أكدت عالمة نفس روسية، وهي داريا ياوشيفا، أن ألوان الإضاءة تؤثر في الحالة المزاجية للبشر وفي الصحة النفسية لكل منهم. وحسب تقرير بصحيفة «إزفيستيا»، نقله موقع «روسيا اليوم»، قالت داريا: «تقلل الإضاءة الصفراء مستوى الإجهاد، والزرقاء تنشط الدماغ». وأوضحت ياوشيفا أن الإضاءة تؤثر بشكل مباشر على العمليات الفسيولوجية والنفسية؛ فالإضاءة الزائدة عن الحد قد تتسبب في صداع وتوتر في العينين، مما يؤدي إلى زيادة القلق ومستوى التوتر. وفي المقابل، يؤدي الضوء الضعيف إلى الشعور بالخمول والنعاس، وقد يضعف القدرة على التركيز ويؤثر سلباً على المزاج.
وأشارت ياوشيفا إلى أن الضوء الدافئ، كالأصفر، يبعث شعوراً بالراحة والاسترخاء، في حين تعمل الأضواء الباردة، مثل الأبيض والأزرق، على تحفيز نشاط الدماغ، وزيادة التركيز والنشاط. وأكدت أن اللون الأزرق تحديداً قد يكون له تأثير مضاد للاكتئاب، ولهذا يُستخدم في علاج الاضطرابات العاطفية الموسمية، لكنها حذرت من أن التعرض المطول لهذا النوع من الإضاءة قد يؤدي إلى صعوبات في النوم.
وأضافت ياوشيفا أن الضوء الأحمر البرتقالي الخافت يمكن أن يعزز إنتاج هرمون الميلاتونين، مما يجعله مناسباً للاستخدام في المنازل بدءاً من الساعة التاسعة مساءً بدلاً من الضوء الأبيض الساطع. ونصحت باستخدام الضوء البارد صباحاً لتنشيط الجسم، مع مراعاة أن بعض الأشخاص الحساسين قد يجدونه عدوانياً. أما الضوء الدافئ فيمكن أن يسهم في استيقاظ هادئ ومريح، بينما يُنصح خلال النهار باستخدام الإضاءة الطبيعية أو الباردة لتعزيز التركيز والإنتاجية. أما قبل النوم، فالأفضل اللجوء إلى الضوء الدافئ الناعم، الذي يساعد في تهيئة الجسم للنوم وخفض مستويات هرمونات النشاط، وإفراز الميلاتونين.
وأوصت ياوشيفا بضرورة تعديل الإضاءة وفقاً لفصول السنة، وخاصة في الخريف والشتاء حيث يقل الضوء الطبيعي ويزداد خطر الإصابة بالاكتئاب الموسمي، مشيرةً إلى أن الضوء الأبيض أو الأزرق الساطع يعوض نقص أشعة الشمس ويساعد في تحسين الحالة المزاجية والحفاظ على النشاط.
في السياق نفسه، أفادت كاتيرينا جيلفاند، مديرة قسم "المنزل الذكي" في شركة "سبير"، أن ضبط الإضاءة يمكن أن يسهم في تحسين المزاج خلال فصلي الخريف والشتاء، حيث يعاني الكثيرون من الخمول والاكتئاب. وأكدت أن العلاج بالضوء يمكن أن يكون مفيداً للأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم نفسي من خلال تغيير درجة حرارة اللون أو تعديل الألوان حسب توجيهات الطبيب.
كما أشارت الدكتورة أوكسانا سيريبرياكوفا، طبيبة الأسرة في عيادة الأكاديمي رويتبرغ، في تصريح سابق لصحيفة "إزفيستيا" في 27 أكتوبر، إلى ضرورة اتخاذ خطوات لتقليل الآثار السلبية للتدفئة، محذرة من أن انخفاض الرطوبة يمكن أن يؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية وزيادة عرضة الجسم للإصابة بالعدوى. وأوصت بتهوية الغرف بانتظام، والحفاظ على مستوى مناسب من الرطوبة، وترطيب الأغشية المخاطية واستخدام كريمات لترطيب الجلد.