استقطب مؤتمر «الذكاء الاصطناعي من الجاهزية إلى النمو المتسارع»، الذي نظمه معهد تصميم البيانات الرقمية في جامعة هارفارد في متحف المستقبل بدبي، أمس، نخبة من القيادات العالمية والباحثين والمبتكرين لتناول التحديات والفرص التي تتيحها تقنيات الذكاء الاصطناعي.

شارك في المؤتمر الذي نظم بالتعاون مع نادي كلية هارفارد للأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي ومعهد الابتكار التكنولوجي، أكثر من 400 من القيادات من جهات بحثية وعلمية ومؤسسات اقتصادية.

وأكد الحدث، الذي ركز على التعلم والتبني والتحول، على الدور الحيوي للذكاء الاصطناعي في صياغة مستقبل القطاعات والمؤسسات والمجتمعات.

وتحدث معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، في جلسة حوارية عن مسيرة النهضة في دولة الإمارات، وقال «كان تركيز الآباء المؤسسين ينصب على الناس وتوفير المتطلبات الأساسية، وعلى رأسها التعليم، متوازياً مع الاهتمام بتطوير البنية التحتية الملائمة، أي ضمان التوازن المستدام بين التنمية البشرية والمادية واليوم، نواصل البناء على هذا الإرث من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين حياة كل شخص الآن، وفي الأجيال المقبلة».

وأوضح أن استراتيجية الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات تعتمد على ثلاث ركائز، إذ بدأت بتخصيص الاستثمارات الأولية في البنية التحتية والتشريعات واللوائح والقدرات الحكومية.

وأضاف أنه في السنوات الأخيرة، نشرت الدولة استخدامات الذكاء الاصطناعي في قطاعات مهمة، بما في ذلك الطاقة والتعليم والصحة والأمن السيبراني، مع تنفيذ أكثر من 147 تطبيقاً حكومياً وبحلول عام 2031، تهدف دولة الإمارات إلى ترسيخ مكانتها بصفتها رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي مع التركيز على التأثير الملموس والمدروس وتحسين جودة الحياة.

وشدد على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات مفيدة للإنسان، ولا ينبغي أن يكون الذكاء الاصطناعي قوة مدمرة، بل يجب أن يندمج بسلاسة في حياتنا لجعلها أفضل.

وأعلن كريم لاخاني، رئيس معهد تصميم البيانات الرقمية في جامعة هارفارد وأستاذ إدارة الأعمال بكلية هارفارد للأعمال، في كلمة رئيسية، عن إطلاق تطبيق مؤتمرات مبتكر باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لأرشفة المؤتمرات، بالإضافة إلى دورة تدريبية عبر الإنترنت للذكاء الاصطناعي، موضحاً أنها صممت «بواسطة الذكاء الاصطناعي من أجل الذكاء الاصطناعي».

وقال إن التحدي الأول يكمن في تعلم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، خاصةً بالنسبة لقادة الأعمال، حيث يجب أن يفهموا هذه التقنيات من أجل دعم تبنيها وتوظيفها، وهنا يكمن التحدي الثاني، فمعرفة الأهمية فقط ليست كافية، بل يجب دمج الذكاء الاصطناعي في سير العمل اليومي، وأخيراً، فإن التحول إلى التقنيات هو السبيل لتحقيق نتائج مثمرة، لافتاً إلى أن الدراسات توضح مكاسب مذهلة في الفاعلية والكفاءة بنسب تتراوح من 30 إلى 99 %، لكن الأهم هو توسيع نطاق التوظيف من أجل تحقيق مكاسب ملموسة للعملاء والناس.

وأكد صالح لوتاه، رئيس نادي كلية هارفارد للأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي، أهمية المؤتمر في مناقشة البنية التحتية المستقبلية، مشيداً برؤية القيادة الحكيمة لدولة الإمارات في التركيز على اعتماد توظيف الذكاء الاصطناعي بصورة مؤثرة.

وقال إن مؤتمر «الذكاء الاصطناعي من الجاهزية إلى النمو المتسارع» يشكل منصة مهمة لتسريع التحول، ونحن نهدف إلى تعزيز قيم هارفارد التي تتمثل في المعرفة والابتكار والتنمية مع خلق تأثير واضح في المنطقة، التي تضم أكثر من 1500 من خريجي هارفارد، وعدداً كبيراً من المفكرين والمؤثرين في الحكومة والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، ولدينا جميع الموارد اللازمة لصياغة مستقبل أفضل.