كلمة جميلة، ومضمون هادف، ورسالة راقية، هذا ما يحمله الإنشاد بين ثناياه، ليكون البديل الصحي للسمعيات الرديئة، والخيار الأنسب الذي يمزج بين الترفيه والمتعة وبين تعزيز القيم الإيجابية وترسيخها في النفوس.
وفي سماء هذا الفن الهادف، تألق المنشدون كنجوم وأقمار، ليصدحوا بأصواتهم في فضاءات روحانية مملوءة على آخرها بالإبداع، ويحلِّقوا في عوالم الإيجابية والسعادة، ويتهادوا على وقع الحب والخير والسلام، معانقين الوطن، وتاركين على جبين كل أمٍّ قبلة امتنان وتقدير.
«فنان برسالة إيجابية».. بطاقة هوية يحملها المنشد والمغني الكويتي حمود الخضر ماضياً نحو أهدافه، لافتاً الأنظار والأسماع إليه، ومثبتاً قدرة الفن الراقي على جذب الجمهور.. كاريزما خاصة يمتلكها الخضر، وصوت دافئ يتغلغل في النفوس فيبث فيها جرعات من الحب والسعادة، وينثر التفاؤل والبهجة من خلال أناشيده وأغنياته الملآى بالأمل، لتعيد التوازن إلى الإنسان في لحظة.
بدايات حمود الخضر في الفن كانت مبكرة، إذ شارك في فرقة إنشادية ككورال في الحفلات والأعمال المسجلة، لتتفتح زهرة موهبته كما عينيه على عالم غني بالإبداع، وباحتكاكه بالشعراء والملحنين والموزعين ومهندسي الصوت، نجح في اكتساب خبرات جديدة.
وتكشفت له قدراته وإمكاناته التي سعى جاهداً لتطويرها، لينطلق في عام 2002 من خلال المشاركة في سلسلة ألبومات «يا رجائي»، التي عرَّفت الجمهور به، وخصوصاً في أنشودة «أمي فلسطين»، التي شاركه فيها المنشد مشاري العرادة، وحظيت بجماهيرية عالية وحققت نجاحاً وانتشاراً كبيرين على مستوى الوطن العربي.
إبداعات
بكل ثبات واصل حمود الخضر بعدها مشواره الفني، بعد اتضاح الرؤية أمامه، ليستمر في تقديم عشرات الأغنيات المنفردة (السنغل)، التي ساهمت في زيادة شعبيته وعززت حضوره بين الجمهور، وحصدت ملايين المشاهدات على موقع «يوتيوب»، وأبرزها أغنية «فكرة».
إضافة إلى أغنية تتر البرنامج التلفزيوني «خواطر» الذي يقدمه الإعلامي أحمد الشقيري، وهي إضافة حقيقية في مشواره، لا سيما أن البرنامج يحظى بنسبة مشاهدة عالية جداً، وإقبال كبير من مختلف دول العالم بسبب تميز فكرته وأهدافه السامية، وأفكاره القوية والمتجددة، إلى جانب الحضور المتميز لمقدم البرنامج أحمد الشقيري.
أغنية «يحلو الوصال» تعد قفزة في مشوار حمود الخضر، وتصل نسبة مشاهدتها اليوم قرابة الـ 10 ملايين مشاهدة عبر «يوتيوب»، وكانت قد حققت المليون الأولى خلال فترة وجيزة من إطلاقها. للخضر عدة ألبومات وأغنيات وأناشيد منفردة، ومن ألبوماته «فكرة» الذي أصدره عام 2013 .
وتضمن «أحلى شعور» و«يحلو الوصال» و«الميزان» و«أنا الإنسان» و«ما في مستحيل» و«توازن الحياة» و«درب النجاح» وغيرها، وألبوم «اصير أحسن» عام 2015 ويتضمن «لغات العالم» و«اضحك» و«كن أنت» و«لعله خير» و«قصة العشاق»، وغيرها.
جماهيرية
وقد أحيا الخضر خلال مسيرته حفلات عدة في مختلف دول الخليج وبعض الدول العربية، كما غنى خارج حدود الوطن العربي، ليصافح جمهوره في الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا وتركيا وكندا، ولاقت حفلاته حضوراً هائلاً، وتفاعلاً كبيراً، لا سيما أن جمهوره هم الكبار والصغار، الذين أحبوا رسائله الإيجابية الهادفة، والتفتوا لفنه الذي يخاطب الجميع، من خلال باقات السلام التي ينثرها هنا وهناك.
وفي كل أغنية وأنشودة، لا بد أن تتربع الرسالة على العرش، فالكلمة في قاموس حمود الخضر أمانة، والصوت الجميل نعمة من الخالق يجب استثماره بأفضل صورة بشكل يرضي الله، ويضيف إلى الناس.
ولكل فرد في المجتمع دور عليه القيام به، ومسؤولية يجب أن يكون على قدرها، وهذه القناعات انعكست على أعمال الخضر التي امتازت بالإتقان والجودة العالية، لتتسم أغنياته بالقيم العالية التي تغرسها في النفوس، والأفكار التي تعزز الوعي بالحياة والتوازن، وتضخ في النفس والروح السعادة والاتزان والهدوء.
ويبقى الفن هو الوسيلة الأكثر تأثيراً في الإنسان بأسلحته الناعمة، لتنساب أناشيد حمود الخضر في النفس كانسياب قطرات المطر، بسبب انتقائه الواعي للكلمات والمضامين، ليعزف قضاياه وموضوعاته الإنسانية والاجتماعية والروحانية على أوتارها، وتصل للناس بأجمل صورة.