كشفت شركة «ماكينزي» العالمية أن القيمة المضافة السنوية المحتلمة للذكاء الاصطناعي التوليدي في اقتصاد الإمارات قد تصل إلى 9.6 مليارات دولار (35 مليار درهم)، لافتة إلى أن قطاع الطاقة والمشاريع الرأسمالية والبنية التحتية هي أكثر القطاعات المرشحة للاستفادة من هذه الثورة الرقمية.

وذكرت الشركة في أحدث تقرير لها أطلقته أمس في مؤتمر عقد بمركز دبي المالي العالمي، وحصلت «البيان» على نسخة منه، ويحمل عنوان «حالة الذكاء الاصطناعي التوليدي في دول مجلس التعاون الخليجي في الشرق الأوسط: تقرير عام 2024»، أن القيمة المضافة السنوية المحتملة للذكاء الاصطناعي التوليدي في الإمارات تتراوح من 5.8 مليارات دولار في الحد الأدنى إلى 9.6 مليارات دولار في الحد الأعلى.

أتمتة

وتفصيلاً، أوضحت «ماكينزي» أنه من بين كل تقنيات الذكاء الاصطناعي المتنوعة، ربما يكون الذكاء الاصطناعي التوليدي هو الذي استحوذ على أكبر قدر من الإثارة بين المنظمات في عالم الأعمال والقطاع العام، إذ إن قدرته على أتمتة الأنشطة عبر مجموعة من الوظائف (تفاعلات العملاء، وتوليد المحتوى، والترميز الحاسوبي) على سبيل المثال، تعد بإعادة تشكيل مقدار العمل الذي يتم إنجازه وتعزيز الأداء.

وأضاف التقرير: قدرت أبحاث «ماكينزي» أن تطبيق الذكاء الاصطناعي على 63 حالة استخدام يمكن أن يولد قيمة اقتصادية سنوية عالمية تتراوح بين 2.6 تريليون دولار و4.4 تريليونات دولار، مما يضيف 15% إلى 40% إلى القيمة التي قدرناها سابقاً والتي يمكن أن تطلقها تقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى، مثل التعلم الآلي والتحليلات المتقدمة والتعلم العميق.

تقنيات

وذكر التقرير أنه في دول مجلس التعاون الخليجي، يمكن أن تولد نفس حالات استخدام الذكاء الاصطناعي ما بين 21 مليار دولار و35 مليار دولار سنوياً، بالإضافة إلى 150 مليار دولار يمكن أن توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى، ولوضع ذلك في المنظور الصحيح، يمكن أن تبلغ قيمة الذكاء الاصطناعي من 1.7% إلى 2.8% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي السنوي في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي اليوم.

وقد أدى الاعتراف بهذه الإمكانات والاضطراب المحتمل الذي ستطلقه عبر القطاعات إلى زيادة كبيرة في استثمارات وشراكات الذكاء الاصطناعي في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، سواء من قبل الحكومات الحريصة على وضع اقتصاداتها كقادة عالميين في التكنولوجيا وكذلك من قبل الشركات الخاصة.

وطرح التقرير تساؤلاً وهو: بالنظر على نطاق أوسع عبر المنطقة، إلى أي مدى الشركات في وضع جيد لجني فوائد الذكاء الاصطناعي؟ وقال: لقياس الإجابة، دخلت شركة «ماكينزي» في شراكة مع معهد أعضاء مجلس إدارة دول مجلس التعاون الخليجي لاستطلاع آراء 140 من المديرين التنفيذيين من ثمانية قطاعات مختلفة في المنطقة وأجرت سلسلة من المقابلات، والاستنتاج هو أنه في حين تستثمر العديد من الشركات في الذكاء الاصطناعي، إلا أن القليل منها بدأ توسيع نطاق تنفيذه واستخراج القيمة من استثماراتها.

وأضاف التقرير: لكن هناك عدد قليل من الشركات ــ أولئك الذين نطلق عليهم اسم محققي القيمة ــ يبرزون من بين الحشود، حيث يولدون بالفعل أكثر من 5% من أرباحهم من الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتشير الدراسة إلى أن هذه الشركات هي التي أحرزت أكبر قدر من التقدم في إعادة برمجة مؤسساتها لبناء القدرات المطلوبة لتبني الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي، وهناك دروس في هذا الصدد يمكن للآخرين الذين يتطلعون إلى إطلاق العنان لمكافآته.

قطاعات

وذكر التقرير أن العديد من مؤسسات في دول مجلس التعاون الخليجي تتخذ إجراءات سريعة للاستفادة من الارتفاع في القيمة التي توفرها تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويقول ما يقرب من ثلاثة أرباع المستجيبين إن تقنية الذكاء الاصطناعي تُستخدم بالفعل إلى حد ما في مؤسساتهم.

كما طور العديد منهم استراتيجية وخارطة طريق للذكاء الاصطناعي ووجهوا الميزانيات إلى المجالات التي من المرجح أن يكون للذكاء الاصطناعي فيها أكبر تأثير، ولكن على جميع الجبهات، يبذل محققو القيمة جهوداً أكبر.

وقال التقرير إن هناك الكثير من القيمة المحتملة التي يمكن أن توفرها تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي حسب القطاع في اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي، وتعد إمكانات القيمة الأكبر على الإطلاق في قطاع الطاقة، حيث من الممكن تحقيق مكاسب سنوية تتراوح بين 5 و8 مليارات دولار، تليها المشاريع الرأسمالية والبنية التحتية والخدمات المالية.

ووفقاً للدراسة الاستقصائية، تركز منظمات دول مجلس التعاون الخليجي جهودها المبكرة على الوظائف التي تظهر أبحاث «ماكينزي» أنها من المرجح أن تقدم أكبر قيمة، وهي التسويق والمبيعات وهندسة البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات. وأشار أحد كبار مسؤولي المعلومات إلى أنه في حين قد يكون من المغري البدء بتطبيق حالات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر جميع الوظائف، فإن الخطوة الأكثر حكمة هي البدء بالمبيعات والتسويق، حيث أثبتت الشركات العالمية الرائدة قيمة الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.