يعتبر قائد فريق الشارقة ماوريسيو راموس، والذي يحمل الجنسيتين البرازيلية والفلسطينية، عاشقاً لفريق الشارقة حد الجنون، ولا يرضى عليه شيئاً داخل وخارج والملعب، لذلك كانت ردة فعله قوية جداً عندما نقلت له الانطباع السائد وسط العديد من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وحتى المقروء منها، بأن فريق الشارقة يترنح وإن لم يكن في حشرجات الوداع الأخيرة لدوري الخليج العربي بعد خسارتي الشباب والفجيرة، حيث بات فريق الفجيرة عقدة ملازمة للملك الشرقاوي منذ ترقيهم إلى دوري الخليج العربي، فكانت إجابته قوية وواثقة من قدرة الملك بقوله: «الملك لن يرفع الراية البيضاء»، ومستعيراً عبارات زميله الموسيقار ريناتو كاجا التي قالها في حوار سابق مع «البيان الرياضي» الملك لن تهزه عواصف البدايات، والأسابيع الأولى ليست مقياساً.
الحصان الأسود
وقلنا لراموس كيف يكون الملك لم يرفع الراية وهو حتى الآن لم يقدم ما يقنع بأنه سيكون الحصان الأسود في دوري الخليج العربي؟
فقال بلهجة المحترف العارف ببواطن دوري الخليج العربي: «أتحدث إليك وهذا ليس عامي الأول في دوري الخليج العربي والكل يعلم أن معظم الفرق في دورينا وحتى الكبيرة منها تعاني في البدايات، ودونكم الهزائم غير المتوقعة لفرق رشحها المراقبون، لأن تكون في مقدمة الترتيب العام في هذا الموسم مع تأكيدات بأن الدوري لن يخرج منها وهذا يؤكد أن الأسابيع الأولى من المسابقة ليست المقياس لمسيرة الفريق في الدوري، وحتى في الدوريات المجاورة لا يتم الحكم على الفريق من جولة واحدة، فنحن لم نلعب سوى مباراة واحدة في دوري الخليج العربي أمام فريق الشباب وخسرناه بهدفين مقابل هدف، والكل يعلم الظروف الصعبة التي لعبنا فيها، وذات الأمر ينطبق على مواجهة الفجيرة الوحيدة لنا في كأس الخليج العربي».
قساوة الطقس
هل تقصد بالظروف الصعبة قرارات تحكيمية متحاملة على الفريق أم خشونة متعمدة تجاه لاعبي الشارقة من قبل لاعبي الشباب والفجيرة؟
أجاب ضاحكاً، وكأنه شعر بأنني وضعت له فخاً في السؤال وقال: «لا هذا ولا ذاك، إنما عنيت بالظروف الصعبة «الطقس»، لأننا لعبنا في درجة حرارة ورطوبة عالية جداً، وهذا أثر في القدرات البدنية للاعبين وردات فعلهم داخل الملعب، لكن أنا لست أبرر الهزيمتين وأردها للطقس، بل أود أن أؤكد لك أن الأيام المقبلة ستكون الظروف أفضل وسيتحسن الطقس قريباً، وهو سينعكس على أداء فريقنا وحينها يحق للجميع أن يحكم على فريق الشارقة وسيكون الحكم والقرار عادلاً ومقبولاً.
اهتزاز الدفاع
لكن الطقس الحار لا يبرر التراجع الدفاعي الكبير الذي شوهد على خط دفاع فريق الشارقة، وأنت قائد الفريق وقلب الدفاع النابض مع زميلك شاهين عبد الرحمن؟
الدفاع لم يهتز وإنما تحدث أخطاء من حين إلى آخر أثناء المباريات وتحت الضغط، لكن بعضها يتم تداركه فوراً، وبصفة عامة أخطاء المدافعين مثل الرصاصة التي تخرج من خزانة المسدس، حينها يصعب التحكم فيها، ومعظم الأخطاء تكون نتيجتها أهدافاً، وهذا أمر يحدث في جميع الدوريات في العالم وليس مع فريق الشارقة فقط، وهو الأمر الذي يجعلنا نحرص على أداء المباريات وفي كل الظروف مهما كانت درجة الضغوط من دون أخطاء، لأن أخطاء المهاجم يمكن أن تمر من دون تأثير والفرصة الضائعة يمكن تعوضيها، وعلى العكس عندما يسجل هدف عليك ومن خطأ دفاعي فإنه يكون مؤثراً جداً، لذلك نعمل على معالجة أخطائنا في التدريبات وفق رؤية الجهاز الفني بقيادة المدرب بوناميغو.
طرد شاهين
هل تعتبر شاهين عبدالرحمن مصدر إزعاج متواصل لك ولخط الدفاع، لأنه يتم طرده باستمرار، وخاصة في الجولة الأولى في بداية الموسم، وهو يسبب خللاً في الفريق؟
بصفة عامة، طرد أي لاعب من الفريق يكون له تأثيرات سلبية في كامل الفريق أثناء المباراة ومهما كان اسم ذلك اللاعب ومركزه، لذلك طرد شاهين مؤثر جداً في الفريق، لكن الشارقة يلعب الكرة الجماعية وهو فريق مكون من 26 لاعباً، وليس من شاهين عبدالرحمن وراموس، فنحن لاعبان في فريق الشارقة، وجزء من منظومة متكاملة ولا يعني ذهاب لاعب أو غيابه انهيار الفريق بالكامل، وهذا لا يعني أن شاهين ليس باللاعب المهم، فهو من العناصر المهمة التي سعدت باللعب معها وهو لاعب يؤدي مهامه المؤكلة إليه بحب وإخلاص وحماس ولا أرى أنه يسعى للطرد أو يتعمد الخشونة.
بوناميغو القائد
هل تجد صعوبة في التعامل مع اللاعبين ونقل رؤية المدرب لهم داخل الملعب والعكس عندما تنقل وجهة نظر اللاعبين لمدير الجهاز الفني بوناميغو؟
كما ذكرت لك في جزئيات سابقة، إن ما يميزنا في فريق الشارقة روح الفريق الواحد والجماعية في كل تصرفاتنا وحتى في خارج الملعب نحن نتعامل بروح الجماعة، وهو الأمر الذي يسهل لي التعامل مع جميع اللاعبين، وكذلك مع المدرب الذي نعتبره أخاً أكبر وصديقاً ناصحاً، والموجه لنا، ولا توجد بيننا كمجموعة حواجز، ولا مسميات تفسد الود بيننا، فنحن أولاً وأخيراً نلعب لأجل تميز فريق الشارقة وأن يكون دوماً في الطليعة ونتقبل النصح والإرشاد من بعضنا البعض، ولا يوجد كبير على تصحيح الأخطاء فعندما يغلط راموس يكون التصويب من أقرب زميل له، وهي فلسفة تعلمناها من قبل رئيس مجلس الإدارة الشيخ أحمد بن عبد الله آل ثاني الذي هو قدوة لنا في التواضع والتعامل بروح الفريق الواحد، وأن نكون جميعاً أسرة واحدة، فكيف لي أن أجد صعوبة في قيادة فريق بهذه الروح والمثالية في التعامل.
هجوم الجزيرة
هل تخشى مواجهة الماكينة الهجومية لفريق الجزيرة الذي يصنف كأقوى خط هجوم في دورينا الأسبوع المقبل؟
أولاً، نحن في فريق الشارقة نتعامل مع جميع المباريات بنظام القطعة، أي نؤدي كل مباراة في وقتها وظروفها الراهنة ولا نشغل بالنا ببقية المباريات، وعن فريق الجزيرة مهما كانت قوته فأكيد لن يسبب لي رعباً وإلا سأكون مدافعاً فاشلاً لا يستحق قيادة فريق عريق له اسم كبير في دوري الخليج العربي وتاريخ كرة القدم في الدولة، هذا إلى جانب أن معظم الفرق في دورينا أدخلت تعديلات جوهرية على عناصرها الأساسية خصوصاً الأجانب وفريق الجزيرة منهم، إلى جانب الاستعانة بمدرب جديد وكلها عناصر تجعلنا لا نطلق أحكاماً مسبقة عن الماكينة الهجومية للفريق أو أداء الفريق بشكل عام.
مسيرة
الاسم: ماوريسيو راموس
الجنسية: يحمل الجنسيتين البرازيلية والفلسطينية
مسجل في نادي الشارقة كلاعب أسيوي
الطول: 183سم
المركز : مدافع
يعتبر قائداً للفريق منذ تعاقد نادي الشارقة معه ويشكل ثنائياً متناغماً مع اللاعب شاهين عبدالرحمن في قلب الدفاع، وهو صاحب خبرات جيدة في الملاعب العربية، ويعتبر عميداً للاعبي البرازيل في فريق الشارقة، وصاحب سيرة ومسيرة جاذبة لهم للتعاقد مع نادي الشارقة ودوري الخليج العربي.
بوح
سعيد في الإمارات جامعة كل الشعوب
أعرب قائد فريق الشارقة راموس عن سعادته الكبيرة بوجوده في دولة الإمارات التي اعتبرها عبارة عن خارطة عالمية مصغرة جامعة لجميع شعوب العالم وهو ما لم يتابعه أو يشاهده في أي بقعة في العالم، وهو الأمر الذي جعله يفضل اللعب في دوري الخليج العربي على كثير من الدوريات الأوروبية وحتى العودة للعب في الدوري البرازيلي الذي يعتبر الأكثر جماهيرية في العالم، لكن الحب والدفء الذي وجده في دولة الإمارات جعله يستقر لسنوات متتابعة مع فريق الشارقة منذ أن تم التعاقد معه في العام 2009.
وقال راموس إن مشاعره تجاه الدولة ودوري الخليج العربي ليست مشاعره وحده، لأنه يلعب في نادي الشارقة بل هو انطباع سائد لدى جميع أفراد أسرته المقيمين معه في الدولة والذين يأتون إليه في زيارات قصيرة يعربون عن سعادتهم بالأجواء التي تسود إمارات الخير، ويكفي أنهم باتوا يعتبرونها بيتهم الأول.
دليل
زملائي يسترشدون بي بحثاً عن المذاقات اللاتينية
قال قائد فريق الشارقة راموس، إن معظم لاعبي الشارقة البرازيليين الجدد وفي أيامهم الأولى عندما يريدون التلذذ بالمذاقات الشرقية ولا يعرفون ماذا يختارون منها ولا يريدون التجريب مخافة الوقوع في تجارب غير مستساغة، فإنهم يسترشدون بي ويعتبرونني شيفاً شرقياً متخصصاً بحكم معرفتي الطويلة بالمطبخ العربي والمطبخ الإماراتي على وجه الخصوص، ولا يخفي راموس حدوث كثير من الطرائف والمقالب في إطار البحث عن المذاق الشرقي وتارة عندما يحن اللاعب الجديد للمذاقات اللاتينية، وتبدأ رحلة البحث عن المذاق الشهي الذي يعيد آلية نكهات المطبخ البرازيلي، ويكون الأمر مدعاة لوليمة برازيلية على الطريقة الإماراتية الأصيلة وفرصة لخلق أجواء من المرح والطرائف التي يكون طرفها جميع لاعبي الشارقة، وهي مواقف تجعلنا أسرة واحدة داخل وخارج الملعب، وهو سر روح الجماعية التي يتحلى بها فريق الشارقة في كل الأوقات.