شكل أوبريت «خليجنا أحلى البلاد» الذي أقيم في الاحتفال الغنائي بمركز الملك فهد الثقافي بالعاصمة السعودية الرياض احتفاء بخليجي 22، أحد أبرز مشاهد البطولة الحالية بعيداً عن الصراعات التي شهدها المستطيل الأخضر بين المنتخبات، والتنافس على لقب البطولة.

وحاز الأوبريت على إشادة جميع الأوساط الفنية والرياضية وإعجاب الوفود المشاركة في البطولة، إذ خرج بمثابة ملحمة فنية موسيقية رائعة كتب كلماتها الشاعر السعودي القدير عبد الله أبو راس، ولحن الأوبريت العبقري رابح صقر وقام بغنائه نجوم الخليج الثلاثي رابح صقر، وحسين الجسمي، وفهد الكبيسي.

ونجح الشاعر عبد الله أبو راس في تجسيد روح الإخاء والمحبة بين الأشقاء في دول مجلس التعاون، عبر لوحات فنية جسدت كل واحدة منها لوحة تخص كل دولة من الدول المشاركة في دورة الخليج، عمد خلالها إلى انتقاء الكلمات بحسب مكانة كل دولة وظروفها، بالإضافة إلى التأكيد على وحدة الصف الخليجي، وذوبان الفوارق والحدود بين الأشقاء الخليجيين.

أسرار

والتقت «البيان الرياضي» مع الشاعر عبد الله أبو راس للتعرف منه على كواليس وأسرار العمل الفني الكبير، وكيف جاءت فكرة الأوبريت وكلماته التي خرجت معبرة عن الحدث خير تعبير خلال الدورة لتجسيد المعاني والأهداف السامية التي أقيمت من أجلها.

وأكد أبو راس أنه استوحى كلمات أوبريت «خليجنا أحلى البلاد» من عدة جمل من الأناشيد الوطنية لدول مجلس التعاون الخليجي، ومزجها سوياً، كون الأوبريت لا يسلط الضوء على اجتماع الأشقاء في الحدث الرياضي فقط، حيث كان أحد الأهداف الرئيسية من كلمات الأوبريت تسليط الضوء على اجتماع القمة الذي أقيم في الرياض وتزامن مع بطولة خليجي 22، وقال : «الأوبريت عبارة عن 9 لوحات فنية، الأولى مقدمة استهلالية، عبرت عن عدم وجود فوارق بين الدول الخليجية سواء زمنية أو مكانية، أما باقي اللوحات فكانت كل واحدة تختص بدولة من الدول الثماني المشاركة في البطولة، وحاولت قدر الإمكان عند كتابة كلمات الأوبريت التماشي مع الواقع الموجود في كل دولة وظروفها ومكانتها، وأعتقد أن الأوبريت لقي نجاحاً كبيراً، فقد جاءت ردود الأفعال إيجابية ورائعة أشادت كثيراً بالعمل الفني المميز».

قضايا معاصرة

وأضاف: من غير المعقول مثلاً عند التطرق إلى العراق التغاضي عن المشاكل التي تحيط بها في السنوات الأخيرة، وسلطت الضوء أيضاً على استضافة قطر لمونديال 2022، وفي الإمارات كان التركيز على شرعية الجزر الإماراتية المحتلة، ولكن الأهم أنني حاولت من خلال كلمات الأوبريت أن أكون إيجابياً في التعامل مع القضايا المعاصرة، والظروف المحيطة بالأشقاء في المنطقة.

وكشف عن كواليس كتابة العمل الفني قائلاً: كتابة الأوبريت أخذت مني أسبوعاً بالكامل بعد أن تم تكليفي من إمارة منطقة الرياض بالاشتراك في هذا العمل الفني، وتطلب مني مجهوداً كبيراً، لم أذق طعم النوم على مدار هذا الأسبوع، فكل وقتي كان مسخرا لكتابة الأوبريت، حتى أنني أغلقت على نفسي من أجل التفرغ له، مشيراً وجود اجتماعات مستمرة وورشة عمل واتصالات شبه يومية بيني وبين رابح صقر ملحن العمل وكذلك الفنانين حسين الجسمي وفهد الكبيسي، إلى أن تم الوصول لنتيجة رائعة، فالجسمي والكبيسي لم يقصرا، وما جعل العمل يخرج بهذه الروعة أن الجميع عمل بحب ورغبة كبيرة في تقديم عمل فني متميز.

رسالة

وشدد على أن الرسالة التي قصد توجيهها عبر كلمات الأوبريت هي تعزيز اللحمة والتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، والتأكيد على وحدة المصير، وأواصر الدم والنسب والعلاقات التاريخية بالإضافة إلى القضايا التي تهم الشعوب الخليجية، وقال: تطرقت إلى قضايا عامة الكل متفق عليها، والجميع بذل مجهوداً جباراً من أجل خروج العمل بهذه الصورة الرائعة، وعلى سبيل المثال فإن حسين الجسمي سافر بعد مشاركته في حفل الافتتاح إلى دبي وعاد بعد 48 ساعة فقط ليكمل البروفات للأوبريت وهذا دليل على حب وحماس الجميع، وكان رابح صقر وفهد الكبيسي سعداء للغاية بالعمل المتواصل، وأدعو الناس دائماً للنظر بإيجابية للحياة حتى في طرحنا وتعاملنا مع أي قضية.

شكر

وجه أبو راس الشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى شعب دولة الإمارات العربية الشقيقة للاحتضان الدائم للقيم والمعاني السامية لروح الأخوة، وقال: نحن في الإمارات لا نشعر بأي غربة، وأوجه كل التحية والحب والاحترام لأهل الاحترام.

مناشدة الرياضيين والإعلاميين والجمهور الابتعاد عن المشاحنات

تطرق الشاعر عبد الله ابو راس إلى دورة كأس الخليج العربي 22 وأكد أنه من أشد المتحمسين والمؤيدين لاستمرار كأس الخليج والدور الذي تلعبه في المجتمع الخليجي، وأن يقام لها فعاليات مصاحبة أمر إيجابي يعزز ويدعم الروابط المشتركة والأهداف السامية التي أقيمت من أجلها البطولة لتجمع الشباب الخليجي على كلمة واحدة.

وعما يصاحب كأس الخليج من تصريحات ومشاحنات على المستوى الرياضي قال: كثرة الملح أحيانا مضرة، وأناشد الرياضيين والإعلاميين والجمهور بتعزيز روح الأخوة والروح الرياضية والبعد عن المشاحنات لأن الهدف واحد وأمن الخليج واحد، والسلم الاجتماعي هدفنا جميعاً، فلا نريد أي شيء يفسد علينا روح المحبة والتآخي بين الشعب الخليجي سواء كانت بطولة رياضية مثل كأس الخليج أو في أي محفل آخر.

متابعة

وكشف ابو راس أنه متابع جيد لكرة القدم وأن الفن لا يشغله عن متابعة الكرة وقال : أتابع مباريات كأس الخليج ولكني أعتقد أن المستويات في البطولة الحالية لم تكن مرتفعة خاصة في الدور الأول، أما في الدور نصف النهائي فجاء الأداء جيداً ، وتوجد منتخبات أظهرت أداء جيدا مثل الإمارات وعمان، وأتمنى التوفيق لمنتخبي السعودية وقطر في النهائي.

أعمال مستقبلية

تحدث الشاعر أبو راس عن أعماله المستقبلية مؤكدا أنه يحضر في الفترة الحالية لعدة أعمال فنية متميزة مع فنانين كبار مثل رابح صقر ونوال الكويتية وماجد المهندس، وأعرب عن سعادته بالتعاون مع حسين الجسمي، ومشيداً بوطنيته وحرصه الدائم على التواجد في المحافل التي تعزز روح التعاون بين الشعب الخليجي الواحد.

ردود أفعال

تحدث عبد الله ابو راس عن ردود الأفعال الخاصة بأوبريت افتتاح « خليجي 22» وقال: ردود الأفعال كانت ممتازة وأسعدتني كثيراً وكل فريق العمل، وأشكر من أعماق قلبي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد الذي أثنى على شخصي ثناء كبيراً في المنصة الرئيسية لإستاد الملك فهد عقب حفل الافتتاح، بعد أن قمت ايضاً بكتابة أغنية حفل الافتتاح وقال في حقي كلاما طيبا، لن أنساه ما حييت، كما أشكر الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض على ثقته في شخصي وتكليفي بكتابة كلمات الأوبريت.