يستعد حامد الروسي، إلى كتابة السطر الختامي من تاريخ مسيرته الذهبية في التحكيم العالمي للكرة الطائرة، مع اقترابه من الاعتزال الرسمي، بعد سنوات من العطاء في هذا المجال، ووصوله إلى أعلى درجات النجاح، بالمشاركة في إدارة نهائيات جميع بطولات اللعبة محلياً ودولياً وأولمبياً، منذ بداية مشوار التحكيم الدولي عام 1988، عندما شارك في إدارة أولى مبارياته كمراقب خطوط في بطولة العالم للشباب في الإمارات.
وانطلق بعدها الحكم الوطني حامد الروسي، إلى سماء التحكيم الدولي للطائرة، وانفرد بإدارة العديد من نهائيات البطولات الكبرى، بكونه الحكم العربي الوحيد في مسابقة الكرة الطائرة بدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020، ونال خلال مسيرته جائزة صاحب السمو رئيس الدولة لأصحاب الإنجازات الرياضية عام 2010، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي 2012.
وتحدث الحكم العالمي حامد الروسي لـ«البيان»، عن نيته بالتوجه إلى العمل الإداري بعد اعتزال التحكيم العام المقبل، ورؤيته لمستقبل التحكيم والكرة الطائرة في الإمارات، كما كشف عن هواياته وعمله بعيداً عن ملاعب اللعبة، والسر وراء توجه أبنائه لممارسة كرة القدم، وعدم السير على خطى والدهم.
طموح ورؤية
وأكد الروسي، أن طموحه بعد كل تلك السنوات من العمل في مجال التحكيم المحلي والعالمي، رؤية الطائرة الإماراتية في موقع أفضل، وقال: «طموحي أن أرى الكرة الطائرة في الإمارات أفضل في المستقبل من واقعها المؤلم الحالي، والذي وصلت إليه خلال السنوات الأخيرة على المستويات الإقليمي والقاري والدولي، خاصة وإننا نملك إمكانات كبيرة، وتحتاج فقط إلى تنفيذ خطط مدروسة وطموحة للتطوير».
وأضاف: «تطوير الكرة الطائرة الإماراتية، يتطلب تكاتفاً من الجميع، ويتضمن ذلك الأندية واتحاد اللعبة، والمجالس الرياضية، وتدخلاً قوياً ودعماً مالياً كبيراً من الهيئة العامة للرياضة، مع وضع خطط تشغيلية خلال الفترة المقبلة، والتأكيد على تنفيذها بكل دقة، لتحقيق النهضة المطلوبة في الكرة الطائرة».
اعتزال وتوجه
وكشف حامد الروسي، إنه تراجع عن الترشح لعضوية مجلس إدارة اتحاد الإمارات للكرة الطائرة في دورته الحالية، بطلب من الاتحاد الدولي، موضحاً: «تراجعت عن الترشح الذي كنت قد أعلنت عنه وقت فتح باب الترشيحات لعضوية مجلس الإدارة الحالي للاتحاد الإماراتي، بعدما طلب مني ذلك الاتحاد الدولي للكرة الطائرة، ممثلاً بالبرازيلي آري دا سيلفا غراسا فيلهو رئيس الاتحاد، وكذلك رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الدولي».
وأضاف: «تم استثنائي من عامل السن، للبقاء حكماً عالمياً حتى عام 2024، ثقة في قدراتي، بعد ظهوري بمستوى متميز خلال مشاركتي في إدارة مباريات مسابقة الطائرة في أولمبياد طوكيو 2020، والتواجد في نهائيات جميع البطولات في الفترة الأخيرة».
وحدد حامد الروسي، عام 2024، لاعتزال التحكيم، وأكد أن طموحه بالعمل الإداري، لا يقتصر على داخل الدولة فقط، ولكنه يمتد إلى إمكانية التواجد في منصب آسيوي أو دولي في الكرة الطائرة خلال السنوات المقبلة، وقال: «أنتظر حتى التوقف الرسمي عن التحكيم، وبعدها سوف أقرر وجهتي مع العمل الإداري خلال المرحلة المقبلة من مسيرتي الرياضية».
تاريخ وشراكة
وأجاب حامد الروسي، على تساؤل عن إمكانية ترشحه مستقبلاً لرئاسة الاتحاد الإماراتي للكرة الطائرة، بقوله: «هذا أمر غير مستبعد، ولكن ترشحي للرئاسة أو لعضوية مجلس إدارة الاتحاد، أمر يتوقف على رؤية مجلس الشارقة الرياضي، ويبقى الطموح موجوداً، ويدعمه تاريخ الروسي الحافل على المستوى الفني والإداري خلال 36 عاماً مسيرة مع عالم التحكيم».
أما عن أول قرار يمكن أن يصدره الروسي، حال توليه رئاسة اتحاد الكرة الطائرة في الدولة، قال: «توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع اتحاد الإمارات الرياضي لمؤسسات التعليم المدرسي والجامعي، وتلك الاتفاقية أمر مهم ليس في تطوير الكرة الطائرة فقط، ولكن في كل الألعاب الرياضية الأخرى في الدولة، لأن قطاع الرياضة المدرسية والجامعية، كبير وغني بالمواهب التي تبحث عن فرصة حقيقة لصقل موهبتها، وهو الأمر الذي يجب أن تقوم به كافة الاتحادات الرياضية وأندية الدولة، إذا أردنا بجدية تطوير المنظومة الرياضية».
وأكمل: «الرياضة الإماراتية بشكل عام، لا تواجه أزمة على صعيد اللاعبين أو الإدارة، ولكن الأزمة الحقيقية في تراجع الدعم المالي، والذي أصبح للأسف عاملاً مهماً جداً في البناء والتطوير الرياضي في أي دولة، ولذا أتمنى لرياضة الإمارات النهوض من جديد، وذلك لن يتأتى إلا من خلال الاهتمام بالقاعدة، ووضع استراتيجيات مدروسة بشكل جيد ليتم تطبيقها والصبر عليها طوال 10 سنوات، مع تدعيم مالي جيد، لأنه للأسف كرة القدم، سحبت أغلب الموازنات من جميع الألعاب الفردية والجماعية، وبات مطلوباً تدخلاً حكومياً قوياً لدعم الألعاب الأخرى».
تحكيم واعد
وأكد حامد الروسي، أن تمثيل تحكيم الكرة الطائرة الإماراتية خارجياً، ليس قاصراً فقط على شخصه، وأوضح: «هناك العديد من الحكام الرائعين للعبة في الدولة، ومنهم الحكم الدولي إسماعيل إبراهيم، والذي يتواجد بشكل كبير على صعيد البطولات الخارجية، ويشارك دائماً في أغلب الأحداث والمسابقات العالمية الكبرى، وهو من الحكام النخبة بالاتحاد الدولي، ويكمل مشواري في مجال تمثيل الدولة خارجياً في صعيد التحكيم، كما سيتواجد في المستقبل القريب، الحكم الدولي الواعد محمد صالح الدولة، والذي أتوقع له مستقبلاً تحكيمياً مشرقاً».
وتابع قائلاً: «الحكم الإماراتي للكرة الطائرة، لا ينقصه شيء للوصول إلى العالمية، والدليل وجود أكثر من حكم إماراتي متألق، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، إسماعيل إبراهيم على الصعيد العالمي، ومحمد صالح الدولة على الصعيد الدولي، ومحمد الشامسي وخالد راشد على الصعيد العربي والإقليمي، وأتوقع أن يكون مستقبل التحكيم في الكرة الطائرة أكثر تطوراً ونمواً خلال السنوات المقبلة، وهم فقط يحتاجون إلى المزيد من الدعم».
وعن البطولة التي تمنى الروسي المشاركة في إدارة مبارياتها، ولكنه لم يحقق ذلك، قال حكمنا العالمي: «حققت طموحاتي في المشاركة في إدارة جميع البطولات، وسجلت أرقاماً قياسية على مستوى النهائيات، وكنت الحكم العربي الوحيد في طوكيو 2020، وهذا فخر كبير للكرة الطائرة الإماراتية، وتواجدت بشكل دائم في دوري الأمم على مستوى الرجال والسيدات في آخر 3 سنوات، وأعتقد أن كل ذلك يعد إنجازاً كبيراً للرياضة الإماراتية بشكل عام، ولكرة الطائرة بشكل خاص، كما شاركت في إدارة نهائيات كبرى في العديد من الدول العربية، والتي طلبتني بالاسم لإدارة تلك المباريات، كما حدث أخيراً بإدارة مباريات مهمة في مصر والكويت، وأضف إلى ذلك، مشاركتي في إدارة العديد من النهائيات القارية والخليجية والعربية».
الحياة والهوايات
وأشار حامد الروسي، إلى أن أبناءه فضلوا ممارسة كرة القدم على الكرة الطائرة، وقال: «أبنائي يمارسون كرة القدم، وهذا واقع الرياضة حالياً، بعدما أصبحت كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وكنت أتمنى أن يمارسوا الكرة الطائرة، إلا إننا كآباء لا نستطيع فرض الميول الشخصية على أطفالنا، وعلينا أن نترك لهم حرية اختيارهم للهوايات، ونحن أيضاً، كرياضيين ندرك تماماً أن كرة القدم للأسف، سحبت البساط من تحت أقدام جميع الألعاب الرياضية الأخرى سواء الفردية أو الجماعية للأسف، وهذا هو الواقع».
ونوه الحكم العالمي أيضاً، إلى أن أهم هواياته، رياضة المشي وصيد الأسماك، وإلى عمله الحكومي في وزارة العدل، وأوضح: «أعمل في القطاع الحكومي منذ فترة طويلة، وتحديداً وزارة العدل، وسبق أن عملت كمدقق في أكثر من وزارة، ولذا لدي خبرة كبيرة في العمل الإداري، وأهم هواياتي، رياضة المشي، وأعشق صيد الأسماك، وذلك بطبيعة انتمائي لمدينة خورفكان، والتي يعشق أهلها البحر كثيراً».