أعلن إكسبو 2020 دبي عن المشاريع الخمسة والعشرين المختارة ضمن برنامجه لأفضل الممارسات العالمية، وكان من بينها برنامج نرويجي يستبدل بالنفايات البلاستيكية مكافآت مالية، ومشروع كاميروني لبناء معسكرات مستدامة للاجئين، وبرنامج على الإنترنت من بوتان يحسب مكونات الوجبات المدرسية الصحية قليلة التكلفة من مزارع محلية.
وجاء اختيار قصص النجاح الخمس والعشرين، وكلها حلول بسيطة وفعّالة ومحلية لمجموعة من أبرز التحديات التي يواجهها العالم، في إطار بحث إكسبو 2020 عن مشروعات رائدة تتناول أهداف التنمية المستدامة، وهي 17 هدفاً تشكل خطة عالمية للعمل من أجل السلام والرخاء لسكان كوكب الأرض.
وستُعرض المشروعات المختارة، وهي من 24 بلداً، وتشمل أفراداً ومجتمعات وأكاديميين وشركات ومنظمات دولية وحكومات، أمام الملايين من الزوار المتوقع حضورهم في النسخة المقبلة من إكسبو الدولي، إكسبو 2020 دبي.
قادة عالميون
وجاء الإعلان عن المشروعات على هامش انعقاد قمة الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة في نيويورك، حيث اجتمع قادة عالميون لمراجعة التقدم في أهداف التنمية المستدامة وتحديد إجراءات من شأنها تسريع وتيرة العمل على تطبيق برنامج العمل 2030 للتنمية المستدامة. ويأتي هذا بعد أن أظهر استطلاع رأي عالمي، أُجري بتكليف من إكسبو 2020 دبي، اتحاد الناس في مختلف أنحاء العالم في رغبتهم في جعل كوكب الأرض أكثر سعادة وشمولاً ونظافة.
وتحت شعار «خطوات بسيطة، قفزات كبيرة: حلول بسيطة لأثر مستدام»، تأسس برنامج إكسبو 2020 لأفضل الممارسات العالمية على يقين بأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول الموعد النهائي المحدد في 2030 يتطلب حلولاً محلية لضمان مشاركة الجميع.
يتناول كل برنامج وقع عليه الاختيار أحد أهداف التنمية المستدامة البالغ عددها 17 هدفاً، بما فيها القضاء على الفقر، وتحسين جودة التعليم، وتحسين الوصول إلى فرص عمل ملائمة، والتنمية الاقتصادية، وتعزيز الطاقة النظيفة بأسعار مقبولة، والتصدي لظاهرة التغير المناخي. كل هذه الحلول يمكن تبنيها وتكرارها وتغيير إطار تطبيقها في مختلف مجتمعات العالم، وهو أمر يمثل خاصية أساسية في هذه البرامج.
تنمية مستدامة
وقالت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي، ورئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة «أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، التي تبناها العالم عام 2015، تمس قضايا جوهرية تتعلق بنا جميعا، ومن الرائع حقاً أن نرى كل هذا العدد من الحلول الملموسة لهذه التحديات الكبرى. أقدم التحية لهذه المبادرات الخمس والعشرين لأفضل الممارسات، وأتطلع لمشاركة مشاريعهم الفارقة مع العالم في إكسبو 2020 دبي».
وأضافت معاليها: «مع تغير مركز الثقل الاقتصادي والجغرافي وصعود تحالفات جديدة لتحل محل تكتلات قديمة، فإن اللجوء إلى معارف وآليات محلية قابلة للتطبيق بات أمراً غاية في الأهمية. ينعقد إكسبو 2020 بعد خمس سنوات من الاتفاق على أهداف التنمية المستدامة وتفصله عشر سنوات عن الموعد النهائي لتحقيقها في 2030، وستوفر النسخة المقبلة من إكسبو الدولي، التي ستكون الأولى التي تنعقد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، مناسبة لا سابق لها لتسريع وتيرة الإنجاز ونشر الرسائل الخاصة بأهداف التنمية المستدامة واتخاذ إجراءات أخرى. حين نبادر جميعاً ويقوم كل منا بدوره، سيكون الهدف المطلوب في الموعد النهائي المحدد في 2030 قابلاً للتحقيق».
وكان برنامج إكسبو لأفضل الممارسات العالمية تلقى 1175 طلباً من 141 بلداً وقدّم قائمة مختصرة لهيئة اختيار دولية تضم ممثلين عن المكتب الدولي للمعارض، وجامعة كمبريدج، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، والبنك الدولي، وبرنامج الموئل التابع للأمم المتحدة، ولجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومؤسسة اليونيسيف، ومنظمة الأغذية والزراعة الأممية، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وصندوق أبوظبي للتنمية، ومركز ماستر كارد للنمو الشامل.
ويمثل برنامج أفضل الممارسات العالمية جزءاً أصيلاً في كل نسخة من إكسبو الدولي ويتوافق مع الشعار الرئيسي لإكسبو 2020 دبي: «تواصل العقول وصنع المستقبل»، وموضوعاته الفرعية الثلاثة، الفرص والتنقل والاستدامة. وسيكون للبرنامج مساحة عرض خاصة به في إكسبو 2020 دبي، بينما ستتقاطع أهداف التنمية المستدامة مع الحدث الدولي بالعديد من الطرق، من بينها في جناح الفرص، حيث سيستكشف الزوار كيف يمكن لإطلاق إمكانات الأفراد والمجتمعات صنع مستقبل أكثر رخاء واستدامة لنا جميعاً.
مبادرات
وقال فيسنتي غونزاليس لوسيرتاليس، الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض: «برنامج أفضل الممارسات يمثل أحد أكثر المبادرات ابتكاراً وأهمية في إكسبو الدولي. يجمع هذا البرنامج المنظور التطبيقي لإكسبو، والدور المركزي للشعار الرئيسي، والمسؤولية التعليمية التي تقع على كاهل المشاركين».
وأضاف: «يتيح لنا برنامج أفضل الممارسات طريقة أخرى للمساعدة في تغيير معنى التقدم في عصرنا الحالي، ولمشاركة الحلول في ظل روح من التضامن. نتطلع لرؤية التطور المستمر في مجال أفضل الممارسات في هذه النسخة الجديدة في إكسبو 2020 دبي».
ويعمل إكسبو 2020 دبي أيضاً للتأثير بشكل إيجابي في جوانب متعلقة بأهداف التنمية المستدامة من خلال برنامجه الخاص إكسبو لايف، وهو برنامج الابتكار الاجتماعي العالمي البالغ تمويله 100 مليون دولار أمريكي، والذي يوفر المساندة للحلول الخلاقة لأبرز التحديات التي تؤثر في حياة الناس أو تسهم في الحفاظ على كوكب الأرض. وحتى الآن، دعم إكسبو لايف 120 مشروعاً من 65 بلداً، ليبين أنه عند إتاحة الفرصة المناسبة فإن الابتكار يكون بالفعل من الجميع وإلى الجميع.
وتركز المشاريع الخمسة والعشرون الفائزة، ومن بينها مشروعات من الحاصلين على منح من إكسبو لايف، على خمسة جوانب تنموية ذات أولوية تم تحديدها من خلال برنامج إكسبو لأفضل الممارسات العالمية، ويمكن الحصول على التفاصيل الكاملة عبر الرابط: www.expo2020dubai.com/en/programmes/best-practice-programme