أعلن معهد الابتكار التكنولوجي، مركز الأبحاث العلمية الرائد عالمياً وذراع الأبحاث التطبيقية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة في أبوظبي، أن مركز بحوث علم التشفير التابع له أطلق أول مكتبة برمجية مفتوحة المصدر في العالم باسم CryptographicEstimators، والمتخصصة في تقدير مستوى أمن نماذج التشفير ما بعد الكمي، بما في ذلك أساليب التبادل الرئيسية وتشفير المفاتيح العامة والتوقيعات الإلكترونية. 

ويذكر أن تقديرات التشفير تتم في وقتنا الحاضر بطريقة مخصصة بحيث تنتج نصوص تقدير غير موحدة تقدم نتائج متفاوتة للمشكلات نفسها، ما يشكل عقبة أمام إمكانية التوصل إلى توافق بالآراء حول مدى صعوبة مشكلات التشفير. 

وتمثل هذه الخطوة المساهمة الأخيرة لمعهد الابتكار التكنولوجي في مجال أبحاث التشفير، إذ تلبي مكتبة CrytpographicEstimators الحاجة إلى وجود نقطة وصول موثوقة للتقديرات الأمنية، وذلك من خلال دمج التقديرات الحالية وتوفير الأساس لتلك المصممة حديثاً. وتساعد هذه الطريقة مصممي مخططات المفاتيح العامة في اختيار المعايير الآمنة كما تدعم محللي التشفير في تقييم نتائجهم وفقاً للمعايير المتبعة.

وعلى عكس المشاريع المماثلة التي تقيم فئات فردية فقط من تقديرات مستوى الصعوبة، مثل التقديرات القائمة على الشبكات، تهدف مكتبة CryptographicEstimators تغطية جميع الأسس الآمنة ما بعد الكمية، والتي تشمل حالياً المشكلات متعددة المتغيرات والمشكلات القائمة على الرموز وغيرها. كما يمكن توسيع نطاق استخدام المكتبة بسهولة من قبل الباحثين لتغطية أنواع أخرى من تقديرات التشفير. 

وتعليقاً على هذا الإنجاز، قالت د. نجوى الأعرج، كبير الباحثين في مركز بحوث علم التشفير: «يمثل إطلاق مكتبة CryptographicEstimators خطوة مهمة جداً حالياً في الوقت الذي نشهد فيه الجهود الكبيرة للمعهد الوطني الأمريكي للمعايير والتكنولوجيا من أجل توحيد أطر التشفير ما بعد الكمي. وتمثل المكتبة الجديدة أداة فريدة للتشفير ساهمت في تسليط الضوء على معهد الابتكار التكنولوجي بصفته لاعباً رئيسياً في مجال التشفير ما بعد الكمي، فضلاً عن دورها في ترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تطوير منظومة التشفير ما بعد الكمي».

وتعد مكتبة CryptographicEstimators برنامجاً مكملاً للمبادرات الأخرى التي أطلقها معهد الابتكار التكنولوجي في مجال التشفير مثل تحديات TII-McEliece وبرنامج التوقيعات الرقمية الجديد المقدم إلى المعهد الوطني الأمريكي للمعايير والتكنولوجيا، فضلاً عن إنشاء أول مكتبة للتشفير ما بعد الكمي في دولة الإمارات والبحوث المستمرة في هذا المجال.