حقق فريق بحثي من جامعة سيول الوطنية إنجازاً علمياً كبيراً في مجال الحوسبة، حيث ابتكر رقائق إلكترونية جديدة قادرة على إجراء عمليات حسابية معقدة تشبه تلك التي يقوم بها الدماغ البشري، ولكن بكفاءة طاقة غير مسبوقة.

وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة «نيتشر نانوتكنولوجي»، تستهلك الأجهزة الإلكترونية الحالية المستخدمة في تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من الطاقة.

إلا أن الرقائق الجديدة التي طورها الباحثون الكوريون تعمل على حل هذه المشكلة من خلال تقليد آلية عمل الدماغ البشري، التي تتسم بكفاءة عالية في استهلاك الطاقة.

وتعتمد الرقائق الجديدة على مادة خاصة تُعرف باسم «هاليد بيروفسكايت»، وهي مادة تتميز بقدرتها الفائقة على نقل الأيونات بشكل موحد، مما يتيح تحكمًا دقيقًا ومتناظرًا في أوزان الوصلات المشبكية، كما يحدث في المشابك العصبية.

هذا التطوير أسهم في تحقيق توازن واستقرار غير مسبوقين في التحكم بالأوزان، الأمر الذي يؤدي إلى حسابات أكثر دقة وأقل استهلاكًا للطاقة.

وتمكّن الباحثون من اختبار الرقائق الجديدة على مجموعة من قواعد البيانات الكبيرة مثل ImageNET، حيث أظهرت النتائج دقة عالية مع هامش خطأ لا يتجاوز 0.08%.

وتشير الدراسة إلى أن هذه التقنية الحديثة ستحدث نقلة نوعية في تقليل استهلاك الطاقة في التطبيقات المتقدمة، مثل القيادة الذاتية والتشخيص الطبي.

وأضاف الأستاذ هو وون جانغ، الذي قاد هذا البحث، أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة أساسية نحو معالجة التحديات التي تواجه أشباه الموصلات الذكية للأجيال القادمة، مشددًا على أهمية توزيع الأيونات بانتظام على سطح المادة لتحقيق أداء مستقر وفعال.

ويأمل الباحثون في أن تساهم هذه الرقائق المتطورة في تمهيد الطريق لجيل جديد من أجهزة الذكاء الاصطناعي التي تجمع بين الكفاءة العالية والدقة المتناهية، مما يفتح آفاقًا واسعة لتطبيقات تكنولوجية متقدمة ومتنوعة.