هي سيدة بسيطة للغاية، لا تفارق الابتسامة محياها، ولا تبدي تذمراً من أي سؤال... تفتح قلبها للجميع، وتحرص على أن تزيل الرهبة التي قد تساور محدثها، بأن تبالغ في الترحيب والاحتفاء بوجوده، إلى درجة أنها تحرص على أن تقدم له المشروبات بيديها، وعلى دعوته من حين لآخر إلى تناول الحلوى والرطب والقهوة العربية.

إلى مجلسها في مدينة العين، تفد الكثيرات من سيدات المجتمع، والشخصيات النسائية المرموقة، فتجلس إلى جوارهن وتتبادل وإياهن أطراف الحديث، في شؤون العمل النسائي وتمكين المرأة والمبادرات النسائية الخلاقة، وكثيراً ما يعرج الحديث على الشعر الجاهلي والعباسي الذي تحفظ منه الكثير، أو على الأمور الفقهية التي تستهوي فؤادها، أو على موضوع كيفية الحفاظ على العادات والتقاليد في ظل الغزو الثقافي والفكري الذي يغزو المجتمعات العربية.

وضعها الاجتماعي، كونها زوجة لرئيس دولة، لا يمثل بالنسبة لسموها ميزة خاصة، وإنما هو مسؤولية إضافية ملقاة على عاتقها، وهي تؤمن بأن عليها في كل الأحوال، أن تكون قدوة حسنة لبنات وطنها، وتردد في إيمان عميق: إن الله لا ينظر إلا إلى أعمالنا، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل لنا من أمورنا رشداً.

لا تحب الظهور الإعلامي، ولا تسعى إلى الأضواء، على الرغم من أن الأضواء تسعى إليها، وعلى الرغم من أن عدداً كبيراً من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، حاولت إجراء مقابلات معها، إلا أنها كانت تردها رداً جميلاً، وهو الأمر الذي واجهنا حينما طلبنا من سموها، إجراء حوار معها، غير أنه وبعدما شرحنا لسموها أن اللقاء يستهدف إلقاء الضوء على ذكرياتها مع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تحمست للأمر، فالراحل الكبير لم يكن حماها، وإنما هو والدها وصديقها ومثلها الأعلى.

هذا إذن... حوار من القلب، تدلي به سمو الشيخة شمسة بنت سهيل، للمرة الأولى، وتختص به "البيان"... حوار يتنقل ما بين العام والخاص، ويبدأ من سؤال بسيط، ألا وهو: من هي سمو الشيخة شمسة بنت سهيل؟

ورداً على هذا السؤال تقول سموها: شمسة بنت سهيل سيدة إماراتية نشأت في مدينة العين، وتفخر بأنها تعلمت التقاليد العربية والبدوية الأصيلة، في كنف والد صالح هو سهيل خميس بن مكتوم المزروعي... كان رحمه الله، رجل علم، وشيخاً لقبيلته، يؤم الناس في الصلاة، ويقف خطيباً فيهم على المنابر، فقيهاً في شؤون الدين، ورعاً تقياً، ويتولى مهمة تحفيظ القرآن الكريم لأبناء العين.

في طفولتي المبكرة، كنت ألازمه طوال الوقت، وأستيقظ معه لصلاة الفجر، وكان يغدق عليّ بالحب والحنان، ويصطحبني إلى المسجد ممسكاً بيدي الصغيرة، وكنت أجلس على فخذه حينما كان يستقبل الرجال في مجلسه، ولم يحدث أن نهرني أو منعني من حضور مجلسه.

في سن السادسة، بدأ يحفظني القرآن الكريم، فكنت أهرب من حلقات التحفيظ، وأتوجه إلى ساحة منزلنا الشعبي التقليدي، لألهو مع من هم في مثل عمري، ولما سأله الناس: كيف لا تجبر ابنتك على حفظ الكتاب؟، أجاب: لن أرغمها على شيء، فهي ذات إرادة حرة، وذات يوم ستأتي من تلقاء نفسها، لتحفظ القرآن.

 

كان حكيماً جداً، وكان يؤمن بأن القسوة والإجبار والعنف ليست الوسائل المناسبة لتربية النشء، وقد تحققت مقولته، إذ حلمت ذات يوم، بأني أقرأ آيات من القرآن الكريم، فتوجهت إليه وسألته: لماذا لم تجبرني يا أبي على حفظ القرآن؟

ثم قصصت عليه ما رأيته في نومي، فاحتضنني وابتسم في وجهي ثم قال: لنبدأ من الآن يا صغيرتي.

كنت آنذاك دون التاسعة، وقد حفظت قبل أن أتجاوز العاشرة بضعة أجزاء من كتاب الله، وتعلمت القراءة والكتابة، حتى شاءت الأقدار، أن أقترن بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأنا دون الثالثة عشرة من العمر، وفي هذه المرحلة بدأت رحلة أخرى، تعلمت فيها الكثير.. تعلمت في مدرسة المغفور له الشيخ زايد.

 

زايد احتضنني

كنتِ طفلةً آنذاك... فكيف كانت الحياة الجديدة؟

خرجت من كنف أب كريم حنون، ودخلت في كنف أب لا يقل عنه رحمة وحناناً.

حينما دخلت عش الزوجية، زارني المغفور له الشيخ زايد، وجلس كعادته على الأرض إلى جواري، وأخذ يحدثني عن الحياة الزوجية، ومسؤولياتها ويطالبني بأن أكون أخضع لزوجي، وأسهر على راحته، وقد أخذ يرحمه الله يحدثني عن أمهات المؤمنات ودورهن في مؤازرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولما انتهى من حديثه، ضمني إلى صدره ضمة دافئة، لن أنساها ما حييت.

كان يرحمه الله صادق المشاعر ومخلص النوايا رحيماً ونقياً وبسيطاً، وكان قلبه رحيباً يتسع للجميع، ولم يكن يغضب إلا للحق وفي الحق، وكان يحب أبناءه وبناته وأحفاده حباً جماً... باختصار كان رجلاً أحبه الله، فأحبه كل الخلق.

وإني أذكر أنني بعدما أنجبت ابني الأكبر، سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، أن المغفور له الشيخ زايد، رفض أن يتناول ابني الحليب الصناعي، فأرسل لنا ناقة من أبوظبي إلى العين، وطلب مني ألا أسقي حفيده إلا حليبها، فكان يشرب من حليبها ثلاث مرات في اليوم. لم تكن مسؤولياته كرئيس دولة، في مرحلة شهدت إنجازات ضخمة، وفي وقت البناء والتشييد، تنسيه أنه رب أسرة، وكان يحرص على متابعة كل صغيرة وكبيرة من شؤوننا الحياتية بنفسه.

وإلى جوار العطف والحنان الذي فاض به قلب الشيخ زايد عليّ، كانت سمو الشيخة حصة بنت محمد آل نهيان، والدة صاحب السمو رئيس الدولة، تغدق علي الرعاية والحنان، وكانت بمثابة الأم الثانية لي، إلى درجة أنها تعهدت سمو الشيخ سلطان بن خليفة بالرعاية، كوني لم أكن ناضجة بعد لتأدية مهامي كأم، نظراً لحداثة سني.

أما سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيس الاتحاد النسائي العام، رئيس مؤسسة التنمية الأسرية، فقد كانت تتابعني طوال الوقت، وتقدم لي النصائح والإرشادات حول تربية الأطفال وتنشئتهم وتغذيتهم.

لقد انتقلت من بيت أبي وأمي، إلى بيت جديد، وجدت جميع من فيه يطوقونني بالحب والرعاية والحنان، ومن ثم كبرت وسطهم وتعلمت منهم ولم أشعر بالغربة فيما أنا معهم.

شهادة

وماذا عن صاحب السمو رئيس الدولة؟

هو زوجي وأبو أبنائي ورفيق عمري وصديقي، فشهادتي في سموه مجروحة.

 

أياً ما تكون... نريد التعرف إليها؟

صاحب السمو رئيس الدولة، رجل بسيط إلى أقصى درجة، قلبه كقلب طفل صغير، لا يعرف الكراهية، وهو هادئ الطباع يحرص على الاستماع أكثر مما يحرص على الكلام، وهو أب حنون وجد رائع، كان يداعب أبناءه مثلما يفعل أي أب، والآن تبلغ سعادته عنان السماء حينما يجلس مع أحفاده، ويضع لهم الطعام في أفواههم بيديه.

ورث عن أبيه الشيخ زايد، الكثير من الصفات الحميدة، ومن أبرزها: حب العطاء والاهتمام بمتابعة هموم الناس بنفسه، ومن ثم حل مشكلاتهم، وكذلك الحرص على صلة الأرحام، وهو بمثابة الأب لإخوانه جميعاً... هذه باختصار أبرز وأهم السمات الشخصية لصاحب السمو رئيس الدولة.

رزقك الله تعالى بالبنين والبنات، فما هي أبرز القيم الأخلاقية التي حرصت على غرسها في نفوسهم، وفي نفوس الأحفاد فيما بعد؟

التواضع أهم قيمة أخلاقية حرصت على أن يتحلى بها أبنائي وأحفادي.

كنت أردد على مسامعهم منذ بدايات تشكل الوعي: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر... ومن تواضع لله رفعه... وأيضاً الآية الكريمة: (ولا تمش في الأرض مرحاً).

كنت أعي كل الوعي، أن أبنائي ليسوا عاديين بحكم أنهم أبناء ولي عهد، وأن الناس يبالغون في الاهتمام بهم أينما ذهبوا، وكنت أعرف أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تسرب الكبرياء إلى نفوسهم الغضة الصغيرة، وهو أمر لم أكن لأرتضيه، ولم يكن صاحب السمو الشيخ خليفة ليقبل به، وإني أحمد الله عز وجل، أنني تمكنت من غرس قيمة التواضع في نفوسهم.

وماذا بعد؟

الصدق وحب العطاء والإيمان بضرورة الأخذ بالأسباب لنيل المآرب وتحقيق الأهداف، وكذلك الاهتمام بالعلم وتقدير العلماء، واحترام الكبير والصدق وعمل الخير ابتغاء مرضاة الله لا على سبيل التباهي، وكذلك الحرص على تأدية الفرائض والعبادات.

إصرار وكفاح

من المعروف أن سموك أكملت دراستك بعد الزواج، فهلا حدثتينا عن هذه التجربة؟

حينما بلغت الخامسة عشرة، التحقت بجمعية نهضة المرأة الظبيانية في العين، وحصلت على الشهادات الدراسية الابتدائية والإعدادية والثانوية منها، ثم التحقت بكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال بجامعة الإمارات، وتخرجت منها سنة 1980 وكنت ضمن الدفعة الأولى من الخريجات.

 

وإحقاقاً للحق... أجد أن لزاماً علي أن أرجع بالفضل في هذا الأمر، إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، فالجمعية كانت من بنات أفكار سموها، وتعليم المرأة كان من أهم القيم التي حرصت على ترسيخها، وإني أذكر أن سموها كانت في غاية السعادة يوم تخرجي من الجامعة، وأثناء تكريم الخريجات الذي مازال عرساً سنوياً تحرص عليه الجامعة.

ألم يكن صعباً التوفيق بين مهام تربية الأبناء وبين الدراسة؟

كل شيء ممكن بتنظيم الوقت واستثماره على النحو الأنسب والأمثل.

أنا أغادر فراشي مع صلاة الفجر، وهي عادة تلازمني منذ طفولتي، وكنت أثناء الدراسة، أشرف بنفسي على استعدادات أبنائي للذهاب إلى مدارسهم، ثم أتوجه إلى جمعية نهضة المرأة، للدراسة الصباحية وأعود معهم.

وحينما كانوا يستذكرون دروسهم، كنت أقوم بنفس الأمر، وهكذا لم ينعكس اهتمامي بالدراسة سلباً على أسرتي، علماً بأني لا أعتمد على الخادمات وأحرص على تأدية شؤون منزلي بنفسي، وقد يكون غريباً أن أقول: إن الخدم لم يدخلوا منزلي إلا بعد أن أنجبت الطفل الثالث.

إن الخادمة لا يمكن أن تحل محل الأم، ومما يؤسف حالياً أن كثيراً من الأمهات يعتمدن على من يسمين أنفسهن بالمربيات في تربية الأبناء... كيف يمكن لأم أن تتخلى عن أسمى وأشرف وأعظم وظيفة في الكون وتتركها طواعية لمن لا تعرف عاداتنا وتقاليدنا؟

هل الخادمة أو المربية، مهما كانت أمينة، وأياً ما كانت درجة ثقافتها، أحرص على فلذات الأكباد من الأم؟

وهل الأمومة تتلخص في الإنجاب وكفى؟

أفهم أن تعتمد المرأة خاصةً إذا كانت عاملة، على الخادمة في الغسيل والتنظيف، وما إلى ذلك من أمور، ولكني لا أقبل أن تتخلى عن وظيفة تربية أبنائها لغيرها تحت أية مبررات.

هذه آفة اجتماعية طرأت على مجتمعنا، وعلى وسائل الإعلام محاربتها بكل قوة، لأن بناء النشء أخلاقياً، هو بناء للمستقبل، وللغد الذي نطمح لأن يتحقق على أرض هذا الوطن المعطاء.

ملامح شخصية

من كلام سموك، أستطيع أن أستشف أنك شخصية تميل إلى الدقة والصرامة... فهل هذا صحيح؟

أميل إلى الانضباط، وأؤمن بضرورة تقسيم الوقت بشكل دقيق، وأذكر أنني أثناء دراستي في الجامعة، كنت أذهب إلى دوامي قبل موعده بساعات، وكثيراً ما كنت أتناول إفطاري مع الموظفات في الجامعة، وأحب المحافظة على المواعيد إلى حد كبير.

ألا تراود سموك الرغبة في التقدم إلى الدراسات العليا؟

الرغبة كانت في أعماقي فور التخرج، غير أنني لم أتمكن من تلبيتها لأن جامعة الإمارات لم تكن تضم تخصص الدراسات العليا في مجال إدارة الأعمال، ولكن الآن وبعدما طرحت الجامعة هذا التخصص، عاد الحلم القديم يراودني، وسأنتسب بإذن الله للجامعة مجدداً، فطلب العلم يجب أن يكون من المهد إلى اللحد، وأنا أومن بالحكمة التي تقول: كلما ازددت علماً كلما اكتشفت حجم جهلي.. وبأنه فوق كل ذي علم عليم.

ظواهر مزعجة

ما من شك في أن سموك تراقبين وتطلعين على المتغيرات التي طرأت على المجتمع، فما أبرز ما يزعجك من ظواهر اجتماعية؟

في السنوات العشرين الأخيرة، طرأت على مجتمعنا الكثير من المتغيرات المزعجة.

ففي حين أن ابنة الإمارات، قطعت مسافات شاسعة على درب النجاح، وتقلدت أرفع الوظائف، إلا أنه في المقابل ثمة شروخ عميقة وتصدعات رهيبة طرأت على الأسرة الإماراتية، التي تعد نواة الوطن الأساسية.

فنسبة الطلاق في ارتفاع رهيب، وهناك في هذا الصدد إحصائيات تحمل مؤشرات خطيرة، ومازالت ظاهرة زواج الشباب المواطن من الأجنبيات من الظواهر المقلقة، ولا يخفى على أحد أن الجيل الجديد من الشباب، قد أصبح أقل تمسكاً بالعادات والتقاليد، وهناك فئة مفتونة بالثقافة الغربية، وآخرون يعيشون صراعاً داخلياً بين ما هو كائن بالفعل وما ينبغي أن يكون.

هذه تحديات خطيرة، ومؤشرات تدق نواقيس خطر، فنحن لن نتقدم بأن نسحب جذورنا من قيمنا الإسلامية والعربية الأصيلة، وإنما سنتقدم فقط بأن نأخذ بروح العصر، مع ضرورة التشبث بماضينا الأصيل.

ولعل استئصال هذه الآفات الاجتماعية لن يتحقق، إلا بأن تعود الأم إلى سابق عهدها، وبأن تصبح تربية الناشئة وغرس القيم الحميدة في نفوسهم هي وظيفتها الأولى والأخيرة.

هل سموك إذن... ضد عمل المرأة؟

إطلاقاً.. أنا مع عمل المرأة، وكلي ثقة وإيمان بأنها شريك أصيل في بناء الوطن، شأنها شأن الرجل، وبأن النهضة المنشودة لن تتحقق من غير سواعد كل أبناء الوطن، بغض النظر عن تصنيفهم حسب الجنس.

غير أنني مؤمنة بأنه في حال كان عمل المرأة ينعكس سلباً على بيتها وأطفالها، فالأحرى بها والأجدر أن تعود إلى البيت، وهي بذلك تسدي للوطن خدمة أعظم مما يمكن أن تسديها له في موقع العمل.

الشيخة لطيفة بنت خليفة: جدي أول من ألبسني الشيلة

أثناء الحديث عن مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، اغرورقت عينا سمو الشيخة لطيفة بنت خليفة بن زايد آل نهيان، كريمة صاحب السمو رئيس الدولة بالدموع، والتقطت طرف الحديث لسرد بعض ذكرياتها مع جدها الراحل الكبير.

قالت: كان يرحمه الله، يحب أحفاده حباً جماً، وهو أول من ألبسني «الشيلة الإماراتية» حينما كنت طفلة، وكان يقول لأمي دائماً: «حينما تأتين لزيارتي مع حفيداتي، ألبسيهن الشيلة وضعي في عيونهن الكحل العربي، ولا تعقصي شعورهن وإنما اتركيه مسدلاً على ظهورهن».

وأضافت: كان الحاضر الغائب يهتم بمتابعة تعليم أحفاده وحفيداته بنفسه، وكان يردد بأن تعليم المرأة أمر مهم، لأنها في حال تسلحت بالعلم ستصبح أماً قادرة على غرس قيم العلم في نفوس الناشئة وهذه أهم وأسمى وظيفة تؤديها للوطن.

وسمو الشيخة لطيفة حاصلة على الماجستير في الأدب الانجليزي، وتهوى التصوير الفوتوغرافي وهي التي أمدت هذه الصفحة بما فيها من صور.

 جائزة النساء المبدعات لشحذ الهمم وإطلاق طاقات المواطنات

قالت سمو الشيخة شمسة بنت سهيل: إن جائزة النساء المبدعات التي تحمل اسم سموها، تأتي ضمن المساعي لشحذ الهمم، وإطلاق الطاقات الإبداعية للمرأة الإماراتية، عبر التنافس للحصول على الجائزة.

وأضافت: إن الجائزة تستهدف تكريم المبدعات في مجالات العمل التربوي والخدمة العامة والاقتصاد والأعمال الحرة والآداب والإعلام والفنون وكذلك المبدعات ممن ينتمين إلى فئة ذوي الحاجات الخاصة، مؤكدةً أن الجائزة تنسجم مع المنهج الذي اختطته دولة الإمارات والذي يتمثل في تقدير العنصر البشري المبدع، والاحتفاء بكل الكوادر التي تساهم في بناء نهضة الوطن.

وأشارت سموها إلى أن تكريم الفائزات بالجائزة سيتم خلال شهر نوفمبر المقبل بالتزامن مع احتفالات الدولة بالعيد الوطني، موضحةً أن القيمة المادية للجائزة ليست أهم من القيمة المعنوية.

وأكدت سموها أن تكرم صاحب السمو رئيس الدولة برعاية الجائزة يرسل رسالة واضحة مفادها أن رئيس الدولة شخصياً يؤمن بدور المرأة المهم والمحوري في دعم عملية التنمية على أرض الوطن، وبأن الإمارات تهتم كل الاهتمام بإطلاق القدرات والطاقات الإبداعية لأبنائها من الجنسين، ليس من منطلق مصطلحات المساواة التي تشيع في الغرب، وإنما انطلاقاً من فكرة الشراكة والحرص على أن يؤدي الجميع دورهم في عملية التحديث، في ظل مناخ يحترم كل ذي عطاء وإبداع، بغض النظر عن جنسه.

وقالت سموها: إن الأمانة العامة للجائزة تلقت عدداً كبيراً من الطلبات من قبل مبدعات لهن إسهاماتهن المتميزة ويتم حالياً تصفية هذه الطلبات تمهيداً لعرضها على لجنة ستتولى اختيار الفائزات وفق أعلى معايير الشفافية والنزاهة.

بساطة منزل رئيس الدولة

هذه العبارة هي أصدق عبارة يمكن من خلالها وصف بيت صاحب السمو رئيس الدولة في مدينة العين.المجلس كالمجالس في بيوت معظم المواطنين، رحيب وواسع، وفي صدارته توجد صورة كبيرة للراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالإضافة إلى صورة لصاحب السمو رئيس الدولة والأبناء والأحفاد.

وعلى الجدران أيضاً، توجد صور لبعض الآيات القرآنية، ولا توجد تحف استثنائية أو تماثيل وما شابه ذلك مما يشي بالبهرجة. إنه منزل أسرة إماراتية بسيطة متراحمة متآلفة، يهيمن الدفء والود على أفرادها... منزل يشبه منازلنا، لرئيس منا وعلينا !

الزراعة هوايتي الأولى

تحرص سمو الشيخة شمسة بنت سهيل على النوم مبكراً، في الأيام العادية، لأنها تستيقظ مع خيوط الفجر الأولى لتؤدي صلاة الفجر، كما تعودت منذ طفولتها المبكرة، غير أن هذا البرنامج يختلف نسبياً في رمضان، حيث تخلد سموها إلى النوم، ثم تستيقظ لتناول السحور، ومن ثم تقرأ القرآن الكريم حتى تؤدي صلاة الفجر، ثم تنام بضع ساعات.

تقول سموها: أرفض أن يكون الشهر الفضيل شهر كسل وخمول، لذلك أحرص فيه كشأني في مختلف أيام السنة، على الذهاب إلى المزرعة لتفقد النباتات، فأنا أجد متعة كبرى في أن أغرس الفسائل بيدي، وكم تكون فرحتي حينما أرى غرس يدي يورق وينمو أمام عيني.

وتضيف: إن الزراعة تعلم الصبر والهدوء، ومشاهدة اللون الأخضر ينتشر من حولي، تشيع في نفسي الهدوء والسكينة والراحة، وحينما أكون في المزرعة وأشاهد التنوع الكبير في النباتات والمزروعات أمامي، أسبح الخالق عز وجل الذي منحنا هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى.

المرأة الإماراتية حققت إنجازات كبيرة في زمن قياسي

أعربت سمو الشيخة شمسة بنت سهيل عن اعتزاز سموها بالنجاحات الكبيرة التي حققتها ابنة الإمارات في شتى المجالات.

وقالت: إنني أتابع بفخر ما وصلت إليه المواطنات من مناصب مرموقة، وما تمكن من أن يحظين به من درجات علمية رفيعة، وأحسب أن وقوف سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيس الاتحاد النسائي العام، رئيس مؤسسة التنمية الأسرية وراء المرأة الإماراتية، قد كان بمثابة قوة الدفع الكبيرة التي ساهمت في أن تتخطى الإماراتيات في زمن قياسي ما تخطينه من مراحل طويلة.

وأضافت: أنا شخصياً تعلمت وحصلت على الشهادات الابتدائية والإعدادية والثانوية في جمعية نهضة المرأة الظبيانية، وهناك العديد من النساء المتميزات اللاتي تقلدن أعلى وأسمى المناصب وقد بدأن رحلتهن نحو نور التعليم من فصول محو الأمية، وهذه الفصول كانت غرساً طيباً تعهدته أنامل سمو الشيخة فاطمة بالرعاية والاهتمام.

 

من أقوال الشيخه شمسه بنت سهيل:

الراحل الكبير زارني بعد زواجي وأوصاني بالاقتداء بأخلاق أمهات المؤمنين

التواضع أهم قيمة أخلاقية أحرص على غرسها في نفوس أحفادي

أحب الانضباط وأحافظ على المواعيد وأكره الفوضى في كل شيء

رئيس الدولة أب حنون وإنسان طيب يحب إخوانه ويحرص على صلة الرحم

والدي كان إمام مسجد وكنت أذهب معه يومياً لصلاة الفجر

تربية الأبناء أهم أدوار المرأة والاعتماد على الخدم خطر كبير على النشء