طرحت شركة مايكروسوفت اليوم الثلاثاء، محرك البحث المطوّر (بينغ) إلى برنامج ويندوز بهدف جعل الذكاء الاصطناعي في متناول مئات الملايين من المستخدمين، وسط توقعات عالية في الانتشار والمردود المالي أيضاً، حيث من المتوقع أن تكسب مايكروسوفت ملياري دولار مقابل كل نقطة مئوية من العائدات تحصل عليها في سوق الإعلان على شبكة البحث، وفق تصريح آمي هود ، المديرة المالية للشركة.

و"بينغ" متاح في نسخة "ويندوز11" لمليون مستخدم فقط في الوقت الحالي، على أن يتم توسيع قاعدة المستخدمين بالتدريج. ويمكن العثور على المحرك في شريط قائمة المهام. ومن التحديات التي تواجه التوسع السريع لاستخدام محرك البحث الجديد أن حوالي 69٪ من أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام ويندوز لا تزال تعتمد على "ويندوز10" الذي ينتهي دعمه عام 2025، و 18٪ فقط تعمل بنظام "ويندوز11".

ومن التحديات الأولية الأخرى، مدى استعداد المستخدمين اعتماد بينغ كمحرك البحث الافتراضي الرئيسي لدى المستخدمين. فقد أظهر استطلاع أجرته شركة "جيفريز كروب" الاستشارية على 900 مستهلك حول محرك بينغ الجديد، أن من بين 127 شخصًا جربوه ، قال 86٪ إنهم معجبون أو معجبون جدًا ، لكن 17٪ فقط قالوا إنهم سيجعلون بينغ محرك البحث الافتراضي الجديد، ما يعني أن ثقة المستخدمين ما زالت تتمحور حول "غوغل".

لكن هذه النتائج مرجح أن تتغير في حال أثبت محرك مايكروسوفت الجديد كفاءة لدى المستخدمين خلال وقت قصير.

وكتب ميخائيل باراخين ، الرئيس التنفيذي لشركة بينغ، على تويتر، أن هذا التحديث الجديد يضفي تحسينات في الجودة مثل معدل استجابة أعلى للمحادثات وأيضًا قدر أقل من التشوش في الإجابات.

وذكرت مايكروسوفت أن محرك البحث نفسه لا يزال محل المعاينة، ومتاح لأكثر من مليون شخص في 169 دولة مع وجود بلدان أخرى في قائمة انتظار.

وكشفت الشركة عن روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي، الذي يتمتع به بينغ، إذ تهدف إلى انتزاع حصتها في السوق من شركة ألفابت المالكة لغوغل والتي تتحرك بشكل أسرع مع برنامج شبيه مخصص للبحث.

وتجمع مايكروسوفت التعليقات حول محرك البحث بينغ قبل طرحه على نطاق أوسع.

وبالإضافة إلى بينغ الجديد، ستشمل نسخة ويندوز المحدثة برنامجا يمكنه الاتصال برسائل ومكالمات أجهزة آيفون، على أن يتم البدء بمجموعة محدودة من المستخدمين، حسبما قالت الشركة.

وتتنافس شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم على الصدارة في سوق التكنولوجيا التي تشهد منافسة غير مسبوقة تتقدم فيها الولايات المتحدة وما زالت أوروبا تبحث فيها عن دور أكبر.

ومنذ مطلع فبراير، تتالت إعلانات شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم عن قرب طرحها برامج جديدة تستند إلى الذكاء الاصطناعي في محاولة من هذه الشركات لإنقاذ نفسها من «القنبلة التكنولوجية» التي فجرتها شركة «أوبن أيه آي» المتحالفة مع مايكروسوفت، إثر طرحها برنامج «تشات جي بي تي»، وهو نظام محادثة يجيب عن الأسئلة التي تُطرح عليه بصورة دقيقة نوعاً ما، وهذه الأداة قادرة أيضاً على كتابة روايات أو قصائد في ثوانٍ، ودخلت مجال سوق العمل بطرق مذهلة وفق شهادات للمستخدمين.