أكد محمد أمين، النائب الأول للرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وروسيا وإفريقيا وتركيا في «دِل تكنولوجيز» أن هناك اتفاقاً على أن عام 2020 كان عام التحديات، وهو العام الذي جلب معه مجموعة من أكبر التغييرات التي شهدناها في طريقة عيشنا وعملنا. وفي عام كهذا، يمكن القول إن التكنولوجيا تمكنت من تغيير أساسيات التجارة والرعاية الصحية والتعليم والخدمات المالية في مختلف أنحاء العالم. كما يمكننا القول إنها ترسم ملامح «الوضع الاعتيادي الجديد» في 2021.

وأضاف: لطالما اعتقدت أن التغيير الجذري هي عملية تتم مع مرور الوقت؛ وببطء، لكنها في بعض الأحيان تكون شاملة، وقد أثبتت جائحة كوفيد 19 صحة هذه النظرية. وأظهر أنه من الضروري للمؤسسات الاستثمار وفق نهج شامل واستراتيجي بهدف الاستجابة لوتيرة التغيير. ويستدعي هذا الاستثمار تقارباً بين التقنيات، من أجل التواصل والتعاون وابتكار خدمات جديدة ستساعد في نهاية المطاف على الصمود في وجه التغيرات الكبرى. ومع دخولنا عام 2021، فإن محادثاتي مع عملائنا وشركائنا في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وروسيا وإفريقيا وتركيا تتمحور حول مسألة واحدة مشتركة وهي: كيفية التحول على المدى الطويل.

وشدد على أن عام 2020 اتسم بتسارع الخطى نحو التحول الرقمي، لذا فإن السؤال الذي يجب أن نطرحه هو: ما هي أهم الفرص والتحولات الكبرى التي ستهيمن على مشهد الأعمال؟ والأهم من ذلك، هل يمكن للمؤسسات النهوض للاستفادة من آليات السوق؟



التقنيات السحابية

وأشار محمد أمين إلى أن استطلاعاً حديثاً أجرته المؤسسة الدولية للبيانات (آي دي سي) أظهر أن ما لا يقل عن ثلث مديري تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا يخططون لزيادة إنفاقهم على التقنيات السحابية. وسيستمر نمو الاستثمارات في النماذج التشغيلية للتقنيات السحابية التي تغطي البيئات العامة والخاصة والطرفية، ما يتيح التوسع السريع وإدارة تقنية المعلومات في كل مكان، مع توفير قدرات الأمن والرصد التي تحتاجها المؤسسات لحماية بياناتها.



حوسبة طرفية

وقال إنه سيكون هناك تركيز على فرص الحوسبة الطرفية، فقد أدت الزيادة في اعتماد العمل والتعلم عن بُعد بالتزامن مع التطبيقات الذكية التي تعمل بالبيانات إلى ضرورة إدارة أعباء عمل البيانات وتحليلها في الوقت الفعلي عبر الحوسبة الطرفية. وتتطلع المؤسسات في جميع القطاعات الآن إلى اعتماد أحدث التقنيات لتحسين أدائها وتجارب العملاء. وستصل قيمة سوق الحوسبة الطرفية في جميع أنحاء العالم، وفقاً للمؤسسة الدولية للبيانات، إلى 250.6 مليار دولار أمريكي في عام 2024 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 12.5 % خلال الفترة 2019 ـ 2024. وهذا يعني أننا سنشهد ضخ المزيد من الاستثمارات بصورة أبسط وأسرع لنشر البنية التحتية للتكنولوجيا الموزعة، وبالتحديد في قطاعي التعليم والرعاية الصحية.



شبكات الجيل الخامس



ولفت أمين إلى أنه ربما يكون جائحة كوفيد 19 قد أدت إلى إبطاء انتشار شبكات الجيل الخامس 5G في الأسواق غير الخليجية، إلا أن رواد شبكة الجيل الخامس في دول مجلس التعاون الخليجي واصلوا الاستثمار في التكنولوجيا، ويتوقع اتحاد «جي إس إم إيه» أن تستعيد أنشطة الجيل الخامس في الدول غير الخليجية وتيرتها اعتباراً من العام 2021. وتعتبر الإدارة الفعالة للطيف المفتاح لتعظيم هذه الفرصة، وسوف تستثمر الشركات المشغلة لشبكات الهاتف المحمول في تقنية المعلومات الحديثة التي تعمل على تحويل بنية الشبكة الخاصة بها إلى النطاق السحابي، مما سيقربنا أكثر من الاتصال واسع النطاق والمعالجة المتطورة التي أصبحت ممكنة بفضل تقنية الجيل الخامس.



أجهزة ذكية

وأكد أن أجهزة الكمبيوتر الذكية تجعل العمل والألعاب أكثر سلاسة وذكاءً ومتعة، مشيراً إلى أن دراسة أجرتها شركة «فورستر للاستشارات» بتكليف من شركة «دِل» رجحت أن يصبح العمل عن بُعد هو القاعدة، حيث عمد 67 % من صانعي القرار إلى تمديد ترتيبات العمل عن بُعد لبعض الموظفين لفترة ما بعد الجائحة، في حين طبق 57 % منهم سياسات تتصف بمرونة أكبر للعمل من المنزل. ومع تكيف الناس مع نماذج العمل الهجينة عن بعد، فإن التقنيات ستستمر في التطور أيضاً. وسنشهد مزيجاً من دمج الذكاء الاصطناعي والتقنيات السحابية والاتصال المتطور لتحسين تجارب المستخدم مع الأجهزة. وسيجعل الذكاء الاصطناعي أجهزة الكمبيوتر أكثر سلاسة وتخصصاً وخالية من المشاكل. كما وستساعد البرمجيات الذكية الأجهزة على فهم الأوقات التي لا يريد المستخدم أن يظهر فيها في مؤتمرات الفيديو، في حين ستستمر التطبيقات والخدمات الجديدة في جعل التعاون أكثر سهولة وحيوية، وستبدأ الأنظمة التي نستخدمها أيضاً في رؤية ترقيات عملية.



الذكاء الصناعي

وتوقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى تحرير الطاقات البشرية الكامنة، حيث ستتيح التكنولوجيا إحساساً أكبر بالاتصال في وقت نعمل ونتعلم فيه بشكل أكبر بعيداً عن منازلنا. وسيعيد الذكاء الاصطناعي والأتمتة تصور تقسيم العمل بين البشر والآلات. وقد يعمل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وواجهات التطبيقات الجديدة الأخرى بالفعل على تغيير نمط عمل المؤسسات والحكومات، ومن المتوقع أن يتراوح النمو السنوي لمساهمة الذكاء الاصطناعي بين 20 ـ 34 % سنوياً في جميع أنحاء المنطقة وفقاً لشركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، مع تسجيل أسرع نمو في الإمارات تليها السعودية. ومن المتوقع أيضاً أن يساهم الذكاء الاصطناعي بأكثر من 135.2 مليار دولار في اقتصاد السعودية بحلول 2030. وسنعهد بالمزيد من مهام التفكير إلى الذكاء الاصطناعي بدلاً من المهام الآلية فقط، ما يؤدي إلى رؤى أسرع وأعمق وأكثر وضوحاً تمكننا من تحويل تركيزنا نحو إنجازات أعظم في مجال الابتكار والعمل الهادف والاتصالات البشرية.



عام 2021

وختم النائب الأول للرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وروسيا وإفريقيا وتركيا في «دِل تكنولوجيز» بالقول إن عام 2020 أحدث تغييرات مهمة وغير متوقعة، فيما يبدأ عام 2021 بتشكيل مجتمع أكثر ثقة وتعاطفاً وصبراً ومرونة. وأنا متفائل ومتحمس لما يحمله العام الجديد، خصوصاً عندما نلاحظ أن التكنولوجيا تلعب دوراً أساسياً في تعزيز الاقتصاد الإقليمي. وشدد على أن الرقمنة ستعمل على تسريع عملية التحول في القطاعات الرئيسية والمساعدة في تعزيز التعافي خلال العام الجاري، فضلاً عن السماح للابتكار بأن يكون محورياً في جدول أعمال النمو الإقليمي. وباختصار، هذا هو العام الذي سنرى فيه تأثيراً أقوى للتكنولوجيا على العالم. وهذا التغيير في المجتمع هو أكثر ما يمنحنا شعوراً بالأمل والتفاؤل لما سيحمله العام 2021 من تطورات إيجابية.