ترى عالمة بيئة رياضية بارزة أن أزمة المناخ جعلت منظمي الأحداث الرياضية الكبرى مثل الألعاب الأولمبية يواجهون عدم ارتياح حقيقي يكفي لإصابتهم بالتوتر.
وعلى هامش افتتاح أولمبياد باريس 2024، كانت الأمطار الغزيرة في غير موسمها قد أدت إلى ارتفاع مستويات التلوث في نهر السين مما أدى إلى إعادة جدولة منافسات الثلاثي للرجال اليوم الثلاثاء.
وقال مارك آدامز المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية اليوم الثلاثاء "(التغير المناخي) له تأثير واضح.
"علينا أن نعيش في هذا العالم الذي لدينا. كما يقولون في الرياضة، عليك أن تلعب بما هو متاح أمامك".
ويقول نقاد إن الأحداث الضخمة مثل الألعاب الأولمبية الحالية، التي تستقطب ما يقدر بنحو 14 مليون زائر إلى باريس، تساهم في تغير المناخ من خلال الانبعاثات الكربونية الهائلة.
وقالت الكاتبة وعالمة البيئة الرياضية مادلين أور "هذه المنافسات يجب أن تكون أصغر. ليس سفر الرياضيين هو الذي يسبب الضرر، بل كل هؤلاء المشجعين.
"هذا ما تحدثت فيه مع اللجنة الأولمبية الدولية، التركيز على السكان المحليين لشراء التذاكر وتقليل أماكن إقامة المنافسات".
* فوائد اقتصادية
يأتي المال على جانب آخر ضمن المشهد.
فقدوم كل هؤلاء الزوار يعني أن أولمبياد باريس سيحقق فوائد اقتصادية صافية للمنطقة تتراوح بين 6.7 مليار يورو و11.1 مليار يورو (بين 7.27 مليار دولار و12.04 مليار دولار).
وحددت اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس هدفا يتمثل في خفض الانبعاثات الكربونية للدورة الأولمبية إلى النصف مقارنة بالنسخ السابقة، باستثناء أولمبياد طوكيو الذي أقيم بدون جماهير بسبب جائحة كورونا.
وتستخدم باريس مجموعة من التدابير لتحقيق ذلك، لكن الانبعاثات لا تزال تقدر بنحو 1.58 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
وقالت أور التي نشرت كتابها حول كيفية تأثر الرياضة بتغير المناخ في مايو أيار الماضي "بدلا من ملعب كرة القدم يسع 60 ألف مقعد، لنقل إننا سنلعب في منشآت أصغر وهناك عشرة آلاف تذكرة.
"هذا سيظل يمثل بيئة رائعة للرياضيين. وستبدو المدرجات كاملة العدد أمام الكاميرات".
من ناحية أخرى، يعد مستقبل الألعاب الأولمبية نفسها معرضا للخطر.
وقالت أور "إذا كنا نتحدث عن الرياضات الشتوية، فإنه (تغير المناخ) يمثل أزمة وجودية.
"وإذا كنا نتحدث عن الرياضات الصيفية، فنحن لا نزال في مرحلة التهيئة. والمشكلة هي أنه لا يتم منح الأمر سوى القليل من الاهتمام".