وسط صراعات أسرية بين الأب والأم، وجو من التوتر الدائم، لم يتمكن أحمد (31 عاماً) من العيش في ظروف صحية وبيئة ملائمة، فما إن بلغ 17 عاماً، حتى ترك مقاعد الدراسة، وأصبح مدمناً، كإخوته الأربعة الذين انجرفوا في هذا الطريق.

بداية

بدأت قصة أحمد منذ ولادته، إذ نشأ في أسرة تعاني من التفكك متكونة من الوالدين و10 أبناء، انفصل الأب عن الأسرة وبقيت الأم تصارع الحياة، ليدمن أحد الأبناء على المخدرات، ويتبعه 3 آخرون لاحقاً، إذ كانوا يجتمعون يومياً مع أصدقاء السوء في جلسات تعاطٍ، لكل أنواع المخدرات.

صدمتان

تسبب أحمد في حادث سير عام 2015 وأثبتت التحقيقات أنه متعاطٍ وحكم عليه بالسجن 6 أشهر وبعد قضاءه للعقوبة خرج من السجن إلا أنه استمر في الطريق ذاته، إلى أن صدم بوفاة أحد أصدقائه حينها حاول الإقلاع عن الإدمان لكنه فشل رغم تكراره للمحاولة أكثر من مرة ،كما صدم بوفاة والده في 2018 رغم غياب الأخير عن المنزل وعدم تأديته واجباته تجاه أسرته وأبناءه.

علاج مكثف

لم يعد أحمد يطيق حالة الضياع التي يعاني منها فمنذ عام و4 أشهر تقريباً قرر التواصل مع مركز إرادة للعلاج والتأهيل في دبي، الذي قدم له الدعم عبر خطة علاجية متكاملة، إذ خضع لعلاج مكثف يتناسب مع حالته، ليستأجر بيتاً بعيداً عن إخوانه ناصحاً إياهم بالإقلاع عن الإدمان، حيث تمكن أحدهم من التعافي فيما يخضع البقية حالياً للعلاج.

وتمكن أحمد من الإقلاع عن المخدرات وشعر أنه استكمل طريق التعافي وعليه أن يبدأ بالاندماج في المجتمع، وكانت خطوته الأولى في ذلك الالتحاق بالدراسة المسائية لاستكمال تعليمه، وحالياً يبحث عن عمل بعد أن بدأ حياة جديدة مقدماً الشكر الجزيل لمركز «إرادة» الذين وفروا له كافة سبل العلاج الجسدي والنفسي والتأهيلي بل وما زالوا مستمرين في دعمه بكل الطرق.