ملعب (أولد ترافورد).

ويعود مانشستر سيتي، حامل اللقب في المواسم الثلاثة الأخيرة، لاستئناف مشواره في الدوري الإنجليزي، حيث يحل ضيفا على إيفرتون، بعد غد الأربعاء، في ظهوره الأول بالمسابقة عقب تتويجه لأول مرة بكأس العالم للأندية، التي اختتمت يوم الجمعة الماضي بالمملكة العربية السعودية.

وكانت مباراة مانشستر سيتي، الذي يحتل المركز الخامس برصيد 34 نقطة، مع ضيفه برينتفورد في المرحلة الماضية للمسابقة، قد تأجلت بسبب خوض الفريق السماوي المباراة النهائية لمونديال الأندية ضد فلومينينسي البرازيلي.

ويطمع الإسباني جوسيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، في استغلال ارتفاع معنويات نجومه من أجل العودة للمسار الصحيح على الصعيد المحلي، بعدما حقق الفريق فوزا وحيدا فقط في مبارياته الست الأخيرة بالدوري الإنجليزي، وهو ما ساهم في تراجع ترتيبه.

وتصطدم طموحات مانشستر سيتي برغبة إيفرتون، صاحب المركز السادس عشر برصيد 16 نقطة، في العودة لنتائجه اللافتة، بعدما توقفت سلسلة انتصاراته التي استمرت لمدة 4 مراحل متتالية بالخسارة 1 / 2 أمام مضيفه توتنهام هوتسبير في مباراته الأخيرة بالبطولة أول أمس.

وسيكون أرسنال مطالبا بالحصول على النقاط الثلاث في لقائه اللندني الخالص ضد ضيفه وجاره ويستهام يونايتد، صاحب المركز السادس برصيد 30 نقطة، يوم الخميس المقبل، من أجل الاحتفاظ بقمة ترتيب البطولة، التي غاب لقبها عن خزائنه منذ موسم 2003 / 2004.

ولن تكون مهمة أرسنال سهلة أمام ويستهام، خاصة في ظل الحالة الفنية المرتفعة لفريق المدرب الاسكتلندي ديفيد مويس، الذي حقق 3 انتصارات في مبارياته الأربع الماضية، حيث كان آخرها فوزه الثمين 2 / صفر على ضيفه مانشستر يونايتد أول أمس.

ورغم ذلك، يتسلح أرسنال بسلسلة انتصاراته التي حققها على ويستهام في جميع مبارياتهما السبع الأخيرة بالبطولة، التي أقيمت بملعب (الإمارات) معقل فريق المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، الذي يستضيف اللقاء.

ولم يتمكن ويستهام من الفوز في ملعب أرسنال بالمسابقة منذ أغسطس 2015، حينما فاز 2 / صفر في المرحلة الافتتاحية للبطولة آنذاك.

وتفتتح مباريات المرحلة غدا بلقاء نيوكاسل يونايتد مع ضيفه نوتينجهام فورست، كما يواجه شيفيلد يونايتد ضيفه لوتون تاون، ويلاقي بورنموث ضيفه فولهام، في نفس اليوم.

كما يلعب تشيلسي، صاحب المركز العاشر برصيد 22 نقطة عقب خسارته 1 / 2 أمام مضيفه وولفرهامبتون أمس الأحد، مع ضيفه كريستال بالاس، بعد غد، كما يلتقي برينتفورد مع وولفرهامبتون في ذات اليوم، بينما يستضيف برايتون فريق توتنهام، صاحب المركز الرابع بـ36 نقطة، الطامع في تحقيق فوزه الرابع على التوالي بالبطولة، يوم الخميس المقبل.