لم تعد رياضة البادل في الإمارات مجرد هواية بعد أن حقق منتخبنا الوطني إنجازات عالمية غير مسبوقة بإحرازه المركز الخامس في بطولة العالم للبادل «2024» بالعاصمة القطرية الدوحة، لتكتب الإمارات إنجازاً تاريخياً، كونها أول منتخب عربي وآسيوي يحقق هذا المركز، مما قاد منتخبنا الوطني إلى حجز مقعده مبكراً في النسخة المقبلة من بطولة العالم دون الحاجة إلى خوض التصفيات المؤهلة لمونديال 2026.
ويعود الفضل الكبير في النقلة النوعية التي حققتها رياضة البادل بالإمارات إلى الداعم الأول سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بعد نشر سموه اللعبة من خلال ممارسة هذه الرياضة واستضافة صالة ند الشبا العديد من المنافسات والبطولات على مدار السنوات الـ10 الماضية، ما أسهم في تشجيع شريحة واسعة من المجتمع على ممارستها، لتواصل اللعبة انتشارها على نطاق أوسع في الخليج والوطن العربي.
ونجح اتحاد البادل برئاسة الشيخ سعيد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس اتحاد الإمارات للبادل، في قيادة بادل الإمارات لتحقيق نجاحات كبيرة على مستوى مختلف المنتخبات الوطنية، لعل أبرزها المنتخب الأول الذي استطاع أن يقفز في التصنيف العالمي من المركز السادس عشر إلى المركز الخامس بعد تغلبه على أقوى المنتخبات، أبرزها منتخب البرازيل المصنف الخامس عالمياً.
نجاحات كبيرة
أكد سعود بن ركن، مدير منتخبنا الوطني للبادل، أن اللعبة حققت نجاحات كبيرة بفضل ما تحظى به من دعم ورعاية من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حيث يعد سموه أول من شجع الشباب على اللعبة قبل أكثر من 10 سنوات، مما أسهم في تشجيع المجتمع على ممارستها، وتم استضافة أول بطولة دولية في ند الشبا عام 2016، مشيراً إلى أن سموه الداعم الأول لرياضة البادل في الإمارات، ويحرص سموه باستمرار على متابعة الرياضة بصورة عامة، واللاعبين بشكل خاص.
وتوجه مدير المنتخب بالشكر إلى الشيخ سعيد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس اتحاد الإمارات للبادل، على دعمه المتواصل ودوره البارز في تشجيع المنتخب وتحفيزه باستمرار، والذي يؤكده وجوده في البطولة لأكثر من مرة خلف المنتخب بجانب أعضاء اتحاد البادل في الإمارات وعدد من المسؤولين الرياضيين في الدولة، من بينهم أعضاء مجلس دبي الرياضي، مما كان له الأثر البالغ في تحقيق الإنجاز بإحراز المركز الخامس في بطولة العالم للبادل بالعاصمة القطرية الدوحة، إضافة إلى دعم سفارة الإمارات في الكويت وأعضاء السلك الدبلوماسي في مشوار التصفيات التي أقيمت في الكويت، متوجهاً بالشكر إلى جماهير الإمارات وكل من وقف خلف المنتخب لتحقيق هذا الإنجاز العالمي.
تفاعل كبير
وقال بن ركن لـ«البيان» إن اتحاد الإمارات للبادل يعد الأكثر تفاعلاً على مستوى المنطقة بالمقارنة مع الاتحادات الوطنية للبادل في الدول الأخرى رغم المدة الزمنية القصيرة على تأسيسه، حيث قام الاتحاد الإماراتي للبادل بجهود كبيرة، أبرزها تنظيم العديد من البطولات التي تستهدف جميع فئات المجتمع سواء من المواطنين أو المحترفين للرجال والسيدات، مما أثمر عنه فرز مواهب واعدة، من بينهم لاعبون استطاعوا تمثيل المنتخب الوطني في بطولة العالم، إضافة إلى إقامة بطولات دولية مهمة، مثل بطولة كأس الخليج الأولى في ند الشبا، مما قاد إلى تكوين منتخب قوي، لافتاً إلى أن الإمارات تعد مهد رياضة البادل في المنطقة، وأسهم اتحاد الإمارات للعبة في دعم ومساعدة دول خليجية وعربية لتأسيس اتحادات خاصة باللعبة في هذه الدول.
وأفاد بن ركن أن اتحاد البادل في الإمارات حرص على إعداد خطط استراتيجية مهمة للارتقاء باللعبة والمنتخبات في الدولة من خلال تأسيس أكاديميات وزيادة البطولات، وإقامة تجمعات للمنتخب على مدار العام، وتنظيم معسكرات خارجية، بجانب استقطاب مدربين على مستوى عالٍ، ولاعبين محترفين للاحتكاك مع لاعبينا، مما أسهم في استمرارية تصاعد المستوى الفني للعبة في الدولة، مشيداً بالتحضيرات المثالية لبطولة العالم الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة «2024»، والتعاقد مع مدرب مميز صاحب خبرة وملم بمجتمعنا الرياضي، كونه موجوداً في الدولة منذ سنوات، مما أسهم في بناء منتخب قادر على مقارعة أقوى المنتخبات المصنفة على مستوى العالم.
نواة المستقبل
وقال سعود بن ركن إن اتحاد البادل أسس أكاديمية للناشئين للمراحل السنية، وعلى ضوء الأداء يتم دعم هؤلاء اللاعبين الذي يعتبرون نواة المستقبل بعد تبني هذه المواهب من قبل اتحاد البادل من خلال تدريبهم بشكل يومي، إضافة إلى إقامة معسكرات خارجية للمراحل ومشاركتهم في بطولات عالمية، من بينها مونديال البارغواي للناشئين، بهدف كسب مزيد من الخبرات، إضافة إلى تحقيق حصاد مميز من الميداليات الملونة في النسخة الـ17 من دورة الألعاب المدرسية الدولية «الجمناسياد» في مملكة البحرين، وجميع هذه العوامل تدعو للتفاؤل لإعداد جيل واعد من الأبطال في اللعبة مستقبلاً، مشيداً في الوقت ذاته بدور الأندية والأكاديميات الخاصة في الدولة عبر رفد المنتخبات بلاعبين مميزين عن طريق اتحاد اللعبة.
وكشف بن ركن أن مباراة الدور ربع النهائي ضد منتخب البرتغال المصنف الثالث عالمياً تعد الأصعب لهم في مشوار المونديال الأخير بالدوحة، حيث ارتفع سقف الطموحات لدى المنتخب وكانت تحدوهم الآمال للوصول إلى المربع الذهبي لضمان التصنيف ضمن الأربعة الأوائل، مما وضعهم تحت الضغط نسبياً، ولكن إحراز المركز الخامس بحد ذاته يعد إنجازاً قاد إلى التأهل بصورة مباشرة إلى بطولة العالم المقبلة دون الحاجة إلى خوض التصفيات المؤهلة للمونديال.
هدف
أعرب مايد الجناحي، لاعب منتخبنا الوطني للبادل، عن سعادته بتحقيق الإنجاز العالمي في مونديال الدوحة، وقال لـ«البيان» إن ما حققته رياضة البادل في الإمارات يعود الفضل فيه إلى الدعم الكبير من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الداعم الأكبر لهذه الرياضة، وإلى الشيخ سعيد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس اتحاد الإمارات للبادل، وإلى جميع أعضاء اتحاد اللعبة في الدولة، مؤكداً أنهم يتطلعون إلى مواصلة العمل وبذل جهود مضاعفة قبل المشاركة في النسخة المقبلة من بطولة العالم 2026، التي ستؤكد فيها الإمارات أنها رقم عالمي صعب في رياضة البادل.
وأضاف الجناحي «23 عاماً» أن مشاركته العالمية الأولى في مونديال الدوحة أضافت له الكثير، خاصة أن تمثيل الإمارات في المحفل العالمي شرف لا يضاهيه شرف أمام أقوى المنتخبات المشاركة في الحدث العالمي، مشيداً بروح الفريق الواحد التي جمعتهم في التحدي العالمي، حيث حرص الجميع على التعاون من أجل تحقيق هدف واحد، هو الوصول إلى أبعد نقطة في بطولة العالم.
وأوضح الجناحي أن هناك العديد من العوامل التي قادت إلى هذا الإنجاز، من بينها التحضيرات القوية عبر الانتظام بالتدريبات في الدولة، والالتحاق بمعسكرات خارجية مع كوكبة من اللاعبين المحترفين، مما أدى إلى اكتساب مزيد من المهارات والخبرات في لعبة البادل، مبيناً أنه أكمل 3 سنوات في البادل ويملك خبرة سابقة بلعبة التنس تمتد إلى 11 عاماً، ويسعى في الفترة المقبلة إلى بذل مزيد من الجهد والعطاء لتحقيق إنجازات عالمية جديدة تليق باسم الإمارات.
تأكيد
أكد فارس الجناحي، لاعب منتخبنا الوطني للبادل، أن إحراز المركز الخامس على مستوى العالم يعد إنجازاً تاريخياً غير مسبوق، حيث كان الهدف في مرحلة التصفيات قبل المونديال التأهل للوصول إلى المراكز الثمانية الأولى، لكن طموحاتهم ارتفعت بعد التعامل مع كل مرحلة على حدة، وخوض غمار المنافسة وكسب التحدي والرهان أمام أقوى المنتخبات العالمية المصنفة، مشيراً إلى أن إنجاز مونديال 2024 سيكون دافعاً للاستعداد بصورة أقوى للنسخة المقبلة، خاصة وأن المنتخب يملك الإمكانات التي ستقوده إلى حضور عالمي أفضل في الفترة المقبلة.
وأضاف أنه شارك للمرة الثانية في بطولة العالم، حيث تعود مشاركته الأولى إلى مونديال دبي 2022، ولاحظ تطور مستواه في النسخة الأخيرة بالدوحة، خاصة بعد الخروج من المشاركة المونديالية الأولى بمكاسب فنية عدة، موضحاً أن جميع لاعبي المنتخب أثبتوا جدارتهم في مشوار التصفيات وصولاً إلى المونديال، ويتطلع في الفترة المقبلة إلى تحقيق نجاحات أكبر، خاصة بعد خوض غمار بطولة العالم 2024 بثقة أكبر، والتي استفاد منها كثيراً بعد أن نال إشادة من المشجعين والمتابعين، مما يضعه أمام مسؤولية كبيرة لتقديم مستوى أفضل في المشاركات والاستحقاقات المقبلة.
وذكر أن أبرز الإنجازات على المستوى الشخصي مع المنتخب إحراز بطولة كأس الخليج في ند الشبا والتأهل للمونديال بجانب المشاركة في العديد من البطولات الدولية، لافتاً إلى أن امتلاكه خبرة سابقة في رياضة التنس أسهم في صقل مهاراته بصورة مميزة على مستوى رياضة البادل، خاصة وأن اللعب في تطور كبير بجهود اتحاد الإمارات للبادل برئاسة الشيخ سعيد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، متوجهاً بالشكر إلى اتحاد البادل في الإمارات على كل ما قدموه للمنتخب ولاعبيه، مما قاد إلى الحضور العالمي المميز في أكبر المحافل الدولية.