أكد مارتن كون، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة «كوهير»، إحدى أعلى شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة من حيث القيمة في العالم، والتي تبلغ 5.5 مليارات دولار، أن دبي رسخت مكانتها كمركز محوري للذكاء الاصطناعي في العالم، كما تتمتع بسجل حافل بالابتكار الرقمي المسؤول القائم على الموازنة بين تحفيز ابتكارات التكنولوجيا الحديثة، مع المحافظة على معايير أمن المعلومات.

دور محوري

وخلال مشاركته في فعاليات معرض «إكسباند نورث ستار 2024»، أكبر حدث في العالم للشركات الناشئة والمستثمرين، والذي استضافته غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، بتنظيم من مركز دبي التجاري العالمي، واختتمت فعالياته أول من أمس، قال في تصريحات لـ «البيان»، إن دبي تحتل صدارة المشهد الرقمي، ما يسهم في استقطاب كبرى الشركات العالمية، وبناء منظومة تكنولوجية مزدهرة.

ولفت إلى أن تطور قطاع الاتصالات لعب دوراً محورياً في توفير البنية التحتية الأساسية للتحول الرقمي في دبي، التي تشهد تطوراً استثنائياً، وأصبحت مركزاً رئيساً لقطاع الذكاء الاصطناعي. لذلك، فإن الإمارة تأتي في مقدم خيارات التوسع لشركة «كوهير».

التميز الحقيقي

وقال: تحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي تغيرات جذرية ونقلات نوعية في كافة القطاعات، ونثق تماماً بقدرة دبي على الريادة في تبنّي الذكاء الاصطناعي، من خلال توظيفها في الخدمات الحكومية، وتحفيز الشركات على تبنيها في كافة أعمالها التشغيلية.

حيث تواصل الإمارة الاعتماد على كافة التقنيات الرقمية بمختلف فئاتها. وفي ما يتعلق بتبنّي الذكاء الاصطناعي، فإن القيادة بالقدوة في هذا المجال، ستشكل التميز الحقيقي لمن ينجز على أرض الواقع.

وأضاف: تمتلك دبي تاريخاً حافلاً في دعم الابتكار المسؤول، ويسعدني متابعة ما تزخر به من مقومات، بدءاً من وفرة المواهب المتخصصة، وارتفاع جودة الحياة، وفرص الوصول إلى رؤوس الأموال الاستثمارية، إلى جانب الضوابط والإجراءات الناظمة للقطاعات الرقمية، التي لا تعيق الابتكار.

وأوضح: زرت دبي لأول مرة عام 2007، ومنذ ذلك الحين، كان التطور الذي تشهده المدينة استثنائياً بحق. ويمكنني القول إنني ما زلت في طور اكتشاف جميع الجوانب المذهلة للمنظومة المتكاملة التي تتمتع بها الإمارة.

موقع استراتيجي

وقال مارتن كون: تشكل دبي مركزاً متميزاً لنجاح الأعمال الناشئة، وتزخر بشركاء موثوقين، وتتمتع بموقع جغرافي استراتيجي، وهو ما ساهم أيضاً في ازدهار مشهد الذكاء الاصطناعي في منطقة خليج سان فرانسيسكو، ونيويورك، وتورنتو.

وأضاف أن الشركات الناشئة تحتاج إلى فهم مجال المنافسة، وأن تثق بأنها تعمل في بيئة آمنة وداعمة. وهذا يؤكد على ضرورة وجود إرشادات واضحة في مجالات مثل حقوق النشر وسلامة الذكاء الاصطناعي.

وأوضح أن شركة «كوهير» تطمح إلى جلب تقنياتها إلى المنطقة، وتزويد الإمارات بأفضل البرمجيات اللغوية باللغة العربية، والنماذج متعددة اللغات على مستوى العالم. وتركز الشركة بشكل كبير على التميز في تطوير هذه النماذج، نظراً لأهميتها الكبيرة للشركات.

وقال: لدينا شراكات وعلاقات استثمارية قوية في اليابان وكوريا. نحن متحمسون للوجود في هذه المنطقة، لتسخير قدراتنا الكبيرة بالفعل في مجال اللغة العربية، التي تعتبر من أبرز 10 لغات للأعمال على مستوى العالم. نطمح إلى إيجاد شركاء ومستثمرين وعملاء في هذه المنطقة، وتزويدهم بتقنياتنا، بالتعاون مع القادة الإقليميين البارزين.

إكسباند نورث ستار

وعن المشاركة في معرضي «جيتكس جلوبال» و«إكسباند نورث ستار»، قال: هذه هي أول مشاركة لنا في هذين المعرضين، وقد أثبتا أنهما يشكلان ملتقيات لأفضل العقول في مجالي التكنولوجيا والأعمال في العالم.

وأضاف: نشهد حالياً تحولاً بارزاً في تفاعل الإنسان مع التقنيات الحوسبية، وهو تحول لم نشهده منذ ظهور متصفح «موزايك» عام 1993. لقد أحدث الإنترنت تحولاً جذرياً في جميع المجالات، بدءاً من الأعمال التجارية والمؤسسات، وصولاً إلى تفاعلات العملاء، ونحن على أعتاب تحول مماثل خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة.

وأضاف أن شركة «كوهير» المتخصصة في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي للمؤسسات، تأسست في مدينة تورنتو، التي تعد موطن الذكاء الاصطناعي الحديث، ولديها أيضاً مكاتب في سان فرانسيسكو، نيويورك، ولندن، وتضم عدداً كبيراً من المواهب المتميزة في مجال القيادة والتعلم الآلي في أمريكا الشمالية وأوروبا.