بعد أن لاحظت المؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة دبي، أحد النزلاء يرسم ابنه بشكل دائماً ضمن الأنشطة التي تنفذها المؤسسات نظراً لاشتياقه له، قررت أن تفاجئ النزيل بلقاء مع ولده بعد إحضاره من موطنه، وذلك ضمن مبادرة "إسعاد نزيل" التي أطلقتها الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية للنزلاء بتوجيهات من معالي الفريق عبد الله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي، ومتابعة سعادة اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي بهدف التخفيف من محنتهم أثناء قضائهم فترة العقوبة.

وقال العميد مروان جلفار، مدير الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية، إن الإدارة العامة عندما علمت أن للنزيل ابناً وحيداً يعيش في دولة أخرى قامت بالتنسيق لإحضاره للقاء والده.

وأوضح العميد جلفار أن الإدارة أخبرت النزيل أن لديه زيارة، فأبدى استغرابه لأنه ليس لديه أحد لزيارته في الدولة، وعندما خرج لمقابلة الزائر تفاجأ بابنه، ولم يصدق نفسه من شدة المفاجأة وتملكته مشاعر قوية، وتعانق الأب وابنه، وانفجرا في البكاء، وكانت لحظة مؤثرة للغاية، وهو الموقف الذي لامس مشاعر الجميع لروعة العناق الحار الذي تم بين الأب وابنه ومدى المفاجأة الرائعة.

وأشار العميد جلفار أن النزيل جاء إلى المؤسسات العقابية على خلفية قضية، ولم يكن يعرف مهنة معينة، ولكن بفضل إدارة تعليم وتدريب النزلاء التي لديها برامج تعليمية ومهنية، تعلم الرسم والحرف الأخرى، فكان دائماً ما يعبر عن شوقه لابنه من خلال الرسم، كما أنه يتمتع بشخصية جيدة بين زملائه النزلاء ومتعاون جداً، وله أنشطة عدة داخل المؤسسات العقابية والإصلاحية.

وأكد العميد مروان جلفار، الحرص على تفعيل الجوانب الاجتماعية والإنسانية، وتذليل عقبات التواصل بين النزلاء وذويهم، بما يحقق أحد توجهات شرطة دبي الاستراتيجية في إسعاد المجتمع بكل أطيافه.

ونوّه إلى أن البرامج والمبادرات الإنسانية لشرطة دبي بشكل عام، والإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية بشكل خاص، بالغة الأهمية، نظراً لأثرها الإيجابي في توطيد العلاقة والثقة المتبادلة بين جهاز الشرطة والمجتمع، وتعزيزها لقيم التسامح والتعايش، ومساهمتها المباشرة في التخفيف من معاناة النزلاء وذويهم. 

وشكر النزيل وابنه القيادة العامة لشرطة دبي على المبادرة الإنسانية الرائعة وحرصها البالغ على إسعاد النزلاء وذويهم، فيما أشار النزيل إلى أنه دائماً ما كان يحلم بهذه الزيارة، حيث كان الزيارات السابقة مع أهله تتم عبر الهاتف أو عن بعد.