أصبح عملاق التكنولوجيا الأمريكي أبل أمام أزمة تسببت فيها تطبيقاته الجديدة للذكاء الاصطناعي، والتي أعلن عنها مع إطلاق هواتفه المحمولة «آيفون 16»، وما تزال لم تصدر حتى الآن بشكل رسمي، ومتوقع وصولها إلى الأجهزة في الربع الأول من 2025.

وتعاني أبل في السنوات الأخيرة من منافسة شديدة من الأجهزة الصينية، التي تستحوذ على السوق الصيني بشكل كبير، حيث تمتلك هواوي وشاومي وبي بي كيه (المالكة لـ«فيفو» و«أوبو» و«وان بلس» و«ريل مي»، و«آيكو») حصة في الأسواق تتجاوز الـ80%، في حين تعاني أبل لزيادة حصتها في ذلك السوق الملياري الضخم، ولكن معاناة أبل هذه المرة ليست مع الحصة السوقية، وإنما مع إمكانية اضطرارها للتخلي عن أكوادها وبعض بيانات العملاء، إذا ما أرادت دخول مجال الذكاء الاصطناعي وطرح تحديثها في الأجهزة المباعة في الصين.

فلإطلاق منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الصين، تحتاج آبل إلى موافقة الحكومة، ويجب عليها على ما يبدو تقديم كمية كبيرة من المعلومات حول كيفية عمل الذكاء الاصطناعي الخاص بها للحصول على الموافقة، ولاعتماد استخدام أبل للذكاء الاصطناعي في الصين، يصبح لزاماً عليها التخلي عن بعض معايير الأمان لصالح السلطات الصينية وفقا للاشتراطات المطبقة هناك، ولكن ليست تلك هي كل المشكلة..

الأزمة الأكبر، هي أن أبل عندما طرحت النظام التجريبي لأجهزتها في الشرق الأوسط وأوروبا، وضح بشكل كبير اعتماد الذكاء الاصطناعي فيها على «شات جي بي تي» التابع لـ«أوبن إيه آي»، وهي الشركة التي تحظر الصين عملها داخل البلاد، مما يعني أن مزيد من العوائق قد تقابل طرح ذكاء أبل الاصطناعي في الصين.

وفي حال تخلت ابل عن طرح تحديث الذكاء الاصطناعي في السوق الصينية بسبب الدواعي الأمنية والموافقات، ستتراجع حصتها السوقية في الصين بشكل كبير، ووفقاً لـ«سي إن إن بيزنيس»: "يتوقع المستهلكون الصينيون أن تحتوي هواتفهم الفاخرة على أحدث وظائف الذكاء الاصطناعي، وقد يترددون في إنفاق أكثر من 1000 دولار على أجهزة لا تحتوي على جميع ميزات الذكاء الاصطناعي"، وأشار تقرير «سي إن إن» إلى أن سامسونج قد تعاونت مع الشركات الصينية بايدو وميتو لبعض وظائف الذكاء الاصطناعي في هواتفها Galaxy، وهو مسار قد تفكر فيه آبل أيضاً كوسيلة للامتثال للتنظيمات الواسعة على الذكاء الاصطناعي في الصين.

في نهاية أكتوبر، زار الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك الصين والتقى برئيس وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، لكن ليس من المؤكد ما إذا كان إطلاق Apple Intelligence في الصين قد وضع على طاولة النقاش في ذلك اللقاء.