ذاكرة الرياضة الإماراتية تختزن الكثير من الذين أثروا الساحة الرياضية ووضعوا اللبنة الأولى لأندية عريقة تخطت شهرتها الحدود بإنجازاتها الإدارية والفنية، وفي هذه المساحة يستضيف «البيان الرياضي» خليفة ناصر السويدي، أحد مؤسسي نادي العين أحد أشهر وأكبر الأندية الإماراتية والآسيوية، لنستعيد معه بعضاً من ذكريات الزمن الجميل قبل وبعد تأسيس النادي العملاق، وفتح لنا قلبه، وأشار إلى الدعم الكبير للنادي منذ البداية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأكد أن النادي ولد عملاقاً وكان طموحه دائماً المركز الأول.

فكرة التأسيس

بداية كيف نبعت فكرة تأسيس نادي العين؟

كان معنا جاليات تعمل بالدولة من ضمنها شباب من السعودية أذكر منهم ناصر، وعبدالله المنصوري، ومدرسون من البحرين وأخوة من السودان يملكون الخبرة في كرة القدم فأسسنا النادي ووجدنا البيئة التي تجمعنا ونمارس فيها هوايتنا.

كيف تغلبتم على عقبات البداية؟

عندما بدأنا ساندنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودعمنا بقوة منذ البدايات الأولى وأعطى للنادي زخماً كبيراً وبعداً آخر، وجعله رقماً صعباً وله الفضل الأول في استمرار النادي.

ما كانت طموحاتكم آنذاك؟

في البداية كانت الطموحات محدودة واقتصرت على مجرد مكان نمارس فيه هوايتنا، وعندما أقيمت المنافسات كان طموحنا دائماً في نادي العين هو المركز الأول.

المباراة الأولى

ما أول مباراة خاضها العين؟

المباراة الخارجية الأولى لنا كانت مع الإسماعيلي المصري، وهو بطل أفريقيا وكان يقوم بجولة، وطلبنا اللعب معه وكان يلعب في صفوفه نجوم كبار حينذاك أمثال أبوجريشة، وكانت مقارنتنا به معدومة لأننا كنا في طور التأسيس، وعلى المستوى الداخلي لعبنا مع النصر، والوحدة (الأهلي سابقاً) والخالدية (الجزيرة حالياً)، والعروبة (الشارقة حالياً).

من هم النجوم البارزون في هذه الفترة؟

في دبي سهيل سالم، وسالم بوثنين، وأحمد عيسى، وفي نادي العروبة عمر، وفي النصر محمد حسين كسلا، والفاضل سانتو، وحمورى، وكانوا متواجدين كمدرسين وموظفين، وكانت هناك دوريات محلية في أبوظبي يشارك فيه نادي الخالدية والإمارات والشرطة، والتضامن قبل الدمج مع العين وجميعها تلعب دوري محلي داخلي.

كم كان عدد الفرق في بداية الدوري؟

12 فريقاً من ضمنها العين بعد دمجه مع التضامن في أواخر 1973.

فكرة الدمج

لماذا كانت فكرة الدمج؟

من أجل صناعة فريق قوي وحتى لا ننقسم في مدينة واحدة إلى فريقين، ولإدراكنا أن أي نادي يحمل اسم المنطقة تكون له قوته.

كيف كان يتم دعم النادي؟

كنا نجمع الاشتراكات ونشتري بعض الملابس والأحذية ومعدات مثل الشباك لكن لم تستمر الأمور طويلاً لأن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تدخل ودعمنا.

بعد الدمج مع التضامن، من كان رئيس مجلس إدارة النادي؟

الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه، وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، الرئيس الفخري والداعم للنادي.

ولد عملاقاً

متى بدأ العين يفرض وجوده على الساحة؟

العين ولد عملاقاً فمنذ البداية كان ينافس، وكان هناك لاعبون مميزون مثل مانع عجلان، الهداف بالرقم 10، ومعه السوداني عباس ركس، وشكلا ثنائياً خطيراً، وكذلك ناصر ضاعن، وعادل مالود، وغيرهم من العمالقة.

من هو أول مدرب خارجي قاد العين؟

المصري عبد العزيز الهمامي، الذي شارك كلاعب في نهائيات كأس العالم 1934 وذهبنا للقاهرة وتحدثنا معه ووافق على قبول المهمة وتعاقدنا معه في عام 1970.

إعلاميون

من هم الإعلاميون البارزون في تلك الفترة؟

كان هناك معلق مصري اسمه مراد رفعت.

هل كانت هناك روابط مشجعين؟

ليس كما هو الحال حالياً لكن كان هناك جمهور محب وعاشق ويحرص على حضور المباريات ويساند بقوة، وفي مباراة الإسماعيلي المصري حضر الجمهور بكثافة رغم أنهم كان وقوفاً، حيث كانت لا توجد مدرجات.

أين كان الملعب؟

في المكان نفسه الذي أقيم فيه السوق المركزي حالياً قرب البلدية سابقاً، وكان ملعباً ترابياً من دون مدرجات وتم تعديله ورشه بالماء، وزين بالإعلام، فبدا رائعاً في ذلك الوقت.

كيف كنتم تلعبون تحت الشمس الحارقة؟

كانت مسألة عادية جداً، وكنا شباب نتمتع بلياقة جيدة ولا نلعب مباريات كثيرة، فالدوري لم يكن منتظماً.

استاد خليفة بن زايد

ومتى انتقلتم للعب في استاد خليفة بن زايد؟

بعد الدمج في نهاية 1974 وبعد أن أصبح النادي قوة ضاربة ويضم لاعبين متميزين، في هذا الوقت بدأت مؤشرات إنشاء استاد خليفة بن زايد، ليكون الملعب الخاص بالعين، وتم تسوير الملعب، وفي السنة التالية تمت زراعته بالعشب.

هل كانت هناك ملاعب عشبية أخرى؟

عندما بدأ الدوري كان هناك ملعبان أو ثلاثة في أبوظبي، بالإضافة لملعب العين، وكانت كلها ترابية وفي عام 1975 بدأت زراعتها بالعشب.

هل كان هناك كشافون؟

لا، ففي السابق كانت العملية سهلة في جلب اللاعبين من خلال النشاط المدرسي، حيث نركز على بعض اللاعبين ونستقطبهم عن طريق بعض المدربين واللاعبين القدامى والمدرسين العيناوية المتواجدين في المدارس.

المراحل السنية

هل كان هناك فريق رديف؟

عندما قام الاتحاد ألزم الأندية بتكوين مراحل سنية، وفي السابق لم يكن الأمر كذلك، وكنا نجمع بعض الشباب ونشرك الكبار منهم.

كيف ترى حظوظ منتخبنا الوطني في التأهل للمونديال؟

الحظوظ موجودة إذا كانت هناك عزيمة وتصميم من اللاعبين، فهم رأس الرمح ودورهم مهم جداً، وعلى المدرب أن يكون موفقاً في اختيار التشكيلة المناسبة، وأتمنى التوفيق للمنتخب وأن تترجم الجهود بتحقيق حلم الشارع الرياضي.

كيف تقيم أداء الإعلام حالياً؟

أعتقد أنه جيد، وتأثيره إيجابي، لأنه يعكس النشاط وهو شريك أصيل في النجاح أو الفشل، ولكنه سلاح ذو حدين ويجب التعامل معه بحذر من قبل الأندية واللاعبين، ففي حالة المدح، فهو يجلب الاسترخاء والثقة الزائدة، وفي حالة الهجوم، فربما يكون تأثيره سلبياً على معنويات اللاعبين، ولذلك على الإدارة أن تنتبه لمثل هذه الأمور وتبعد اللاعبين عنه.

هل تعتقد أن الألعاب الأخرى بخلاف كرة القدم مظلومة؟

نعم، وأتمنى أن يعاد الاهتمام بها، وكل نادٍ يجب أن يدعم لعبتين على الأقل غير كرة القدم، فهناك مواهب وقطاع كبير من الشباب يمكن الاستفادة من طاقاتهم، كما أن الرياضة ليس فوز فقط بل تربية وصحة، فهي تمتص وقت الفراغ للشباب، ويجب الاهتمام برياضة المدارس للكشف عن مواهب في سن مبكرة، كما أن لها فوائد كبيرة على الطلبة من الناحية الصحية.