الشيخ اللواء طالب بن صقر القاسمي قائد عام شرطة رأس الخيمة، شخصية مرموقة تتسم بانشراح وسعة الصدر، وقوة البصيرة، وطول البال. وتطغى الحكمة على أفعاله وتصرفاته، وقد أبدى اهتماماً بالغاً في توفير الأمن، تحدى الصعاب وواكب مختلف المستجدات في هذا الشأن، واضعاً نصب عينيه راحة كافة أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين وزائرين على حد سواء، وبسبب ذلك؛ فقد حققت إمارة رأس الخيمة في المجال الأمني والاجتماعي على وجه الخصوص، التقدم والازدهار محافظة على أمنها واستقرارها اللذين لطالما عرفا عنها.. خلف هذا التطور يقف مدير عام شرطة رأس الخيمة، الذي ظل متسلحاً بحب وتقدير أبناء شعبه، ما أوصل الإمارة إلى هذا المستوى من الازدهار.
ينطلق طالب بن صقر القاسمي الإنسان، بثقة كبيرة في عمله الوطني، من خلال معاملة جميع الناس بالتساوي، وتقديم العون لهم دون تمييز، فهو ومنذ البداية، يعمل لمصلحة شعبه بل لمصلحة الإنسانية جمعاء، فالتجربة هنا تمتاز عن أي إنجاز في أية بقعة أخرى، ذلك لأن ما عمل من أجله كان ينبع من منطلقات متشعبة، منها: انتماؤه وإخلاصه وإيمانه بشكل بحت.
في منطقة الساعدي
ما لم نعرفه عن الشيخ طالب بن صقر القاسمي، عرّفنا به صديقه وقريبه من جانب الأم، محمد بن سلطان بن علي بن سيف الخاطري (أبو سلطان)، وهو من مواليد منطقة الساعدي التي تبعد عن رأس الخيمة حوالي 30 كيلومتراً، ويقطنها نحو ألف نسمة، يعمل غالبيتهم في الدوائر الحكومية.
ولد (أبو سلطان) في منطقة الساعدي عام 1960، ودرس بمدرسة أسامة بن زيد في منطقة اذن، وبعد الابتدائية أكمل الثانوية في الشارقة، وبعدها التحق بالجيش عام 1982 في كلية زايد العسكرية في العين، ودرس سنتين وحصل على دبلوم عسكري برتبة ضابط، واستمر في العمل في القوات المسلحة، حتى نال رتبة رائد وتحديداً في عام 2005، إذ تم انتدابه إلى وزارة الداخلية بمديرية الشرطة في إمارة رأس الخيمة، مسؤولاً للأمن الوقائي، ثم ترفع إلى مقدم في وزارة الداخلية، وعمل مدير فرع الأمن الوقائي في الإمارة، حتى تقاعده عام 2010 من وزارة الداخلية، وخلال هذه الفترة، لم يتخل عن واجبه تجاه أبناء المنطقة، فخلال سنوات التقاعد ظل يساعد والده (شيخ قبيلة الخواطر)، والذي ورث المشيخة عن أبية، ودور بو سلطان تحدد بشكل أبرز في تمثيل والده بالبحث عن الحلول الملائمة لمختلف قضايا أبناء المنطقة.. أمام هذا الواقع، يا ترى ماذا يقول عن الشيخ طالب بن صقر القاسمي؟
في بيت أخواله
يقول محمد بن سلطان الخاطري: عرفت الشيخ اللواء طالب بن صقر القاسمي، وهو ابن حاكم رأس الخيمة المغفور له الشيخ صقر القاسمي، وشقيق صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، منذ أيام الطفولة، بحكم صلة القرابة التي تجمعني به، من ناحية والدته الشيخة عائشة بنت علي الخاطري، كونها شقيقة الوالد سلطان بن علي الخاطري.
ويضيف: نتيجة هذه القرابة والصلة الأسرية، وبالرغم من كون الشيخ طالب يكبرني بسنوات قليلة، إلا أننا كنا لا نفترق منذ الطفولة، إذ تربى الشيخ طالب بين أخواله في منطقة الساعدي، إلى أن التحق بالقوات المسلحة، ومن ثم أرسل في منحة عسكرية من قبل القوات المسلحة، والتحق بكلية «سانت هيرست» في بريطانيا تخصص علوم عسكرية، وبعد انتهاء الدورة التعليمية العسكرية وكانت مدتها سنتان، عاد إلى الدولة ليعمل في القوات المسلحة برتبة ضابط، واستمر إلى أن وصل إلى رتبة عقيد، وتم نقله فيما بعد من القوات المسلحة مباشرة إلى إمارة رأس الخيمة، لاستلام مهام مدير عام لشرطة الإمارة، قبل أن تتحول إلى قيادة عامة للشرطة، في عام 2013، إذ أصبح المسمى (القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة).
يدفع من جيبه
ويمكن القول إنه ومنذ تولي الشيخ طالب مسؤولية الأمن في الإمارة، فقد اجتهد في سبيل إرساء الأمن، وتطور جاهزيته ودعمه بالأجهزة والقدرات والكفاءات الأمنية الشابة، إلى درجة أن يدفع من جيبه الخاص في سبيل إرساء الأمن على مستوى الإمارة، إلى أن أوصل قيادة الشرطة اليوم إلى مستوى كبير من الجاهزية والأداء النوعي والفني، ولم يكتفِ في حل المشاكل ومعالجة القضايا الأمنية والإنسانية في عمله الرسمي، إنما كان يستقبل الناس في بيته، لحل قضايا لأفراد وقبائل من الإمارة، فمنزله كان ولا يزال مفتوحاً للجميع.
في طفولته وشبابه
ويوضح محمد بن سلطان أن الشيخ طالب تربى وترعرع بين أخواله (الخواطر)، وفي صغري كنت ألعب معه الألعاب الشعبية القديمة، وكنت أرى فيه شخصية جذابة، ذا نظرة ثاقبة، ويتحلى بالكرم والحفاوة. طموحه وهو صغير أن يكون الأول في كل شيء، وهو طموح مشروع، لكن في حياة الشيخ طالب له معنى آخر، إذ يعتبر ابنا لأسرة حاكمة، وهنا يكمن السر، إذ لابد أن تعكس تصرفاته، مكانة أبيه وأخوته وأخواله وأعمامه. وأذكر أن أول سفرة لنا أنا والشيخ طالب، إلى خارج الدولة، كانت عام 1973، وكانت وجهتنا جمهورية مصر العربية.
وذلك بقصد زيارة الشيخ محمد بن صقر القاسمي الذي كان يدرس في القاهرة، في إحدى الجامعات المصرية، وكانت مدة إقامتنا 20 يوماً، شاهدنا ما لم نشاهده من قبل، الحضارة المصرية وتاريخ الشعب المصري من ثقافة وعلوم وجامعات ومعاهد، وقد زرنا كثيراً من المعالم والآثار هناك، بعدها سافرنا معاً إلى لبنان وباكستان ودول أخرى.
رفيق السفر
ويتابع بو سلطان: أثناء سفرنا المتكرر كثيراً، لمست جوانب إنسانية وأخوية من الشيخ طالب، تتمثل أولا بفخره واعتزازه كونه من دولة الإمارات، وتفاخره بأخوته وأهله وبلده أمام الآخرين، إذ كان يرى أن الانتماء الصادق هو أن تكون فخوراً ببلدك وأهلك، وإلى جانب ذلك عرف عنه الكرم وحسن الضيافة، ولا يتردد في مساعدة الآخرين دون طلبهم، ومعاملته لأهله فيها الكثير من الود والمحبة، وهو يرفض التباهي مهما كان الأمر، فما عرفته إلا إنساناً متواضعاً بسيطاً، لدرجة أن من لا يعرفه لا يدرك أنه ابن حاكم وشقيق حاكم، فكل تصرفاته تدل على حسن معدنه.
نبذة شخصية
ولد الشيخ اللواء طالب بن صقر القاسمي قائد عام شرطة رأس الخيمة، في غُرة يناير عام 1961م، وهو متزوج ولديه أربعة أبناء، ويحمل شهادة «دبلوم علوم عسكرية» من بريطانيا، وقد تم تعيينه على مرتب الشرطة في الثاني والعشرين من شهر يوليو عام 1978م، وتدرج من رتبة ملازم وصولاً إلى رتبته الحالية «لواء». وبدأ الشيخ طالب القاسمي منذ سنواته الأولى، في توجيه اهتمامه وحرصه على تطوير السلك الشرطي، وتقدمه ورفع كفاءة منتسبيه، وذلك من خلال توفير كافة الإمكانيات والتجهيزات التي تخدم رؤيته تلك.
الوجه الآخر في العمل الشرطي
حرص الشيخ اللواء طالب بن صقر القاسمي قائد عام شرطة رأس الخيمة، على استقطاب أهل الخبرة والكفاءة العالية، لتقديم وتنظيم العديد من الدورات العسكرية، لأبنائه منتسبي الشرطة في كافة رتبهم ومناصبهم، لتطوير قدراتهم الأمنية في مختلف المجالات ليغدو الجهاز الشرطي، من أفضل وأجود الأجهزة من حيث تقديمه للخدمات وإنجاز المعاملات في وقتٍ قياسي.
كما حرص على تبادل الخبرات وقدرات الأجهزة الشرطية الأخرى سواء على مستوى الدولة أو خارجها، بالإضافة إلى سعيه المتواصل في إدخال كل ما من شأنه أن يعمل على تطوير العمل الأمني، وهو الذي لا يألو جهداً في حل كافة المشاكل والصعوبات لمنتسبي الجهاز الشرطي، وتبادل الآراء معهم ومتابعتهم بشكل مستمر.
والمعروف عن القاسمي كما يقول الخاطري، إنه يتمتع بحسن الإصغاء للغير، وهو متابع لمجريات العمل ويحرص على متابعة آخر المستجدات الأمنية وما توصل إليه العالم في هذا المجال، كما يحرص على فرض الأمن والضبط المروري واكتشاف الجريمة ومتابعتها بشكل مستمر، وذلك من خلال توفير الدوريات المزوّدة بالأجهزة الحديثة التي تواكب المستجدات وتزويدهم بالعلوم والمناهل الأمنية المختلفة.
وهو مهتم كذلك بتوافر مبانٍ حديثة تواكب المستجدات من جهة، وتعكس المظهر الحضاري للجهاز الشرطي من جهة أخرى، وإدخال كافة الخدمات وأجودها من خلال الأجهزة المتطورة والحديثة التي تُسهل تقديم هذه الخدمات، كما ينبغي أن تكون عليه، كما أنه يشجع المنتسبين ويحرص على تكريمهم وتقدير جهودهم لبذل المزيد من الجهد والمواصلة من أجل الوطن.
ويختتم محمد بن سلطان الخاطري: في فترة وقبل التحاقي بكلية زايد العسكرية والتحاق الشيخ طالب بكلية «سانت هيرست»، كنا قد التحقنا بقيادة المنطقة الشمالية، وكان موقعها رأس الخيمة في المدينة القديمة، ويرأسها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وانتسبنا لدورة (أغرار) وتعني آنذاك المجندين الجدد، وهي عبارة عن تدريب للمشاة على الأسلحة الخفيفة، وكان ذلك لمدة أربعة شهور، وهي فترة تمهيدية لتعليم (الأغرار) السلوك العسكري وأبجديات العمل في القوات المسلحة، وحصلت على مسمى أفضل مجند في الدورة، كما حصل الشيخ طالب على شهادة حسن السيرة والاحتراف، ومنذ تلك الفترة ونحن والحمد لله في تواصل مستمر، وكثيراً ما يجمعنا السفر، عندما يكون الشيخ طالب في زيارة أو جولة سياحية.