طورت جامعة ميسيسيبي تقنية جديدة تعتمد على الليزر تجعل العثور على الألغام الأرضية وإزالتها أسرع وأكثر أماناً. وعرضت التقنية، المعروفة باسم «لامبديس»، في مؤتمر ومعرض «أوبتيكا ليزر» الدولي الذي أقيم في أوساكا، اليابان. وتعتمد «لامبديس» على أشعة الليزر لكشف الألغام الأرضية بدقة وسرعة، مما يعزز سلامة العمليات.

وذكر فياتشيسلاف أرانتشوك، العالم الرئيسي في المركز الوطني للصوتيات الفيزيائية، أن التقنية قادرة على كشف الألغام من مسافة آمنة، مشيراً إلى أن «هناك تطبيقات عسكرية للتقنية في الصراعات القائمة، وتطبيقات إنسانية بعد انتهاء النزاعات.»

وتشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 110 ملايين لغم نشط في أنحاء العالم، مما يسفر عن آلاف الإصابات والوفيات سنويًا، حيث أصيب أو قتل أكثر من 4,700 شخص في عام 2022 وحده، وكان 85٪ من الضحايا من المدنيين، نصفهم أطفال. وتعتبر الألغام الأرضية زهيدة الثمن في الإنتاج، حيث يكلف اللغم الواحد 3 دولارات فقط، إلا أن إزالته قد تتطلب ما يصل إلى 1000 دولار وتعتمد غالباً على أجهزة كشف المعادن التقليدية التي قد تعجز عن رصد الألغام البلاستيكية المتزايدة الانتشار.

وفي عام 2019، طور فريق أرانتشوك أول مستشعر اهتزاز بالليزر لكشف الأجسام المدفونة من مركبة متحركة، لكن النسخة الجديدة من التقنية تستخدم مصفوفة شعاعية مكونة من 34 × 23 شعاع ليزري، مما يتيح رسم خريطة اهتزاز للتربة في أقل من ثانية.

ويوضح بوينغ تشانغ، الباحث المشارك في الدراسة، أن الطرق التقليدية للكشف عن الألغام غالباً ما تعاني من الإنذارات الخاطئة بسبب اكتشاف أي جسم معدني، بينما يتميز نظام «لامبديس» بالدقة العالية عبر استخدام مزيج من الليزر والصوتيات، مما يقلل الإنذارات الخاطئة ويعزز السلامة بإبعاد المشغلين عن منطقة الخطر.

وتعتمد آلية الكشف في «لامبديس» على إحداث اهتزازات في التربة وإسقاط شبكة ليزرية ثنائية الأبعاد عليها، حيث تتغير ترددات الضوء المنعكس لتشكيل صورة اهتزازية توضح مواقع الألغام المدفونة التي تظهر كبقع حمراء واضحة.

وبالإضافة إلى استخدامها في الكشف عن الألغام، تتيح التقنية إمكانات أخرى كفحص الجسور والمنشآت الهندسية، والتفتيش غير التدميري للمواد في قطاعات السيارات والطيران، إلى جانب التطبيقات الطبية الحيوية.

وتستعد الجامعة لاختبار «لامبديس» في بيئات مختلفة للتأكد من فاعليتها في الكشف عن أنواع متعددة من الأجسام المدفونة.