أكد سلطان الحجي، نائب رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي للشؤون العامة، أن المنجز الإماراتي في تحقيق متطلبات التنمية المستدامة داخل الدولة ودعم القيادة الكبير وتعزيزها في إطار المشاريع القائمة يعكس أهمية دور الإمارات في الوصول إلى أفضل المخرجات على هذا الصعيد، مشيراً إلى المكانة المهمة التي باتت تحتلها الإمارات في مشاركتها دول العالم لمجابهة التغيرات المناخية والإضافة النوعية التي تمثلها في مشاركة هذه الجهود.
ذكاء اصطناعي
وقال سلطان الحجي لـ«البيان»، إنه بفضل الوعي الكبير لدى القيادة الحكيمة في الدولة تم إطلاق مبادرات عدة واتخاذ إجراءات مهمة كخفض الانبعاثات الكربونية بالتحول الواسع نحو الطاقة المتجددة والنظيفة. مشدداً على الدور الريادي للذكاء الاصطناعي في تسريع عجلة الابتكار ودعم المجتمع على مواجهة تداعيات التغير المناخي.
وتحدث الحجي على هامش مشاركتهم في COP28 قائلاً: «نشارك في هذا الحدث بمجموعة من الأبحاث تناقش قضايا مهمة كالبيئة والصحة والتعليم ونطرح بعض الأبحاث العلمية التي أجراها علماؤنا وأعضاء من الهيئة التدريسية في الجامعة ومنها ما تم إنجازه بالتعاون مع المؤسسات المحلية مثل بلدية أبوظبي ودائرة النقل. وأشار الحجي إلى استثمارهم لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الأبحاث وتطبيقها على أرض الواقع، لافتاً إلى بحث للبروفيسور فخري كراي، الأستاذ في قسم تعلم الآلة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهو عبارة عن منازل ذكية لرعاية كبار السن في العالم.
ولفت إلى أن كراي وفريق عمله أحرزوا تقدماً ملحوظاً وطوروا نماذج أولية للأجهزة التي ستوفر الوظائف الأساسية للنظام، بالتزامن مع سعيهم للتعاون مع إحدى عيادات الرعاية الصحية لإجراء دراسة من أجل تحديد مدى فعالية هذا النظام.
وأضاف:»في غضون بضع سنوات، يأمل كراي عقد شراكة مع شركات الأجهزة وتسويق النظام تجارياً في مجموعة من المستشفيات أو العيادات أو حتى في الجيل التالي من المنازل الذكية المخصصة لكبار السن».
وأوضح أنه يمكن استخدام تقنية مراقبة المرضى عن بعد في عيادات الرعاية الصحية أو حتى في المنزل. فعند اعتماد العيادات لهذه التقنية، قد تتدنى تكاليف الرعاية الصحية من خلال مساعدة الأطباء والممرضين على استخدام وقتهم بكفاءة أكبر.
أنظمة متقدمة
وفي هذا الإطار، قال فخري كراي: «إن فكرة هذه التطبيقات هي مساعدة الأشخاص الذين قد يحتاجون إلى الاهتمام من وقتٍ إلى آخر، أو تقديم المساعدة للمرضى الذين لا يحتاجون إلى الخضوع لإشراف الطبيب أو الممرض بشكلٍ متواصل».
وأوضح كراي: «تحلل الأنظمة المتقدمة التي طورناها الشخص وقوامه، أي تبين ما إذا كان واقفاً أو جالساً أو منخرطاً في أنواع معينة من الأنشطة، أو ربما سقط أرضاً. وإضافة إلى الحركة، تقوم خوارزمية أخرى بفحص وجه المريض وتفسيره تعابيره لفهم مشاعره، أي تبيان ما إذا كان يعاني من الألم أو الاكتئاب».
وبحسب كراي: «تتيح هذه الطريقة إدراك السلوك العام للشخص، وهو ما يُعرف بالتعرف إلى السلوك، فضلاً عن فهم حالته العاطفية».
وبهدف زيادة سرعة الاستجابة والأمن، يستخدم الفريق مفهوماً يدعى الحوسبة الطرفية. فبدلاً من إعادة إرسال جميع البيانات التي يتم جمعها في العيادة أو المستشفى إلى خادم بعيد، تقوم الأجهزة الطرفية، وهي في الأساس أجهزة حاسوب مركبة في نفس المكان الذي تجمع فيه البيانات، بالجزء الأكبر من عملية معالجة البيانات.
«جيس للمناخ»
وأطلقت الجامعة «جيس للمناخ»، وهو أول نموذج لغوي كبير ثنائي اللغة في العالم مخصص للمناخ والاستدامة، ويهدف إلى تقديم المعلومات وتعزيز الإلهام وزيادة الوعي حول تغير المناخ والاستدامة.
وقد تم إعداد «جيس للمناخ» بهدف إثراء النقاشات على المستويين المحلي والدولي، إذ تم تزويده بمعلومات متعلقة بالمناخ يبلغ عددها 1.4 مليون بالعربية والإنجليزية، وذلك لتوفير أجوبة مفصلة حول السياسات البيئية لدولة الإمارات، كما تم تدريب النموذج على منصة «كليمالنستراكت»، وهي أكبر مجموعة بيانات ثنائية اللغة قائمة على التعليمات حول موضوعات المناخ والاستدامة.
ولا بد من الإشارة إلى أنه تم تصميم «جيس للمناخ» ليكون متاحاً لجمهور متنوع، إذ يقدم خدماته لصناع القرار في الحكومات وقادة الأعمال والطلاب والعائلات، ما يضع البيانات المناخية بمتناول أكثر من 274 مليون شخص ناطق بالعربية و1.4 مليار شخص ناطق باللغة الإنجليزية حول العالم.