حين يكون الإنسان هو القضية الكبرى، يشدو القلب بكل ما يرتقي به، وتُسخِّر الحنجرة نفسها في خدمته، وتنطلق الموهبة يقودها العقل للمناداة بحقوقه.. هذه هي حكاية المنشد السوري يحيى حوى، الذي انحاز للإنسان، فاستحق لقب سفير النوايا الحسنة لمنظمة هيومان أبيل البريطانية.

منذ طفولته، بدأت بوادر الموهبة الصوتية تظهر لدى يحيى حوى، وقد التفتت معلمته في المدرسة لصوته الجميل، فشجعته لتنمية موهبته، كما تابع زملاؤه هذه المهمة بالإشادة على جمال صوته وتميزه، وأكملت والدته المهمة، وفي 2002، بدأ يحيى حوى مسيرته الفنية مع الإنشاد، لينهمر إبداعاً مع عدد كبير من الأناشيد والأغنيات التي عزف فيها على وتر الإنسانية، وطالب من خلالها بحقوق الإنسان، وحقق شعبية واسعة بين أوساط الشباب والفتيات في العالم العربي، وذاع صيته بين الجاليات العربية في الغرب، كما وصلت أعماله إلى جمهور كبير، لا سيما أغنيته «حياتي كلها لله».

حضور وانتشار

وحتى عام 2013، كان رصيد يحيى حوى حافلاً بما يزيد على 150 أغنية وأنشودة، في 13 ألبوماً، وعزز حضوره وانتشاره من خلال تصوير عدد كبير من أعماله على طريقة الفيديو كليب، كما وضع بصمته على عدد من الأوبريتات، إلى جانب حضوره المجتمعي المتميز من خلال أعماله التوعوية التي ناقش فيها قضايا كثيرة، فيما حصد يحيى حوى في عام 2009 جائزة أوسكار مهرجان القاهرة الدولي عن كليب «يا ذا الجلال»، ليطلق عليه فيما بعد لقب «المتفائل»، بعد إطلاقه لألبومه «المتفائل»، وقد عرف عن حوى أنه متفائل بطبعه، لقناعته بأن مشكلات الحياة لا تنتهي، وهو ما دفعه للإصرار على رسم البسمة على شفاه الناس.

حفلات كثيرة أحياها يحيى حوى حول العالم في مختلف المناسبات الدينيّة والوطنية والإنسانية، حضرها جمور كبير، إذ زار ما يزيد على 20 دولة عربية وأجنبية، منها دول الخليج والشام وشمال أفريقيا وبريطانيا وكندا واستراليا وأسبانيا وتركيا وماليزيا وغيرها، وحققت مشاركاته في المهرجانات المختلفة نجاحات كبيرة، وأبرزها مهرجانات بريدة الإنشادي، وجدة الإنشادي، وجامعة أم القرى، وغيرها.

فن معاصر

ولم يقبل يحيى حوى أن يكون مجرد عدد في عالم الفن الهادف، إذ خرج من دائرة الغناء التقليدي إلى دائرة أوسع، حافظ فيها على الأهداف الراقية، وضخ فيها من إبداعه، فكان النتاج فناً معاصراً يناسب مختلف الأعمار والشرائح والثقافات. وفي رصيد يحيى حوى مجموعة من الألبومات، منها «جئناك» و«قلوب الناس» و«كن معي» و«متفائل» و«قلبي شدا» و«أنت بقلبي» و«كن جميلاً»، كما أثارت أناشيده المصورة إعجاب الجماهير، ومنها «رحلة العمر» و«قلبي شدا»، و«حياتي لله» و«كن جميلاً» و«حياتي كلها لله» و«يا ذا الجال» و«اشتقنالك»، و«ياسمين الشام» و«قل للمحب»، وغيرها.

رسائل وقيم

ويحمل يحيى حوى على عاتقه مسؤولية توصيل الرسائل الهادفة للمجتمع، والمناداة بالقيم الإيجابية، وتعزيزها في النفوس من خلال لونه الفني الذي يسعى من خلاله لإدخال السعادة والهدوء والسلام الداخلي للنفوس. ولإيمانه الكبير بقدرة الفن على خدمة قضية الشعوب، فقد اتخذ منه سلاحاً لتنمية الحماسة وبث الأمل في نفوس الناس، وهو ما يجعل أناشيده منتقاة بعناية، وقصصه مختارة بوعي، فالفنان يقوم بدوره تجاه وطنه من خلال موهبته وفنه، لا سيما أن الإنشاد يعتمد على الكلمة، والكلمة هي باب الحقيقة. طموحات يحيى حوى لا تتوقف عند حدود الجمهور العربي، بل يسعى جاهداً لتوصيل رسالته الفنية إلى الجمهور الغربي.

ألبومات

2002

بدأ فيه يحيى مسيرته الفنية مع الإنشاد، ليقدم عدداً كبيراً من الأناشيد التي عزف فيها على وتر الإنسانية.

20

دولة عربية وأجنبية زارها يحيى حوى وأحيا فيها حفلات إنشادية متميزة.

8

أناشيد يحتويها ألبوم «قلبي شدا»، الذي لاقى تفاعلاً جماهيرياً متميزاً، وحقق انتشاراً داخل وخارج الوطن العربي.