توجهت بسؤال إلى الحكم الدولي المتألق سلطان المرزوقي، هل توافق أن تصبح حكماً محترفاً، وتنال إمكانات المحترفين، فرد بنبرة حازمة وحاسمة، لن أحترف التحكيم، فقلت له لماذا؟، فقال لأن بيئة التحكيم أصبحت طاردة، والضغوط تحاصر الحكام من كل الاتجاهات، ما يؤثر في أدائهم، كما قال إن التحكيم أصبح شماعة الخاسرين من الفرق، دون مراعاة مشاعر الحكام أنفسهم، مع أنهم لم يستفيدوا من عصر الاحتراف مالياً، فمكافآتهم ضئيلة للغاية، وبعد أن كانت الأعلى خليجياً في عصر الهواة، أصبحت الأقل خليجياً في عهد الاحتراف.
ويتميز الحكم الدولي سلطان المرزوقي في إدارة مباريات دوري الخليج العربي، وظهر بمستوى مشرف، ويعتبر من أقوى المرشحين لإدارة نهائي الكأس، وأدار 23 مباراة من أصل 26، يعتلي بها صدارة إدارة المباريات، واحتسب 6 ركلات جزاء للإنذار الثاني، ولم يستخدم البطاقة الحمراء في الطرد المباشر، ومنح اللاعبين 86 إنذاراً، ويعتبر أكثر الحكام استخداماً لهذه البطاقات، وخلال الأيام المقبلة، سوف ينضم إلى قائمة النخبة، التي يستحقها عن جدارة واستحقاق، وخلال حواره مع «البيان الرياضي»، تحدث بصراحة في العديد من الأمور التي تهم التحكيم، حيث هاجم استوديوهات التحليل، ووصفها بأنها بدعة عربية، وقال إن التحكيم الأجنبي لن يمنع الأخطاء، إضافة إلى العديد من الآراء الجريئة من خلال الحوار التالي:
أداء جيد
بداية، ما هو تقييمك لأداء الحكام خلال دوري الخليج العربي؟
يقول الحكم سلطان عبد الرزاق المرزوقي، الأداء جاء طيباً، وإذا منحنا درجة للتقييم، نقول إن الأداء جاء بدرجة جيد، ولا ننكر أن هناك بعض الأخطاء في عدد من المباريات، ولكنها ليست بكثيرة ولا كارثية، ومعظمها غير مؤثر في نتائج المباريات، وكنا نتمنى ألا تكون هناك أخطاء، ولكن هذه هي كرة القدم، التي تشمل العديد من الأخطاء من مختلف عناصرها.
آراء المحللين
ولكن عدداً من الحكام القدامى كشف عن أخطاء مؤثرة خلال تحليلهم التلفزيوني لأداء الحكام، خاصة في منطقة الجزاء؟
هذا كلام بعض المحللين، ولهم وجهة نظر نحترمها، ولكن تقييمنا يتم من خلال لجنة الحكام، وجلسة التحليل الأسبوعية «البرلمان»، ورأي لجنة الحكام وفق التحليل والأرقام، يقول إن أداء الحكام طيب، ومن يتابع التحليل التلفزيوني، سيجد أن المحليين يخطئون في تقدير بعض الحالات، مع أنه يتوافر لهم مناخ أفضل بالطبع مما يتوافر للحكام داخل الملعب.
هل تتأثرون باستوديوهات تحليل أداء الحكام؟
في الغالب لا نشاهد هذا التحليل، نظراً لظروف المباريات، ولكن للأسف، بعض المحللين يتصيدون أخطاء الحكام، فمثلاً فريق فائز بنتيجة المباراة، ونجد البعض يقول إن هذا الفريق كان له ركلة جزاء، ليس لدينا مانع في ذلك، حلل وقل رأيك، ولكن أن تبرز حالة حدثت من خلف ظهر الحكم، وتبرزها كخطأ، فماذا استفاد الجمهور من ذلك، لا تنسوا أن التصوير التلفزيوني الآن تطور، وأصبحت المباريات تذاع من خلال 20 كاميرا، وأكثر من ذلك أحياناً، وفق أهمية المباراة، والمحلل يستعين بلقطات لهذه الكاميرات في إبراز الأخطاء، وأحياناً يجانبه الصواب في تحليل الحالة، فما بالك بالحكم الذي يدير المباراة بعينين وبزاوية واحدة، وقراره في جزء من الثانية.
بدعة عربية
هل تعارض تحليل أداء الحكام تلفزيونياً؟
تحليل أداء الحكام تلفزيونياً بدعة عربية، تضر أكثر ما تفيد، في العالم لا يوجد تحليل لأداء للحكام خلال المباريات، وبين الشوطين وبعد المباراة، وإنما يكون التحليل بعد ختام الجولة، حتى لا يكون هناك تأثير لهذا التحليل على الحكم، تخيل إدارياً يأتي للحكم مع بداية الشوط الثاني، ويقول إن المحلل فلان يقول إن هناك ركلة جزاء، أو أن الهدف الملغى صحيح، طبعاً هذا الكلام يكون له تأثير سلبي في تركيز الحكم خلال الشوط الثاني، لذلك، نقول إن هذا التحليل يضر أكثر ما يفيد.
شماعة الخاسرين
هل تتعرضون لضغوط من الشارع الكروي تؤثر في أدائكم؟
نعم نتعرض لضغوط، لآن كل الكلام عن التحكيم، الذي أصبح شماعة الخاسرين، مع أن أداء الحكم قد يكون متميزاً خلال هذا اللقاء، وخلال الفترة الماضية، سمعنا كلاماً كثيراً عن التحكيم إعلامياً ومن مسؤولي الأندية، فهل يعقل أن يخرج مسؤول ويقول أتمنى أن يكون التحكيم هو نجم المباراة، ماذا يعني بهذه الكلمة الكبيرة، ومدرب يقول إن التحكيم يجامل أندية بعينها، مثل هذه التلميحات غير مقبولة، لأنها تمس بمكانة وسمعة التحكيم، ونحن أبعد ما نكون عن مثل هذه الأمور.
هل مثل هذه الأقوال تؤثر في معنوياتكم؟
بالطبع يكون لها تأثير سلبي، وأنا أؤكد أن سمعة حكام الإمارات ناصعة البياض، وحينما ندخل المستطيل الأخضر، لا ننظر إلى الألوان على الإطلاق، لأنني حكم، أريد التألق وتقديم مستوى طيب يعكس مكانة التحكيم محلياً وخارجياً، وأعترف بوجود أخطاء، ولكنها ناجمة عن عدم توفيق ليس أكثر.
شرط للأجنبي
البعض ينادي بضرورة الاستعانة بالحكــام الأجانب لإدارة بعض المباريات المهمة، كيف تنظرون لهذا المطلب؟
إذا رأى البعض أن الأخطاء سوف تختفي مع الاستعانة بالأجانب، فهو مخطئ، لأنه كان من باب أولى أن تختفي الأخطاء من ملاعبهم، ولعل تجربة إخواننا في دول مجلس التعاون مع التحكيم الأجنبي، خير برهان، الأخطاء هي جزء من اللعبة، ولن تختفي من الملاعب، سواء العالمية أو المحلية، ومن شاهد مباراة الهلال مع النصر السعودي مؤخراً، سيرى كيف فاز النصر بهدف من تسلل، وكانت هناك ركلة جزاء للهلال لم تحتسب، ولدي سؤال، من سيتحمل تكلفة طاقم التحكيم الأجنبي التي تصل إلى 150 ألفاً، علماً بأن تكلفة طاقم محلي لا تتعدى 15 ألف درهم.
تجربة ناجحة
كيف تقيم تجربة الحكم الإضافي التي استحدثها اتحاد الكرة هذا الموسم؟
لا شك أنها تجربة جيدة، وأتت بثمارها خلال الدور الأول من عمر منافسات دوري الخليج العربي، وشاهدنا خلال المباريات كم ساعدت هذه التجربة على تقليل نسبة الأخطاء التي تحدث داخل الملاعب خلال المباريات، حتى الأرقام الرسمية التي خرجت من لجنة الحكام، تؤكد نجاح التجربة، وبالنسبة لي شخصياً، ساعدني الحكم الرابع في اتخاذ عدد من ركلات الجزاء، وأراها تجربة ناجحة بدرجة 9.5 من عشرة، بالنسبة للمباريات التي قمت بإدارتها.
ما الشيء الذين تسعون إلى تحسينه في أدائكم؟
لا شك أنه التركيز يحتاج إلى زيادة الاهتمام من الحكم نفسه، لأن الجانب الفني والبدني ليس بهما قصور، بفضل جهد المدير الفني شمسول ومدرب اللياقة إليخو، واللجنة ذاتها، وموضوع زيادة التركيز مسؤولية الحكم نفسه، وأقل نسبة تركيز تؤثر في عطاء الحكم، لأن تركيز الحكم يسهم في ظهوره بمستوى طيب خلال أداء مهمته.
الحكم مظلوم
لماذا يقل تركيز الحكم خلال أدائه لمهمته؟
إني أرى الحكم مظلوماً في هذه المنظومة الكروية الاحترافية، فهو يعاني من عدة أمور تؤثر في عطائه، مثل الضغوط من مختلف عناصر اللعبة، وعدم التفريغ والإجازات، وتعنت بعض مسؤولي العمل وعدم تعاونهم مع اتحاد الكرة، حيث لا يوافقون على اعتبار يوم المباراة مهمة عمل، وأمام هذه المعضلة، نجد بعض الحكام يفكرون في عملهم، خاصة إذا كانت لديه مباراة ليلية في الظفرة مثلاً، كيف يصل لمنزله، وكيف يداوم في اليوم التالي، مثل هذه الأمور، تحد من تركيزه خلال المباراة.
كما أن مكافآت الحكام قليلة للغاية، ولا تتناسب مع منظومة العمل الاحترافي، أيام الهواة، كنا الأفضل خليجياً، وفي عصر الاحتراف، أصبحنا الأقل خليجياً، كما أن الحكم يعاني الأمرّين حينما يتعرض لإصابة، ومن غير المعقول أن نعالج في أية وحدة علاج متطورة في الأندية، ولا مجال أمامنا سوى مركز الطب الرياضي، التابع لهيئة الشباب والرياضة، ونوجه الشكر لمسؤوليه على جهودهم معنا.
كيف تفسر حالة الود بينك واللاعبين داخل الملعب؟
أنا أصلاً لاعب كرة، وأعرف متطلبات اللاعب من الحكم، ولذلك أحاول أكون أخاً للاعبين داخل الملعب، قبل أن أكون حكماً، واستفدت من تجربة أحد الحكام القدامى الذي كان يدير المباريات، وهو متهكم مع أنه ظريف جداً خارج الملعب، ومثل هذا النموذج يضايق اللاعبين، ويسهم في توترهم، لذلك أحاول أن يكون أسلوبي مع اللاعبين جيداً، كأخ لهم دون أن يكون لذلك تأثير في قراراتي وإدارتي للمباراة.
طموحي كبير
ما طموحاتك بعد نيل الشارة الدولية؟
أتمنى أن أنضم لحكام النخبة الآسيوية، حيث أبذل جهداً إضافياً، من أجل تحقيق ذلك خلال الفترة المقبلة، كما أنني أتمنى أن أشارك في إدارة منافسات مونديال قطر المقبل، لأن وصول الحكم للمباريات الدولية، يعتبر قمة التألق والنجومية.
كيف ترى مستقبل التحكيم الإماراتي، ممثلاً في شبابه الصاعد؟
تحكيمنا بخير، وقاعدته قوية، وتضم العديد من المواهب الواعدة، التي يتوقع لها مستقبل باهر، مثل بعض الذين نالوا فرصة مع الفرق الأولى، مثل سلطان محمد صالح، وأحمد عيسى وخالد ناجم، وأتوقع أن يكونوا حكاماً متميزين، والعديد من المواهب التي ستبرز خلال الفترة المقبلة.
محاسبة النفس
هل تشاهد مبارياتك، وكم مرة حاسبت نفسك خلال الدور الأول؟
نعم، أشاهد المباريات التي قمت بأدائها، وأقوم بتحليل أدائي، وأحاسب نفسي على أي أخطاء وقعت فيها، من أجل الاستفادة من هذه الأخطاء مستقبلاً وعدم تكرارها، وحاسبت نفسي مرة واحدة، حينما لم أحتسب ركلة جزاء، مع أن الفريق صاحب الركلة حقق الفوز.
مبخوت يستحق لقب أفضل لاعب
اعتبر سلطان المرزوقي، أن اللاعب الدولي علي مبخوت، يستحق لقب أفضل لاعب خلال الموسم الحالي، بعد أن ظهر مع ناديه بمستوى متميز، وتسجيله 16 هدفاً، ما ميزه عن باقي اللاعبين، كما ظهر بمستوى مشرف مع المنتخب الوطني في بطولة «خليجي 22» ونهائيات آسيا في أستراليا.
ليما أحسن أجنبي
أشاد المرزوقي بمستوى مهاجم الوصل ليما، الذي يعتبر من أفضل اللاعبين الأجانب في الدولة، نظراً لمهاراته العالية، وجهده الوفير، وصغر عمره، وأدائه المتميز داخل الملعب، ويعتبر من مواطن القوة في فريق الوصل هذا الموسم، حيث نجح في تسجيل 16 هدفاً، ورجح كفة فريقه في العديد من المباريات.
رسالة
يشير الحـــكم الدولي المرزوقي، إلى رفض القاعدة التحكيمية لتصريحات بعض اللاعبين عن التحكيم، والتي صدرت خلال الفترة الماضية، ويعز علينا أن تخرج تصريحات من بعض اللاعبين تسيء للتحكيم، لذلك أقول لإخواني اللاعبين، دعوا ما يحدث في الملعب للمعنيين، وزيدوا من تركيزكم داخل الملعب للأداء القوي الذي يمتع الجمهور ويسهل من مهمتنا.
بروفايل
■ الاسم: سلطان عبد الرزاق إبراهيم المرزوقي
■ المهنة: موظف في أبوظبي
■ العمر: 34 عاماً
■ الحالة الاجتماعية: متزوج
■ الأبناء: ولدان وبنتان
■ عدد المباريات المحلية: 60 مباراة
■ أبرز المباريات: نهائي كأس المحترفين بين الأهلي والجزيرة، نهائي كأس الخليج للمنتخبات تحت 23 سنة بين السعودية والكويت، وحققت السعودية الفوز.
انطلاقة
يقول المرزوقي إنه بدأ حياته الكروية كلاعب كرة قدم في المراحل السنية بنادي الوصل، وقال إن دخوله سلك التحكيم جاء بالصدفة، حيث شهد اجتماعاً للجنة الحكام، ومن بين الحضور الحكم الدولي علي بوجسيم، وقال المرزوقي إنه سألني ما رأيك بالالتحاق بالتحكيم، لامتلاكك مواصفات الحكام من بنية جسمانية وطول قامة، فوافقت على الفور، لأن الرغبة كانت موجودة في الدخول في المعترك التحكيمي.