أكد المهندس حسين ناصر لوتاه، مدير عام بلدية دبي أن البلدية بدأت تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي - رعاه الله- بتطبيق مواصفات المدن الذكية وبمعايير البيئة الحضرية من خلال تبني حلولٍ وأدواتٍ صديقةٍ للبيئةِ وهو ما يعزز فرصَ الاستمراريةِ والاستدامة.
جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مدن المستقبل الذي تنظمه البلدية بالتعاون مع مركز البيئة للمدن العربية وشركة انفورما والذي يختتم أعماله اليوم في مركز دبي للمعارض والمؤتمرات بالتزامن مع معرض سيتي سكيب العالمي. حضر المؤتمر سعيد محمد الطاير العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي وعدد كبير من الشخصيات من ذوي الاختصاص.
ويركز المؤتمر على بحث استراتيجيات التنمية الحضرية والتطوير المستدام. وأضاف المهندس حسين ناصر لوتاه إن العالم المتطور اليوم في حراك عقاري وعمراني دائم، بما يتوافق مع استراتيجيات المدن الذكية والعمران المستدام. لذا، فإننا أمام تحديات عالمية متزايدة ومتباينة، وهي تفرض علينا أن نتعامل معها، فضلاً عن وجود تحديات داخلية ومنها الزيادة السكانية، إذ بلغ عدد السكان بإمارة دبي نحو 4 ملايين نسمة تقريباً، وهو ما يتطلب إتاحة العديد من الخدمات لإقامة مدينة مستدامة.
تحاور
وأضاف إن معرض سيتي سكيب ومؤتمر مدن المستقبل، أفضل مظلة نستطيع من خلالها التحاور والتقاء النخبة من العلماء المتخصصين والخبراء والمهندسين المعماريين والاستشاريين وأصحاب القرار في مجال العمران والبناء لمتابعة متغيرات وتطورات العالم. وقال إنه في سبيل إقامة مدن المستقبل التي ننشدها جميعا في دبي..
فإن هناك عدة محاور تتم مناقشتها خلال المؤتمر، أولها التخطيط، إذ سيتم التعامل مع تلك المدن من خلال نظام تخطيطي يختلف عن الأنظمة الاعتيادية، وإنشاء مدن متقدمة تكنولوجيا تتكيف مع المتطلبات المتغيرة، وترويض الطبيعة واستغلالها في بعض المدن التي تتميز بها، لاجتذاب السياح من عشاق الطبيعة.
مدن بيئية
وتابع أن التخطيط يشمل أيضا مدنا بيئية لها القدرة على مواجهة التحديات المتعلقة بالتشريعات العمرانية والتصاميم الهندسية. وإنشاء مجتمعات عمرانية مترابطة يمكن اعتبارها وحدات أساسية لبناء مدن المستقبل التي تتوفر بها منشآت الترفيه والتسلية ومراكز التسوق إضافة إلى التطوير الصناعي على ألا يكون هذا التطوير على حساب السكان، لأن صحة السكان من أولويات التطوير الصناعي بالمدن الحديثة.
مرونة
وأضاف إنه بناء على التغييرات السريعة للمدن يجب أن تتسم مدن المستقبل بالمرونة، بحيث يمكنها التكيف مع الاقتصادات المتغيرة على الدوام والـتأقلم مع الأحداث غير المستقرة، بغرض إدارتها وقياس تأثيراتها الواسعة النطاق. وتابع أن بعض المدن تواجه تحديات من نوع آخر لكثرة زوارها من البلدان الأخرى ومدى تأثير تلك الزيارات على الحياة الحضارية لسكان تلك المدن.
مشكلات وحلول
وقال لوتاه إن كل هذه التحديات وأكثر منها تجعلنا في هذا الملتقى نضع المشكلات نصب أعيننا لنجتهد جميعا لوضع حلول ومقترحات لبناء مدن مستدامة أكثر ذكاء، ولنكتشف أحدث المناهج التي تدفع بمدننا إلى الأمام.
وأضاف إن كل هذا سيجعلنا نقدم نبوءات لمستقبل المدن في السنوات المقبلة، ونضع رؤى لكل المدن من حيث وسائل النقل، وكيفية جعل مدننا وجهة سياحية نابضة بالحياة دون تعريض مواردها الطبيعية لأي خطر، إذ إن موارد الطبيعة لأي مدينة تعتبر أغلى وأثمن أصولها التي يجب المحافظة عليها وحمايتها.
وقال إن تلك المدن يجب أن تلبي احـــتياجات المــواطنين من خلال البنية التحتية الذكية، وذلك بإدراج الهندسة المستدامة لإقامة مـــدن تــــركز على المواطن كما تركز عـــلى توفــــير حلول بيئية وعملية للسكن باستخدام تقنيات تكنولوجية مبتكرة تهدف العودة إلى النظم البيئية الخضراء للحـــد من الاحتباس الحراري.
وأكد على أن بلدية دبي بدأت بتطبيق مواصفات المدن الذكية وبمعايير البيئة الحضرية من خلال تبني حلول وأدوات صديقة للبيئة يمنحها فرص الاستمرارية والاستدامة، مشيرا إلى أن محور الطاقة والمياه من أهم المحاور الرئيسية في تلك المشاريع والتي تتطلب حلولا مبتكرة ومختلفة للتعامل معها، لافتا إلى أن التوسع في المباني الخضراء أحد أبرز تلك الحلول.
وقال إن هناك عددا آخر من التحديات تعمل البـــلدية على مواجهته منها ازدياد حجم النفايات وأيضــا أعداد السيارات بالطرق وهو ما يتطلب حلولا متطورة.
تطور متلاحق
وأوضح في تصريحات على هامش كلمته الافتتاحية بالمعرض، إن التطور المتلاحق في خدمات وأدوات التكنولوجيا أوجد العديد من الحلول التي يمكن تطبيقها والاعتماد عليها لتوفير حياة مستدامة. وأضاف إن العالم اليوم يتحدث عن سيارة بدون سائق وخلال 5 سنوات مقبلة سنجد مثل هذه السيارات في الشوارع.
وأشار إلى أن المدن المستدامة لا تعني فقط تطوير استخدامات الكهرباء والمياه وإنما تشمل كل شيء من مبان ونفايات وجميع الخدمات للوصول إلى تأسيس مبانٍ متكاملة تعتمد على نفسها.
مخططات عامة
من جانبه، قال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، في كلمته بالمؤتمر إنه لتحقيق رؤية الهيئة في أن تصبح مؤسسة مستدامة على مستوى عالمي، بتطبيقها استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، فقد وضعت المؤسسة مخططات عامة للأعوام العشرة القادمة لرفع القدرة الإنتاجية، وتطوير شبكات النقل والتوزيع وملحقاتها ..
والتي يتم تحديثها كل عام وفق معطيات وتوقعات الطلب والاستهلاك المستقبلي من خلال المعلومات من الخطط التنموية الشاملة التي ترسمها الحكومة، وبيانات ومعلومات مشاريع المطورين وقطاع الأعمال، وبيانات النمو السكاني ونمو الناتج المحلي الإجمالي من خلال التواصل المباشر والشراكات الاستراتيجية.
وتابع أنه بمقتضى ذلك تسعى هيئة كهرباء ومياه دبي لتطبيق استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030 التي أطلقها المجلس الأعلى للطاقة بدبي بهدف تنويع مصادر الطاقة ليشمل: الغاز الطبيعي (71%)، والطاقة النووية (12%)، والفحم النظيف (12%)، والطاقة الشمسية (5%) وذلك بحلول عام 2030، مع خفض استهلاك الطاقة بنسبة 30% بحلول العام 2030، محافظة على البيئة من التلوث ومواردنا من الهدر.
واستكمالاً لهذا التوجه، وتعزيزاً لتنافسية دولة الإمارات على المستوى العالمي، تعمل الهيئة على ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه كمنهج أساسي في مسيرة التقدم لأهميته في تعزيز الوجهة الحضارية ضمن رؤيتها واستراتيجيتها.
وفورات
وأفصح عن تحقيق وفورات بلغت قيمتها المالية 662 مليون درهم، وهى عبارة عن توفير 1012 جيجاواط ساعة كهرباء وما يقرب من 5 مليارات جالون مياه من خلال 1088 حملة ترشيد وبرنامج شملت مختلف قطاعات الاستهلاك.
وتابع أنه في إطار العمل على تحويل دبي إلى المدينة الأذكى في العالم خلال 3 سنوات عبر 100 مبادرة و 1000 خدمة ذكية تعمل على تحسين جودة الحياة فيها، أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي ثلاث مبادرات ذكية جديدة تجعل دبي نموذجاً يحتذى به عالمياً.
طاقة شمسية
تتمثل المبادرة الأولى في تشجيع أصحاب المنازل والمباني على تركيب لوحات كهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. وستقوم الهيئة بربطها مع شبكة التوزيع، ما يشجع على استخدام الطاقة المتجددة وزيادة نصيبها في إنتاج الكهرباء.
عدادات وشبكات ذكية
وتتضمن المبادرة الثانية التطبيقات الذكية من خلال عدادات وشبكات ذكية تساهم في سرعة توصيل الخدمة، وسرعة الاستجابة من خلال الإعادة الفورية للتيار، وكذلك الاستهلاك الذكي وترشيده، بما يحقق السعادة والرفاهية للمواطن والمقيم واستدامة الموارد.
وتخطط الهيئة لتركيب 200 ألف وحدة جديدة من العدادات المتطورة للاشتراكات الجديدة، واستبدال جميع العدادات الميكانيكية والكهروميكانيكية القديمة خلال الـ 5 سنوات المقبلة. أما المبادرة الثالثة فتشمل إنشاء بنية تحتية لمحطات شحن السيارات الكهربائية، وسيتم في المرحلة الأولى إنشاء 100 محطة شحن في مواقع مختلفة في دبي.
وقال الطاير إن تلك المبادرات تأتي ضمن استراتيجية الهيئة للشبكات الذكية لبناء واحدة من أفضل هذه الشبكات في العالم باستثمارات تصل إلى 7 مليارات درهم. ويتيح لنا هذا الاستثمار بناء أنظمة بنية تحتية قوية تدعم برامج إدارة الطلب.
وأضاف إنه في إطار سعي دبي في هذا الاتجاه، حققت الهيئة نسبة 100% في تحول خدماتها إلى خدمات ذكية، وتوفر 150 خدمة وخاصية لتسهيل حياة الناس وتساهم في سعادتهم، حيث تتطلع الهيئة من خلال تحولها الذكي هذا نحو المساهمة في رسم ملامح مستقبل أفضل لجميع الناس، عبر المشاركة الفعّالة في تحقيق الرؤى الحكومية السبّاقة لتصبح واقعاً ملموساً.
استدامة
وأضاف إنه في مجال الاستدامة والتغير المناخي اللذين توليهما الهيئة أهمية كبرى، تقوم الهيئة على تنفيذ مشاريع متعددة منها برنامج الاستدامة المؤسسية الذي يهدف إلى دعم خطط الهيئة التنموية، من خلال استدامة وتطوير بنيتها التحتية لخدمة الأجيال الحالية والمستقبلية، والحفاظ على الموارد والمجتمع المحلي في دبي.
انبعاثات
وتابع أن البرنامج يتضمن أيضاً استراتيجية شاملة، تم صياغتها بعناية، لدمجها ضمن الأهداف الاستراتيجية للهيئة وكذلك برنامج خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، حيث أطلقت الهيئة عام 2013 برنامج الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بهدف تحليل ومقاربة الانبعاثات الحالية التي تصدر عن الهيئة، وتحديد أهداف تخفيض هذه الانبعاثات، وتحديد الفرص المتاحة لتعزيز كفاءة الطاقة، واستخدام التقنيات الحديثة.
تقرير الاستدامة
وأعلن عن أن الهيئة بصدد نشر تقريرها الأول للاستدامة والذي يغطي العام 2013، حيث يستعرض هذا التقرير 10 مجالات عمل رئيسية تركز عليها الهيئة لتعزز مكانتها كمؤسسة مستدامة على مستوى عالمي، وتغطي العديد من المجالات تشمل التنمية الاقتصادية، والطاقة، وتغير المناخ، والمياه، والبيئة، والمجتمع، والشركاء.
نموذج يحتذى
ويمثل مبنى الهيئة المستدام في منطقة القوز مثالاً يحتذى ونجاحاً كبيراً كونه أكبر مبنى حكومي في العالم يحصل على التصنيف البلاتيني للمباني الخضراء في مجال الطاقة والمياه محققاً 98 نقطة وفق مقياس مجلس المباني الخضراء في الولايات المتحدة الأميركية للتقييم،..
والذي يشتمل على 110 نقاط، ويشكل معياراً عالمياً جديداً في مجال الاستدامة يمكن الاسترشاد به في مجال المباني الخضراء، حيث يساهم المبنى في ترشيد استهلاك الطاقة بنسبة 66% والمياه بنسبة 48% بالاضافة إلى تركيب خلايا كهروضوئية بقدرة 660 كيلوواط كهرباء.
وقال الطاير إن هيئة كهرباء ومياه دبي حققت إنجازات غير مسبوقة، وصلت بها إلى العالمية وأضحت نموذجاً يحتذى به في الكفاءة، والأداء، والاعتمادية، والخدمة. وستستمر الهيئة في بذل أقصى الجهود لتحقيق تطــــلعات قيادتنا الرشيدة بالمساهمة الفعالة والإيجابية في مسيرة دبي الاقتصادية، والاجتماعية، والحضارية من خلال دور ريادي وحيوي يتخطى الدور التقليدي لها.
نمو كبير
قال مدير مجموعة سيتي سكيب فاوتر مولمان، إن دبي شهدت خلال العام الماضي نمواً كبيراً في قطاع العقارات بعد مرحلة التعافي في عام 2010 ، إذ حققت الإمارة نمواً شاملاً في مختلف الأصعدة مع زيادة السكان ونمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة وصلت إلى نحو 5%.
وبين أن «كل ذلك تحقق بفضل تحسين البيئة التشريعية بالإضافة إلى حماية المستثمرين ما يسمح بنمو مضطرد في السوق العقارية»، مضيفاً «خلال العام الماضي تم إطلاق مشروع مدينة محمد بن راشد وقنـــاة دبي المائية في إطار المشروعات المستقبلية التي تعزز من مكانة دبي كوجهة استثمارية أساسية على مختلف الأصعدة».
مشروعات
وذكر أنه «خلال النصف الأول من العام الجاري تم إطلاق مشروعات عقارية بقيمة 5.4 مليارات دولار في وقت حققت المنشآت الفندقية العاملة في الإمارة مستويات إشغال وصلت إلى 85%. ولفت إلى أن «دبي تسعى لأن تصبح ضمن أبرز 10 مدن مستدامة في عام 2020». مشيراً إلى أن «التطوير النوعي للمشروعات والخدمات الذكية سيعزز من توجه الإمارة نحو مدن المستقبل».
مؤشرات قوية
قال مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة يوراسيا، أيهم كامل «نرى تغييراً كبيراً في دبي والإمارات ومؤشرات أكثر قوة في مرحلة التعافي وننظر اليوم إلى مسار إيجابي في السوق المحلية»، مشيراً إلى الموقع الفريد للإمارات فضلاً عن الاستقرار الذي يدعم استمرارية النمو، وضعها في مكانة مميزة بين دول المنطقة.
ولفت إلى أن النمو القوي والطلب الكبير في السوق المحلية شمل مختلف القطاعات خلال الفترة الأخيرة»، مشيراً إلى أن «الإمارات أصبحت رائدة في مجال الاصلاحات الاقتصادية لتحفيز وتشجيع المستثمرين من مختلف الأسواق حول العالم».
وأشار إلى أن «المسار الإيجابي للسوق العقارية في دبي مع تسجيل معدلات نمو تصل إلى نحو 4.5%»، لافتاً إلى «المشروعات الطموحة والتي تدعم دبي نحو مفهوم مدن المستقبل وخصوصاً استضافة معرض إكسبو الدولي 2020 ومبادرات الخدمات الذكية».
مشاركة نخبوية وتنوع في التجارب
يشهد المؤتمر مشاركة نخبة من عمداء المدن وممثليهم ومديري المنظمات والمخططين الاستراتيجيين من الشركات الكبرى في تقديم الأوراق العلمية في مجالات متعددة أهمها المدن العالمية - والمدن النموذجية والمدن الحاضنة للفعاليات العالمية الكبرى والمدن المستدامة والذكية.
وراعت اللجنة المنظمة التنوع في التجارب المطروحة وتمثيل جغرافي متعدد الهوية للأوراق العلمية، حيث ستكون الفرصة سانحة لمخططي المدن ومتخذي القرار والمعنيين بالاستدامة والتنمية الحضرية والخضراء الاطلاع على تجارب من بلدان ومدن مختلفة مثل الهند – كوريا الجنوبية –السعودية – كينيا – لبنان – نيجيريا – العراق – الولايات المتحدة - مصر إلى جانب الإمارات.
فعاليات
وعلى هامش المؤتمر سيكون المعنيون بقضايا التنمية والاستدامة على موعد مع بعض الفعاليات والورش التدريبية في مجال التنمية المستدامة واستراتيجيات بناء وتنمية المدن الحديثة وهي برامج تم إعدادها بالتعاون مع المنظمات والشركات الكبرى وقد تم توجيه الدعوة لعمداء المدن العربية ومديري البلديات والمهتمين والمتخصصين بهذه الموضوعات للمشاركة.
ورش
تتضمن ورش العمل ورشة عمل عن مؤشرات التنمية العربية المستدامة وأخرى حول التنمية المستدامة - التحديات ورؤى المستقبل وبرنامجا تدريبيا يطال موضوع استراتيجيات تنمية المدن وآخر في مجال إدارة الطاقة.