لا ينسى فريق العين وجماهيره المخلصة الكثير من الأسماء اللامعة التي ساهمت في صنع إنجازات الزعيم على مدى السنوات الماضية، ومن هذه الأسماء التي حلقت بالفريق عالياً ماجد العويس قائد فرقة البنفسج السابق، فتح قلبه لـ«البيان الرياضي» بعد فترة من الصمت، وتحدث كما لم يتحدث من قبل، مؤكداً أن صراع الصفقات شهد ارتفاعاً جنونياً في أسعار اللاعبين بصورة مبالغ فيها لاسيما اللاعبين الأجانب..
والسبب من وجهة نظره الشخصية أن «اللعب تحت الطاولة» هو السبب الرئيسي، فضلاً عن فقدان اللاعبين ولاءهم للأندية ضمن واقع مؤسف نعيشه اليوم، إلى جانب الحديث عن تجربة المدرب الوطني مهدي علي، وآمال الوصول إلى مونديال روسيا 2018 التي وصفها بـأنها ضرورية وحتمية من أجل أبناء هذا الجيل الرائع.
كما تطرق العويس إلى مباراة الأهلي والعين التي جرت مؤخراً في سباق الذهاب دور الـ16 لدوري أبطال آسيا، وفي ما يلي نص الحوار:
انتقالات
بدايةً، يرى البعض أن معظم اللاعبين الأجانب، هم دون المستوى المطلوب، هل تؤيد هذا الرأي؟
نعم، أؤيد وبشدة، وإذا قسنا المبالغ المالية التي يتلقاها هؤلاء اللاعبون مقارنةً بمستوى الأداء سندرك أننا بالغنا، إلا ما ندر من اللاعبين المميزين الذين لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة، لذلك لاحظنا وجود تغييرات كثيرة في الأندية..
حيث انطلقت بعض الأندية في بداية بلاعبين، ثم استبدلوا خلال الانتقالات الشتوية، مما يؤكد أن اللاعبين الأجانب ليسوا بمستوى الطموح، وقد يكون اللاعب الأجنبي أحياناً نجماً ومميزاً، إلا أنه لا يستطيع الانسجام مع الفريق، لذلك أنا ضد الأسعار الجنونية.
واستطرد قائلاً: عند الحديث عن اللاعبين الأجانب في السابق أمثال محمد بولو والعقربي وسواهما، كانت مبالغ التعاقد معهم معقولة، يستحقونها مقابل أدائهم المميز وإنجازاتهم، كما أنه في المقابل كان إنتاجهم أكبر ومردودهم على الملعب أكبر مما نرى الآن، إلا أننا لا ننكر اختلاف الظروف اليوم، فاللاعبون في أفريقيا مطلوبون في فرنسا وخلافها من دول أوروبا، لذلك ارتفعت الأسعار نسبياً.
وشخصياً، أعتقد أن التعاقد خفية من «تحت الطاولة»، هو السبب الرئيسي وراء جنون أسعار اللاعبين، كما يجب تقنين عملية التعاقد معهم، بحيث تتفق جميع المجالس الرياضية في الدولة، على تنظيمها عن طريق رفض منح انتقال اللاعب إلى نادٍ آخر إلا بموافقة إدارة ناديه.
وأرى أنه بموجب اعتماد سقف الأسعار من قبل مجالس الدولة الرياضية، سيتوقف ارتفاع الأسعار المبالغ فيه، وأذكر أننا وضعنا تصوراً خلال فترة وجودي في إدارة نادي العين، في ما يتعلق بعقود اللاعبين بناءً على طلب من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني النائب الأول لرئيس نادي العين الثقافي الرياضي، وأعلى سعر تم تحديده ضمن التصورات والخطط المرسومة للاعب كان مليوني درهم.
أسماء مميزة
إذاً، ما هو تقييمك لأبرز اللاعبين الأجانب؟
معظمهم دون المستوى المطلوب، لكن في المقابل ثمة أسماء مميزة، منها على سبيل المثال، ميركو فوزينتش محترف الجزيرة، وليما، وكذلك البرازيلي فاندرلي لاعب الملك الشرقاوي، وكذلك بعض اللاعبين الأجانب في نادي الشباب كان مستوى أدائهم جيداً، بينما يبدو مستوى أداء الغاني جيان لاعب العين هذا الموسم سيئاً ولم يلعب كثيراً بالمستوى المطلوب.
منتخبنا الوطني حقق برونزية آسيا، وحظي برضا عام من جمهوره، فكيف تراه اليوم؟
الاستقرار ورقة رابحة للنجاح، ومنتخبنا الوطني استقر على المدرب الوطني مهدي علي، إلى جانب اللاعبين المستمرين معه منذ أيام المنتخب الاولمبي للشباب، وقد انعكس هذا الاستقرار على مستوى المنتخب بصورة إيجابية..
حيث تفهم المدرب لاعبيه والعكس، ولو عرجنا على تاريخ برشلونة سنرى الفريق الكتالوني حقق بطولات خلال فترة شهد فيها الفريق استقراراً بفضل استيعاب المدرب للفريق، والابتعاد عن التغييرات بين الحين والآخر.
هل نجح مدرب منتخبنا الوطني مهدي علي، في قيادة الفريق إلى طموحاته؟
نسبياً نعم، بدليل حصول منتخب دولة الإمارات على المركز الثالث في بطولة كأس آسيا، ومن قبلها بطولة كأس الخليج، وحققنا العديد من الإنجازات في ظل قيادته للمنتخب، والمطلوب حالياً الوصول إلى كأس العالم، وبديهياً بل هو حق مشروع أن يشارك منتخبنا الوطني في البطولة طالما قد حصل على البرونزية في البطولة الآسيوية...
ولا ننكر جميعاً أن المدرب المواطن حقق الكثير على ضوء النتائج والإنجازات التي تحققت طوال السنوات الماضية. أما العمل الفني لا نستطيع قياسه بالفعل، كوننا لسنا متواجدين في الملعب، وإنما هذا القرار أو الرأي بيد الإدارة كونها الأقرب إليه.
كنت لاعباً في نادي العين، ثم خضت تجربة إدارية بتعيينك مديراً للفريق الأول لكرة القدم في النادي، حدثنا عنها قليلاً؟
استمرت فترة الإدارة نحو ثلاثة مواسم، وحققنا بطولات وإنجازات عدة خلال فترة تولي مسؤولية إدارة الفريق، لعل أبرزها تتويج النادي بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وأخذنا كأس رابطة الأندية المحترفة والسوبر، وقد حقق نادي العين إنجازات بنسبة 90 بالمئة متجاوزاً بكثير الأندية والفرق الأخرى في الدولة، وفقاً للبطولات التي حققها ومنصات التتويج التي صعدها.
لكن بعدها تعثر الفريق نتيجة تغييرات كثيرة من قبل المدرب في ما يتعلق باللاعبين الأجانب، فضلاً عن كثرة الإصابات التي أرهقت الفريق بشكل كبير في 2011-2012، إلا أن التجربة ساهمت في تغذية مخزوني الرياضي.
مشهد مختلف
اللاعبون اليوم، هل يبحثون فعلاً عن الحوافز المادية الاعلى، أم لا يزالون متمسكين بولائهم للأندية؟
بالطبع أنا أتفق مع جميع الآراء التي تؤكد أن اللاعبين اليوم يبحثون عن المادة، والمشهد في الماضي كان مختلفاً، حيث كان اللاعب يلعب ويجتهد من أجل القميص الذي يرتديه وللنادي الذي ينتمي له أو لنفسه، فتراه مصاباً ويحرص على المشاركة في اللعب، بينما اليوم نلاحظ أن اللاعب المصاب يمتنع عن اللعب، لأن المكافأة المالية سيحصل عليها في جميع الأحوال..
وقد أدركت ذلك أثناء التجربة الإدارية، فالجميع تفكيره مادي اليوم، بدليل التهديد المستمر من قبل بعض اللاعبين بالخروج من النادي إذا نقصه شيء للانضمام إلى نادٍ آخر، والشواهد على ذلك كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر؛ خروج اللاعب بشير بعد حصوله على عرض أفضل من نادي الجزيرة، رغم أنه ينتمي إلى النادي.
وتابع: الولاء للنادي أصبح مفقوداً اليوم في ظل الصفقات المالية الكبيرة للاعبين، لكن يجب عليهم الابتعاد عن هذه الرؤية المادية الضيقة بمنظور مادي وحسب، وإنما التضحية من أجل كسب ثقة الجماهير، فاللاعب الحريص على ناديه أكثر من الحوافز المالية، سيدرك حجم محبة الجماهير التي عاصرته مستقبلاً.
مباراة مقفلة
بصفتك محللاً رياضياً، ما هو تعليقك حول مباراة الأهلي والعين التي جرت مؤخراً في ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال آسيا؟
مباراة العين والأهلي يمكن وصفها بأنه «مقفلة»، ولم نشاهد في الشوط الأول سوى فرصتين لجيان وفرصة لدياكيه، أما الشوط الثاني لم نر فيه الكثير، لأن نادي العين يهدف إلى الخروج بنتيجة إيجابية في مباراته مع الفرسان، لاسيما وأنه يلعب خارج ملعبه، وبالطبع التعادل الإيجابي كان أفضل بكثير، لكن المشهد يثبت أن نادي الأهلي يمر بظروف صعبة فنياً، ويدرك تماماً أنه ليس في أحسن حالاته..
لذلك حرص فريق الفرسان على تنظيم الدفاع بصورة لا تسمح لغريمه بدخول أهداف، لأن الزعيم لديه حلول وقوة هجومية، وبالنسبة للطرفين تبدو النتيجة جيدة، خاصة وأن العين لديه خبرة أكبر في البطولة الآسيوية أكثر عن الأهلي.
أجانب الجزيرة
وجود لاعبين أجانب في الجزيرة لا نظير لهم في الأندية الأخرى لم يشفع في حصول النادي على أي لقب هذا الموسم هل توافقني الرأي؟
أصدقك القول أن فريق الجزيرة أخفق في الحصول على الدوري بالرغم من وجود لاعبين مميزين، وقد أحرز فريق الجزيرة ما يزيد على 60 هدفاً، إلا أنه في المقابل استقبل أكثر من 50 هدفاً في مرماه، ما معناه أن لديه مشكلة في خط الدفاع، لذلك يجب توزيع اللاعبين الأجانب على جميع الخطوط في الدفاع والوسط والهجوم للمحافظة على مراكز القوة، مشيراً إلى أن فريق الجزيرة مر بمشكلة التنظيم من قبل المدرب.
وأضاف إن نادي الجزيرة فشل بالرغم من وجود نخبة من اللاعبين المميزين والموهوبين أمثال مسلم فايز لاعب البنفسج سابقاً وجمعة عبدالله وعبدالله موسى وخالد سبيل وبشير وسواهم..
وعند تتبع خط سير المباريات الماضية سنلاحظ أن لاعبي الهجوم البوركيني تروبيا والأرجنتيني لانزيني وفوزينتش ومهند وعلي مبخوت، قد ركزوا على الهجوم، وهذا سيؤدي حتماً إلى خلق مساحات مفتوحة في الدفاع أمام الخصم، وأنا أتصور أن فريق الجزيرة لولا اللاعبون الأجانب كان سينافس على الهبوط.
محلل رياضي
عن تجربته في تحليل مباريات الدوري قال العويس: لاعب الكرة في المستطيل الأخضر ليس لديه الفرصة للتفكير، لا يملك سوى جزء من الثانية للتعامل مع الكرة..
بينما المحلل الرياضي يمتلك مساحة كافية من التفكير يمكنه التحدث عن طريقة تنظيم اللعب وخطط المدرب، أما الحديث عن أشياء دقيقة مثل استلام الكرة وهجوم اللاعب، هذه من الأمور التي يجب نراعي فيها ظروف اللاعب في الملعب قبل توجيه الاتهامات وإلقاء اللوم.
أعشق القراءة ولا ألعب الكرة
أوضح الكابتن ماجد العويس، أن أبرز اهتماماته تتمثل في قراءة الكتب ومتابعة البرامج السياسية والخروج إلى رحلات صيد بحرية برفقة الأصدقاء حيناً، فضلاً عن متابعة الهجن باعتباره يمتلك «عزبة» تضم مجموعة من الإبل، ومن الخطط المستقبلية المشاركة في سباقات الهجن، إلا أنه أكد عدم مقدرته على ممارسة كرة القدم بسبب الإصابة التي تعرض لها في السابق، لكن في الوقت نفسه لا يترك ممارسة بعض أنواع الرياضة مثل الجري.
وذكر العويس أن قراءة الشعر من أهم المحطات بالنسبة، ولعل أبرز الشعراء الذين يقرأ لهم الشاعر الإماراتي الكبير المايدي بن ظاهر، إلى جانب قراءة ديوان والده، مؤكداً أن لاعب الكرة لا يشترط أن يهتم بالرياضة وحسب، وإنما عليه توسيع دائرة اهتماماته بصورة تغذي مداركه الثقافية والأدبية وتساهم في خدمته بشكلٍ عام.