أعلنت مجموعة Intelligence Device Group التابعة لشركة Lenovo قائمة لعشر توقعات تكنلوجية للعام 2020 وما بعده، وذلك في ظل التقدم السريع الذي تشهده التقنية والمنافسة الكبيرة بين عمالقة صناعة الأجهزة الإلكترونية.

وفيما يلي قائمة توقعات تكنولوجية للعام 2020 وما بعده:



1- 2020 عام تكنولوجيا الجيل الخامس

ستوفر شبكات الجيل الخامس سرعات تصل إلى 10 جيجابايت/ الثانية، لتجعلها بذلك أسرع بمقدار 100 مرة من شبكات الجيل الرابع. ويكاد يكون من المستحيل توقع جميع التغييرات التي سنراها نتيجةً لتكنولوجيا الجيل الخامس، ويبدو أن معظمها خارج نطاق الخيال العلمي تماماً، لكن يجدر القول إن صناعات بأكملها سوف تشهد تحوّلات جذرية، فيما ستنشأ صناعات أخرى جديدة. وستستمر الشركات في إطلاق المرحلة التالية من الجيل الخامس، والتي ستشمل شبكات خاصة مصممة لمواقع التصنيع، بما يمكّن من تعزيز إنتاجية الموظفين بشكل أفضل والكفاءة للأجهزة وزيادة الربحية.

وعلى الرغم من أن أجهزة الجيل الخامس ستبدأ في الانتشار بسرعة في المزيد من البلدان النامية، فلن يتمكن المستهلكون من الاستفادة بشكل كامل من هذه التكنولوجيا لفترة من الوقت، قبل أن تصبح شبكات الجيل الخامس وشبكات الجوال والبنية التحتية أكثر شيوعاً في الشرق الأوسط. ومع ذلك، نعتقد أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ستكونان السوقين الرائدين في تبني تكنولوجيا الجيل الخامس. ووفقاً لتقرير حديث، تتصدر الإمارات العربية المتحدة المنطقة العربية وهي الرابعة عالمياً في إطلاق شبكات الجيل الخامس هذا العام. وقد دشّنت دولة الإمارات استراتيجية الجيل الخامس والتي بدأت بتنفيذها كلٌ من شركتي "دو" و"اتصالات" بالفعل على نطاق تجاري.

 

2- أجهزة قابلة للطي ستعيد تشكيل قابلية النقل وتعزز الإنتاجية

في ظل وجود الأجهزة القابلة للطي في طليعة قرارات الشراء الخاصة بالشغوفين بالتكنولوجيا، سوف تحتدم المنافسة بين إنتاجية الحاسبات المحمول مع الهواتف الذكية سهلة التنقل في عام 2020. فسوف تجلب شاشات العرض الكبيرة القابلة للطي ومجموعة أكبر تنوعاً من عوامل الشكل بشكل أكثر من أي وقت مضى. وتحقيقاً لهذه الغاية، سوف يستمر المسؤولون عن الأعمال في توفير تقنية أكثر ذكاءً، مثل شاشات العرض القابلة للطي، التي تتيح التكامل السلس بين متطلبات العمل/ الحياة، أو تخلفها عن ركب منظومة أكثر تسارعاً. وفي الوقت الذي تزداد الاحتياجات في السفر والعمل عن بُعد بشكل أكبر، وتحول الشركات إلى العالمية بشكل متزايد، سوف يسعى الموظفون إلى الوسائل التكنولوجية التي تتيح تجارب سريعة وفعالة وسهلة، لا تشكّل عبئاً في طريقة عملها وحجمها. 



3- تزايد دور تقنيات الذكاء الاصطناعي 

تزداد أهمية الخبرة للغاية، ويمكن أن تكون التكنولوجيا غير مرئية إذا كانت التجربة جيدة. في عام 2020، وفي ظل تراجع حدة الضجيج والقلق، سنلاحظ أن الذكاء الاصطناعي لم يعد أحدث اتجاهات تكنولوجية بل هو عامل تمكين ينشط من وراء الكواليس لتوفير حلول تعمل على تحسين مستوى المعيشة وعمليات وأماكن العمل والخدمات. فعلى سبيل المثال، تتوقع مؤسسة IDC أنه بحلول عام 2024 سوف تتضمن أكثر من 60 في المئة من الفنادق الفخمة في جميع أنحاء العالم مساعداً ذكياً يتعامل مع العملاء بحيث سيعزز مستوى الذكاء الاصطناعي لتحقيق تجربة أفضل للعملاء. وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يواصل التطور، إلا أنه ينطوي على أضرار غير مقصودة وغير مرغوب فيها نظراً لأنه من صنع البشر. ونتيجةً لذلك، ففي عام 2020 وما بعده، سنرى تركيزاً متزايداً على الحوكمة في ظل إقدام المؤسسات على إنشاء إدارات تركّز على نشر تقنية الذكاء الاصطناعى بطريقة مسؤولة حتى يستفيد المجتمع منه بالفعل. وبدلاً من الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لأغراض تسويقية ودعائية بحتة، سيبرز دور تلك الشركات التي تسعى حقاً إلى فهم كيفية نشرها والاستفادة منها على نطاق مجتمعي.

وفي هذا الإطار، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تحظى بمكانة رائدة إقليمياً من حيث تبني الذكاء الاصطناعي. وفي عام 2019، أطلقت الحكومة أول استراتيجية للذكاء الاصطناعي تهدف إلى الاستثمار في أحدث تقنيات هذا المجال والتي سيتم دمجها في الجهات الحكومية والمعاملات لتحسين الأداء والكفاءة. وبالإضافة إلى ذلك، فمن المقرر افتتاح جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI) في دولة الإمارات خلال عام 2020 لتكون أول جامعة في العالم على مستوى الدراسات العليا في الذكاء الاصطناعي. 



4- الخصوصية ستتصدر مطالب المستهلكين  

في ظل انتشار أجهزة ووحدات الاستشعار والتواصل في كافة جوانب حياتنا واستخداماتنا تقريباً، بدءاً من مصابيح الإضاءة الذكية وأجراس الأبواب إلى السيارات، تتصدر الأمور المتعلقة بالخصوصية الواجهة. فليس من المستغرب أنه في الوقت الذي وثق المستهلكون بهذه الأجهزة الذكية والمتصلة من أجل تحسين حياتهم اليومية، كشفت نتائج دراسة أجراها المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2019 أن 57 في المئة من المستهلكين غير مطمئنين إلى طريقة تعامل الشركات مع بياناتهم. وعلى العكس من ذلك، يكشف تقرير صادر عن شركة الخدمات المهنية KPMG أن 78٪ من المستهلكين في دولة الإمارات العربية المتحدة لا يمانعون من مشاركة بياناتهم مع شركات التجزئة وغيرها من المؤسسات الأخرى، حيث تتصدر المؤسسات الحكومية قائمة الجهات الأكثر ثقة من قبل المستهلكين في الإمارات.

وقد بدأ المستهلكون في إدراك المخاطر الأمنية والمتعلقة بالخصوصية لا سيما مع تزايد دور تقنيات الاتصال في كل ما حولنا تقريباً. وفي عام 2020، سوف نرى عدداً متزايداً من المستهلكين الذين يتخذون موقفاً تجاه بياناتهم الشخصية من خلال الاستجابة الإيجابية للعلامات التجارية والمنتجات والميزات التي تحمي حقهم في الخصوصية. وستستمر شركات التكنولوجيا في التعرض لضغوطات من قبل المستهلكين لتجهيز برامجهم وأجهزتهم بوسائل الأمان لضمان حماية البيانات الخاصة بهم. وفي الوقت نفسه، يجب أن تصبح العلامات التجارية أكثر شفافية بشأن البيانات التي تجمعها وطريقة استخدامها، ولا يجب أن يقتصر الأمر على الأسواق التي تعتمد اللائحة العامة لحماية البيانات فحسب. 

5- وسائل جديدة يتبناها الموظفون للتواصل  

في عام 2020، سوف تستمر علاقة الشراكة بين العاملين في المجال الإنساني وقدرات الأجهزة في النمو، مما يمكننا من تحسين تسير العمل، وتوفير الوقت والتواصل بشكل أكثر فعالية. وتساعد التقنيات الناشئة الأشخاص على الاستعداد للعمل واستكشافه والمشاركة فيه بطرق لم يسبق لها مثيل من قبل. وسوف يتزايد استخدام المكالمات الجماعية بين العاملين في المؤسسات اعتماداً على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لتحقيق تجربة أكثر إنتاجية، بدءاً من الاتصال الفوري إلى الترجمة الفورية الحية. وسيكون اكتشاف طرق جديدة للتعاون والطرق الجديدة للاتصال عبر القوى العاملة جزءاً أصيلاً من النشاط التجاري، وليس وسيلة لتمكين الاتصالات بين المهام المختلفة. 



6- الأمن التنظيمي سيبقى أولوية رئيسية

مع تسارع وتيرة التحول إلى العمل عن بُعد، ستواصل المؤسسات ضبط نهجها لمراعاة المزيد من وسائل الأمان. ويتم إنجاز المهام على نحو متزايد من مواقع خارج المقرات التقليدية، مع التركيز على توظيف أفضل المواهب والسماح بالمرونة بشأن المكان والطريقة. ويبدأ الأمان القوي من خلال امتلاك الأدوات التي تتيح متابعة الأجهزة، بغض النظر عن الموقع والقدرة على اتخاذ إجراءات على هذه الأجهزة. وعلى نفس المنوال، سوف تظل هناك أهمية لضمان وجود ميزة مناسبة وإدارة مقومات الاعتماد. كما ستزداد أهمية استخدام حل الأمان لنقاط النهاية بالذكاء الاصطناعي. وستكون القدرة على التنبؤ بالأنشطة الخبيثة في نقاط النهاية ومنعها واكتشافها والاستجابة لها أمراً حيوياً للمساعدة في سد الثغرات هذه، والقدرة على علاجها في حالة حدوث اختراق. ومع بدء تلاشي الفروقات بين المنتجات الأمنية، سيطلب المستخدمون حلولاً لا تترك أي ثغرات يمكن استغلالها في التغطية وستعتمد الشركات على الأنظمة المتصلة بشكل متزايد. وستستمر زيادة حجم وقيمة البيانات الموجودة في هذه الأنظمة، مما سيزيد من حدة الضرر المحتمل المرتبط بالخروقات.



7- انتقال الأعمال الذكية من السحابة إلى الحافة

بينما تحل التقنيات السحابية محل مراكز البيانات التقليدية في قلب الشبكات، سيظهر مستوى تكنولوجي جديد تماماً، وهي الحافة Edge، كمصدر مكمل للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، مما يدعم العديد من التقنيات المبتكرة التي بشّرت بتوسيع استخدام التكنولوجيا وتأثيرها بالكامل في مجالات جديدة. وكان الدافع وراء الانتقال إلى هذه الحوسبة المتطورة هو اعتماد وسيلة يمكنها معالجة أعباء عمل أكثر تعقيداً بما في ذلك تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي. ومع وجود أكثر من 20 مليار جهاز وعنصر من المتوقع أن يتصل بالإنترنت بحلول عام 2020، فإن المزيد من الشركات ستنقل تحليلات البيانات والتطبيقات التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي من الحوسبة السحابية إلى الحوسبة المتطورة لتقليل زمن الوصول، وتخفيف أحمال الخادم الأساسية، وتحسين العمليات التجارية. وعلاوة على ذلك، تستطيع تقنية Edge أيضاً إدارة الخدمات اللوجستية بكفاءة في المطارات والملاعب، والتي ستستفيد منها دولة الإمارات في استضافة وإدارة "إكسبو 2020".

8 - التحول في تجربة الرعاية الصحية للمريض بفضل تقنيات الاتصال والافتراضية

تزداد توقعات المستهلكين حيال خيارات رعاية صحية أفضل. وفي هذا الإطار، فإن مجموعة التقنيات الخاصة بالأجهزة القابلة للارتداء وأجهزة المراقبة في المنزل والوصلات الافتراضية لمقدمي الرعاية والأطباء سوف تبدأ في تحقيق التحول للمزيد من تجارب المرضى وتوفير نتائج أفضل. وتتطلب المحافظة على الصحة وعلاج الأمراض المزمنة رعاية متسقة ومنتظمة، ومن هنا تمس الحاجة إلى التكنولوجيا الذكية كجزء بازر للوصول إلى هذا الحل. وتوفر الشبكة المتنامية لأجهزة وخدمات إنترنت الأشياء الطبية المتنقلة المراقبة اليومية، والتحليل، والعلاج الضروري لتعزيز صحة أفراد المجتمع بفضل ما ستوفره هذه التقنيات من رعاية شخصية وفعالة. وتلبي الأسواق هذه المستويات المتزايدة من الطلب والعرض. ففي دولة الإمارات، تتزايد أوجه الابتكار في الرعاية الصحية، حيث تعمل الهيئات الحكومية مثل هيئة الصحة في دبي بشكل متواصل على توفير المبادرات التي تتيح المزيد من الابتكار في هذا القطاع. يهدف مجلس دبي لمستقبل الصحة والرفاهية إلى تطبيق حلول ذكية وأحدث التقنيات في مجال الرعاية الصحية لتوفير حلول مبتكرة للمرضى. وفي وقت سابق من هذا العام، شدد المجلس على أهمية مواكبة آخر التطورات والابتكارات في القطاع الصحي، واستخدام أفضل التقنيات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي لتعزيز الصحة والرفاهية لأفراد المجتمع في دبي.

9 – توغل تقنيات الواقع الافتراض/ الواقع المعزز في مجال التعليم 

في مجال التعليم، توفر تقنيتي الواقع المعزز والافتراضي (AR / VR) تجربة غامرة لكل من المعلمين والطلاب على حد سواء، ما يؤثر إيجابياً على مستويات الفهم والاحتفاظ بها. وقد طبّقت مدارس في دولة الإمارات بالفعل هاتين التقنيتين داخل القاعات الدراسية لتحسين القدرات الإبداعية لدى الطالب ومهارات حل المشكلات والتفكير النقدي. وسيتمكن الطلاب من تعلم الجغرافيا من خلال السفر حول العالم وإجراء تجارب علمية افتراضية واستكشاف المواقع التاريخية التي يتعذر على الكثيرين الوصول إليها، وهو ما يمهّد السبيل لاستفادة المزيد من الطلبة. 

10 - الألعاب السحابية

في عام 2020، سوف تتزايد شهية المستهلك الشغوفين بالألعاب السحابية، لاسيما الألعاب حسب الطلب من أي مكان تقريبا. وسوف يشهد العام إقبال المستهلكين ليس على اللعب على هواتفهم الذكية والأجهزة اللوحية فحسب، بل أيضاً على أجهزة الكمبيوتر المحمولة فائقة الصُغر، خاصةً عندما يكونون بعيداً أجهزتهم الشخصية أو أجهزة الألعاب المحمولة المتطورة. و نظراً لأن الألعاب السحابية أصبحت أكثر شيوعاً بين اللاعبين المحترفين والهواة على حد سواء، فسوف يتطلع المستهلكون إلى أن تنتج شركات التكنولوجيا أجهزة ذات أداء فائق وبتكلفة ميسورة. وتحظى الألعاب الإلكترونية بشعبية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط. ففي وقت سابق من هذا العام بدولة الإمارات، أطلقت شركة  "اتصالات" أول خدمة للألعاب السحابية على الإطلاق للترويج للألعاب الإلكترونية في المنطقة، وتشجيع غير اللاعبين على الانضمام إلى مشهد الألعاب.