حين تتربع الكلمة الهادفة على عرش القلوب، ويتسلل صداها إلى أعماق النفوس، ليظهر تأثيرها بأجمل صورة، فهنا يحقق الإنشاد أهدافه، ويتباهى قمراً في سماء الفن الهادف. ومع المنشد الجزائري محمد بن كروش، يتألق الإنشاد، فمع صوته الجميل، والمضامين الراقية التي تصدح بها حنجرته، تتناثر رسائل السلام والمحبة، لتصافح الأسماع والقلوب تاركةً بين ثناياها باقاتٍ روحانية.
تغلغل حب الإنشاد في قلب محمد بن كروش منذ الصغر، وساهمت نشأته في عائلة متعلقة بالقرآن الكريم، في تعزيز حب الكلمة الهادفة لديه، لاسيما أنه كان يلقى التشجيع من والده وإخوته على قراءة الذكر الحكيم، وتطور اهتمامه بالإنشاد بعد دخوله المدرسة، حيث كان يشارك في المسابقات المدرسية المختصة بالإنشاد، ويحصل على المراكز الأولى.
وفي عام 2004، التحق كعضو في فرقة «البشائر» الفنية، وكان قبلها قد شارك في عدة فرق إنشادية، وفي عام 2010 انضم إلى فرقة «البهاء»، كما شارك كمُقرئ في عدة محافل دولية، وحصل على المرتبة الأولى عن تمثيله ولاية المسيلة في برنامج «تاج القرآن»، وفي كثير من المسابقات الوطنية مثل «الحنجرة الذهبية» وغيرها.
أهداف إيجابية
نحو أهدافه، مضى محمد بن كروش، يرافقه علم بلده الجزائر، ورغبة في تعزيز حضور الأنشودة الجزائرية بين الجمهور، ليكون سفيراً حقيقياً بموهبته وإصراره على نشر الإيجابية في أرجاء العالم.
ومع برنامج «منشد الشارقة» في دورته التاسعة، نجح بن كروش في الوصول إلى قلوب الجماهير العربية، ورغم حصوله على المرتبة الرابعة، إلا أنه تربع على قلوب المتابعين والنقاد الذين أجمعوا على تميز صوته وحرفيته في الإنشاد.
ومن خلال مسرح «منشد الشارقة»، تغيرت حياة بن كروش، إذ أصبح أكثر إيجابية واكتسب خبرة فنية كبيرة، من خلال وقوفه على مسرح يصافح الوطن العربي، كما نجح في كسب محبة الناس، حتى أصبحت له قاعدة جماهيرية كبيرة داخل بلده وخارجه.
تراث جزائري
وفي أناشيده، تغنى محمد بن كروش بكلمات رائعة ترافقها أنغام جزائرية أصيلة لاقت إعجاب الجمهور، وجال في عوالم التراث الجزائري، لإيمانه بأنه سفير بلده في الخارج، وقناعته أن الموهبة التي أنعم الله بها عليه رسالة يجب أن تصل إلى العالم.
ولا تتوقف طموحات محمد بن كروش عند أبواب برامج الإنشاد، فمشروعاته المستقبلية كبيرة، وقائمته تحفل بخطط يعمل عليها لإفادة مجتمعه والارتقاء به وبأفراده.
والإنشاد بالنسبة لمحمد بن كروش ليس مجرد نوع غنائي فقط، بل هو موعظة ملحنة، أما قناعاته التي لا يتنازل عنها، فهي أن هذا الفن الهادف قادر على منافسة أبرز الفنون، لا سيما أن أهدافه الراقية تنتصر على ما سواها.
وينحاز محمد بن كروش لبلده، فالجزائر وطن المواهب والطاقات، إلا أن كل موهبة بحاجة للدعم لتصل إلى العالم، وتمتلك الجزائر باقات يانعة من أجمل الأصوات وأعذبها، وهو ما يجعلها ساحة منافسة حامية.
قصور الدعم
ولأنه صاحب إرادة وعزيمة، يرغب بن كروش في توصيل صوته إلى العالم، إلا أنه رغم ذلك عاتب على قلة الدعم الذي يلقاه الإنشاد، ليؤكد في أغلب حواراته أن الاهتمام بالفن الهابط والسمعيات الرديئة يفوق الاهتمام بالإنشاد والفن الهادف، وهو ما يحتاج لإعادة النظر فيه، لا سيما أن تكريم أصحاب الغناء الهابط يتكرر يوماً بعد يوم.
وبعد تجربته في «منشد الشارقة»، بدأ بن كروش تسجيل شريط إنشادي وتصوير فيديو كليب، كما يعمل على مشروع جديد بعنوان «منشد بوسعادة»، تتشابه فكرته مع «منشد الشارقة» وهو مشروع إنشادي ضخم يتمثل في إطلاق مسابقة وطنية لاكتشاف المواهب في الجزائر على طريقة «منشد الشارقة»، ويسعى بن كروش لتوظيف الخبرة التي اكتسبها في «منشد الشارقة» في مشروعه الوطني الجديد، في سعي جاد لإبراز المواهب من كل انحاء الجزائر، طامحاً لتعميم مشروعه على مستوى العالم العربي بعد نجاحه داخل بلده.
ألبومات
4
حصد بن كروش المركز الرابع في برنامج «منشد الشارقة» في موسمه التاسع، وحقق جماهيرية واسعة في الوطن العربي.
2004
انضم بن كروش إلى فرقة «البشائر» وقبلها شارك في عدة فرق إنشادية، مكنته من توصيل صوته إلى الجمهور المحيط به.
2010
انضم فيه محمد بن كروش إلى فرقة «البهاء»، كما شارك مقرئاً في محافل دولية عدة، وحقق نجاحات كبيرة.