في عالم التطبيقات الذكية، تكمن أسرار دقيقة وراء أيقونات التطبيقات التي تزين شاشات هواتفنا الذكية، رغم صغر حجمها، إلا أن تصميم هذه الأيقونات يخضع لعلم نفس دقيق يستهدف جذب انتباه المستخدمين وتحفيزهم على النقر باستمرار، مما يجعلنا نقضي ساعات طويلة يوميًا أمام الشاشات.

بحسب خبراء، تُصمم الأيقونات لتشبه الأزرار التي يعشق الإنسان لمسها منذ الصغر. فتطبيقات مثل واتساب وإنستغرام تُبرز هذه الفكرة، حيث تُضفي أشكال الدوائر والحواف المستديرة شعورًا بالراحة وتجعل الأيقونات تبدو وكأنها تُدعو للضغط عليها، وفقا لصحيفة ديلي ميل.

من جهة أخرى، يحمل تصميم أيقونات تطبيقات مثل إكس (تويتر سابقًا) وسبوتيفاي رموزًا تعزز الارتباط الغريزي. أيقونة سبوتيفاي مثلاً، تبدو كقارئ بصمات الأصابع، بينما يعتمد تصميم يوتيوب على رمز تشغيل مركزي يجذب العين فورًا.

تقول الدكتورة أنستازيا ديديوكينا، خبيرة الصحة الرقمية، ومديرة معهد "Consciously Digital"، إن الألوان الجذابة والأشكال الدائرية تزيد من تفاعل المستخدمين مع التطبيقات.

وتضيف أن الرموز المستوحاة من الثقافة البصرية، مثل كاميرا بولارويد في أيقونة إنستغرام، تثير مشاعر الحنين وتجعل الأيقونات أكثر جاذبية.

تشير الدراسات إلى أن الأزرار تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الاستهلاك الرقمي. يعتقد البروفيسور جاي أولسون أن مجرد تغيير تصميم الأيقونة قد يؤثر بشكل كبير على تنزيلات التطبيق وسلوك المستخدمين.

فيما ترى البروفيسور راشيل بلوتنيك أن الأزرار ليست مجرد أدوات تفاعلية؛ بل هي رمز ثقافي يُشجع على السهولة والاستهلاك. "نضغط على الأزرار لطلب المنتجات، والتعبير عن مشاعرنا، وحتى التقدم للوظائف"، توضح بلوتنيك.

مع هذا التصميم الجذاب، لا عجب أن يقضي الشخص العادي حوالي أربع ساعات يوميًا على هاتفه الذكي، وفقًا لتقرير أوفكوم. لكن الإفراط في استخدام الهواتف الذكية قد يؤدي إلى الإرهاق الرقمي، وهي حالة مرتبطة بالإجهاد البدني والعقلي نتيجة التعرض الطويل للتكنولوجيا.

رغم التصميم المغري، هناك دعوات متزايدة للحد من الوقت الذي نقضيه على التطبيقات. بعض الشخصيات العامة في بريطانيا، اتخذت خطوات عملية مثل إغلاق الهاتف لساعات يوميًا لتجنب الإرهاق.

إذن، بينما تبدو هذه الأيقونات صغيرة وغير مؤثرة، إلا أن تصميمها المدروس يجعلها محركًا رئيسيًا لسلوكياتنا الرقمية اليومية. ربما حان الوقت للتفكير في كيفية التحكم في هذا التأثير الخفي!