يعدّ تحدي دبي للياقة من المبادرات الرئيسة التي تعكس التزام دبي بأن تصبح واحدة من أكثر المدن نشاطاً في العالم. وهو يسهم بشكل كبير في تطوير اللياقة البدنية والصحة النفسية للمشاركين، ليكون نقطة بداية مهمة لهم نحو تحقيق مزيد من النجاحات بعد انتهاء فعالياته.
فقد شارك في الدورة الماضية 2.4 مليون شخص، ومن المتوقع أن يشهد هذا العام مشاركة أكبر مع نهاية التحدي يوم الأحد المقبل. ومع تزايد أعداد المشاركين، أصبح تأثير الحدث ملموساً مع اكتشاف المشاركين طرقهم الخاصة في تعزيز اللياقة البدنية والحفاظ عليها على المدى الطويل.
وأشار بحث منشور في تقرير المراجعة السنوية في علم النفس إلى أن العادات تتشكل عندما يواصل الأفراد تكرار سلوكياتهم لتحقيق أهدافهم، ما يفسر أهمية التمرين اليومي كعنصر مهم في تحدي دبي للياقة.
ففي البداية، يكون السلوك ناتجاً عن الأهداف، لكن مع التكرار المستمر مثل التمرين اليومي، تصبح هذه السلوكيات جزءاً طبيعياً من الروتين اليومي يتم تنفيذها دون جهد أو تفكير. ويوفر تحدي دبي للياقة، على مدار 30 يوماً من الالتزام المستمر، أجواء مشجعة تحفز المشاركين وتقوي رغبتهم في النجاح، وتسهم في نشر التفكير الصحي الإيجابي، حيث تتشكل عادات جديدة وتتبدل الأفكار، مما يدفع الأفراد إلى تجديد التزامهم بأسلوب حياة نشط وصحي.
تعزيز وتحفيز
وتؤكد الأبحاث أهمية تحدي دبي للياقة في تعزيز روح المجتمع والتحفيز بين المشاركين، ففي دورة العام الماضي، أظهرت الأبحاث أن 94% من المشاركين شعروا أن التحدي كان مصدر إلهام لهم، وجعلهم يدعون عائلاتهم وأصدقاءهم للمشاركة فيه، وأشار 95% منهم عزمهم المشاركة في الدورات المقبلة.
ويمتد التأثير الإيجابي للتحدي ليشمل جميع أفراد المجتمع، حيث يساعد في بناء ثقافة صحية قائمة على التعاون والمساندة. ومن الأشياء الملفتة في الأبحاث أن السبب الرئيسي في تحفيز المشاركين على المشاركة في تحدي دبي للياقة 2023، كان الدعم من الأصدقاء والعائلة، حيث قال شخص من كل أربعة أشخاص، أي ما يعادل 25%، إنه كان أكبر دافع لهم للمشاركة.
وأظهرت الأبحاث الخاصة بتحدي دبي للياقة الفوائد الإيجابية لممارسة 30 دقيقة من التمرين يومياً لمدة 30 يوماً. وأشار شخص من كل خمسة مشاركين في تحدي 2023 بما يمثل (18%) إلى تحسن في لياقتهم البدنية أثناء التحدي.
لكن التأثير لا يقتصر على اللياقة البدنية فقط، بل يمتد إلى الجانب النفسي أيضاً، حيث قال شخص من كل ستة مشاركين بما يمثل (15%) إنه شعر بتحسن الصحة النفسية، واستحوذت زيادة الثقة في النفس، والقدرة على الاسترخاء، وانخفاض مستويات التوتر والقلق على نسبة 14% لكل منها.
أما على صعيد تأثير التحدي على النوم، فكانت النتائج إيجابية، حيث قال أكثر من أربعة من كل خمسة مشاركين، أي ما يعادل 83%، إن عادات النوم تحسنت، وهو ما سيجعل المشاركين في تحدي دبي للياقة ينعمون بنوم هانئ.
وأكدت الدراسات أن التجارب الإيجابية تساعد في تبني سلوكيات مستدامة على المدى الطويل.
وهو ما بينته إحدى الدراسات التي نشرتها مجلة BMC Psychology العلمية، حيث أظهرت أن تكرار السلوكيات الإيجابية يعزز من تشكيل العادات. وفي عام 2023، أفاد 91% من المشاركين في تحدي دبي للياقة أن تجربتهم كانت مميزة وإيجابية، مما يجعل هذا التحدي أداة فعالة في تمهيد الطريق نحو جعل التمارين الرياضية جزءاً من أسلوب حياة مستدام وليس مجرد هدف مؤقت.