بمجرد وقوفك أمام هذه التحفة الفنية القادمة من المستقبل ستحتاج بضع دقائق لتفيق من صدمة التقدم التكنولوجي الهائل الذي تضعه بي ام دبليو بين يديك قبل الجميع، وبعد الجلوس خلف مقود القيادة ستشعر بأنك سافرت في آلة الزمن لتحط الرحال أمام سيارة سبقت زمانها بعشرة أعوام أو ربما أكثر.

بمجرد أن تقع عينك عليها، ستأسر حواسك من هيبتها وروعة تصميمها، فمن الوهلة الأولى، ستلاحظ الملامح الرياضية الرشيقة، وانخفاضها على الأرض وكم هي عريضة، فضلاً عن تصميمها المسطح والخطوط الجانبية المتقنة التي تدمج بين القوة والمتانة والفخامة والحداثة اللامتناهية.

كانت هنالك العديد من الأسئلة التي كانت تجول في خاطري منها السؤال المعتاد سماعه من عامة الناس وهو:

يبلغ سعر هذه السيارة حوالي 150000 دولار تقريباً (أكثر أو أقل) فهل سيقبل المستهلك أن يدفع مبلغاً باهظ كهذا على سيارة بمفهوم جديد، ولا يمكن صيانتها إلا في شركة بي ام دبليو؟

صراحةً هي تستحق هذا المبلغ من عدة نواح:

من ناحية المواد المستخدمة في صناعتها فهي مصنعة من مواد عالية الجودة، فمعظم أجزاء الهيكل من مادة الكاربون فايبر والمقصورة مطرزة ومكسوة بالجلد الفاخر.

التكنولوجيا العالية وسبل السلامة الموجودة فيها لن تجدها في السيارات العادية.

التصميم المستقبلي الرائع والذي باعتقادي أن شكل هذه السيارة لن يهرم مع مر السنين.

التصميم الخارجي جذاب جداً وعصري، والملامح الرياضية واضحة عليها بكل زاوية فيها، وقد تم تصميم الهيكل ليمنح السيارة الحد الأقصى من الديناميكية الهوائية والذي يبدأ من شبك التهوية الأمامي والذي حافظ على هوية بي ام دبليو والمصابيح الرياضية التي تعمل بتقنية الليزر والـ LED وفيها خاصية التكيف مع الطريق، وانخفاض المقدمة على الأرض ، لتنتقل إلى سقف السيارة المنخفض والجوانب التي تتداخل فيها الخطوط الانسيابية بأناقة والأبواب التي تفتح للأعلى، وتنتهي بمؤخرة السيارة التي تتمتع بمظهر ديناميكي ثلاثي الأبعاد، والمصابيح الخلفية التي أصبحت بشكل حرف U.

وكأي سيارة هجينة فهي مزودة بمحركين منفصلين فالمحرك الكهربائي الجبار مثبت على المحور الأمامي في مقدمة السيارة ويولد قوة 96 كيلو واط أي ما يعادل قوة 131 حصاناً. أما محرك البنزين فهو مثبت على المحور الخلفي بسعة 1.5 لتر مزدوج التيربو ثلاثي الاسطوانات يولد قوة 231 حصاناً أو ما يعادل (170 كيلو واط) وعزم دوران يصل إلى 320 نيوتن/ متر، مجموع القوى لكلا المحركين يصل إلى 362 حصاناً.

تتسارع هذه السيارة من 0-100 كم/ساعة خلال 4.4 ثانية، في نفس الوقت الذي يضمن فيه توفيراً باستهلاك الوقود وانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، حيث يستهلك فقط *2.5 لتر/100كم.

هنالك أربع وضعيات لقيادة السيارة ويمكن القول أن نظام بي ام دبليو هو من أفضل الأنظمة في طريقة القيادة من ناحية التعليق وتجاوب دواسة الوقود ونقاط تبديل علبة التروس بالنسبة إلى محرك البنزين، ويضم هذا النظام:

الوضعية الأولى هي Eco Pro: وتركز على خفض مستويات استهلاك الوقود (أو وضعية التقشف) حيث يتوقف نظام التكيف عن العمل لتقليل استهلاك البطاريات ويصبح استخدام محرك البنزين أقل.

الوضعية الثانية هي Comfort: وتركز على توفير الراحة.

الوضعية الثالثة هي Sport: حيث يعمل المحركان مع بعضهما بالتناغم وينطلق هدير محرك البنزين وتشتد معها قساوة المقود ودواسة البنزين لتوفير أداءٍ رياضيٍ ينتج عنها تسارع ومتعة قيادة عالية لن تصدقها.

الوضعية الرابعة هي edrive: حيث يصبح كل التركيز على المحرك الكهربائي بالكامل.

السؤال هنا ما حاجة مالك السيارة إلى القابس الكهربائي لشحن السيارة بما أنها هجينه، أليس من المفترض أنها ذاتية الشحن!!

انفردت بي ام دبليو بتكنولوجيا السيارات الهجينة، حتى باعتقادي يجب ألّا تصنف تحت السيارات الهجينة ليس ذماً ببي ام دبليو بل هو مدحٌ لها، لأن طريقة عمل نظام الهايبرد يختلف كلياً عن باقي السيارات التي تعمل بهذا النظام.

فالمحرك الكهربائي مفصول بالكامل عن محرك البنزين لكنهما يعملان بالتناغم عن طريق وحدة التحكم الالكترونية ومحرك البنزين لا يقوم بشحن بطاريات نظام الهايبرد بل يقوم بالتغذية لتبقى البطاريات بنفس مستوى الشحن، حتى لا ينفد الشحن في البطارية أبداً ويبقى نظام الدفع الكهربائي قيد العمل في كافة الأوقات. ولهذا أنت بحاجة إلى القابس لشحن البطاريات.

من الداخل

تكمل مقصورة الـ i8 المظهر الرياضي لها، حيث تم توزيع كافة عناصر الكونسول بطريقة عصرية وسهلة الوصول إليها. كما أن مبدأ تصميم الكونسول على شكل طبقات يخلق ترابطاً خلّاقاً بين العملية والوضوح وبساطة المظهر. وقد تم تطبيق مبدأ خفة الهيكل بشكل واضح للعين، فعلى سبيل المثال تستطيع مشاهدة أجزاء الكربون فايبر مرئية عند عتبة الباب لإبراز خفة وزنه.

وكعادة بي ام دبليو فهي تهتم بنوعية المواد المستخدمة، فالمقاعد مصنعة من الجلد المدبوغ والمقود مغطى بالجلد المطرز ويتخلله إطار باللون الأزرق، وهو متعدد الوظائف يمكن السائق من التحكم بالنظام الصوتي ومثبت السرعة والأوامر الصوتية، بالإضافة إلى وجود شاشتين كبيرتين مثبتتين على لوحة القيادة لمساعدة السائق على معرفة وضعية السيارة والسرعة وكمية البنزين في الخزان وكمية الشحن في البطاريات وغيرها من المعلومات، أيضاً هي مزودة بنظام عرض المعلومات على الزجاج الأمامي.

في أعلى الكونسول الوسطي هناك شاشة معلومات بقياس 8.8 إنش يمكنك التحكم بها عن طريق نظام IDrive، وتستطيع من خلالها التحكم بالنظام الصوتي المعتمد من شركة هارمين كاردين ونظام الملاحة والهاتف، ونظام الأوامر الصوتية، وضبط الإعدادات وغيرها من الوظائف الأخرى.

وفي منتصف الكونسول ستجد نظام التحكم الصوتي الذي لا يحتوي على مبدل الأقراص المدمجة لأنها تعتبر تكنولوجيا قديمة بالنسبة للـ i8، ونظام التكييف الأوتوماتيكي منفصل المناطق.

في المنطقة الوسطية بين المقعدين هنالك زر لاختيار وضعية السيارة (رياضي، عادي، اقتصادي، edrive) وبمجرد أنك ضغطت عليه ستلاحظ اختلاف أداء السيارة، بالإضافة إلى وجود زر مانع الانزلاق ومداخل AUX وUSB في علبة التخزين.

والسؤال الأخير هنا ما هي استراتيجية بي ام دبليو لتسويق وبيع هذه الفئة الجديدة، هل ستكون مرغوبة؟!

باعتقادي أنها ستعود لرغبة المشتري بشكل أساسي وأنصح أي شخص أن يقوم بتجربتها قبل الحكم عليها

المنافس الرئيسي

لا يوج لأنها الوحيدة في فئتها