أكدت إدارات مدرسية عودة الاختبارات التقييمية والتشخيصية للطلبة الجدد المتقدمين للقبول في المدارس الخاصة، بعد أن تم استبدالها العام الماضي بمقابلات شخصية بسبب جائحة «كوفيد 19». وأكد ذوو طلبة أن بعض المدارس تكتفي بمقابلات شخصية فيما مدارس أخرى تخضع المستجدين لاختبارات تفوق مستوياتهم ما يحول دون قبولهم، كإتقان طفل في رياض الأطفال 2 للقراءة بالعربية والإنجليزية.



مطالبين الجهات المختصة بتحديد معايير موحدة ملزمة للمدارس الخاصة تضم آليات قبول كل مرحلة دراسية واشتراطاتها.



وأفادت إدارات مدرسية بأن طلبة رياض الأطفال يخضعون لمقابلات تشخيصية عن بُعد يتم من خلالها التعرف على قدرة الطالب ومدى فهمه واستيعابه وتجاوبه مع الآخرين، وفي الصفوف الأخرى يتم إجراء اختبارات تقييمية لمعرفة مستويات الطلبة التعليمية. بينما اشتكى أولياء أمور من صعوبة اختبارات القبول التي تجريها بعض المدارس للطلبة، دون الأخذ بعين الاعتبار الظروف التي فرضتها جائحة «كوفيد 19»، وما تبعها من تحول قسري لمنظومة التعلم عن بُعد، واصفين المقابلات حتى بالنسبة للطلبة في المرحلة التمهيدية والتأسيسية بالـ«تعجيزية».



فرص



وذكر ولي أمر أنه توجه بطفلته ابنة الخمس سنوات لاختبار قبول في إحدى المدارس البريطانية بالشارقة ليفاجأ باختبار قراءة باللغتين، يفوق قدراتها، مشيراً إلى أن المدرسة منحته فرصة اختبار مرة ثانية بيد أنه يرى الفرص شحيحة تحديداً مع تراجع مستوى الأطفال في منظومة التعلم عن بُعد.

وأبدت ولية أمر تدعى فاطمة علي استغرابها من اختبار مدرسة أمريكية لطفلتها برياض الأطفال واحد وسؤالها عن الألوان والأحرف والأرقام والأشكال قائلة إن الطفل في هذه المرحلة يلج المدرسة ليتعلمها، مضيفة إن المدرسة أخطرتها أن الطفلة كثيرة الحركة وينبغي التعامل مع المسألة بشكل طبي، وذكرت أنها خرجت في حالة من الضيق وتوجهت لمدرسة أخرى قامت بإجراء مقابلة شخصية للطفلة وقبولها فوراً.





جهود



وقال عبد الرزاق حاج مواس مساعد مدير مدرسة الاتحاد الخاصة - الممزر، مع بدء عودة الحياة إلى سابق عهدها، ونجاح جهود الجميع في الحفاظ على الصحة والسلامة، شهدنا ازدياد نسبة المقبلين على اختيار نموذج التعلم وجهاً لوجه (المباشر).

وأضاف إنه تم فتح باب التسجيل في مدرسته للعام الدراسي المقبل وفق آليات سهلة ومبسطة، حيث يمكن لأولياء الأمور الراغبين بإلحاق أبنائهم التسجيل من خلال تعبئة نموذج إلكتروني مجاني، ويقوم قسم التسجيل وشؤون الطلبة بالتواصل مع ولي الأمر للإجابة عن الاستفسارات ومتابعة إجراءات التسجيل.

وأوضح أن المدرسة حرصت على عمل جولات افتراضية لأولياء الأمور، وزيارة المدرسة من خلال الجولات الافتراضية وحضور اللقاءات التعريفية للاطلاع على مرافق المدرسة والمنهج الدراسي وطرق تكييفه ليلبي الاحتياجات التعليمية الفردية للطلبة، وكذلك التعرف على أساليب التقييم والاختبارات، وكل ما يعزز الشراكة بين الأسرة والمدرسة، ليرتقي بالمستويات الأكاديمية والشخصية والاجتماعية للطلبة.



وأفاد بأن الطلبة الراغبين بالالتحاق في مرحلة الروضة يخضعون إلى مقابلة شفهية، والطلبة الراغبين بالالتحاق في الصفوف من الثاني حتى الثاني عشر باختبارات كتابية في المواد الأساسية عن بُعد بهدف تشخيص مستوى الطلبة وتقديم الدعم التعليمي الملائم، وأتاحت المدرسة لأولياء الأمور اختيار نوع نموذج التعلم ما بين الهجين أو عن بُعد وفق ما يلائم احتياجاته، وكذلك يمكن لجميع الطلبة في الصفوف من التاسع إلى الثاني عشر اختيار التقديم لبرنامج رحال (الصقر) ضمن مبادرة مؤسسة دبي للمستقبل، حيث يوفر برنامج رحال المرونة للطلبة وبرامج التعلم الخاصة بهم، وتأهيلهم ليكونوا متعلمين مدى الحياة.





تقييم



وقالت غدير أبوشمط، المديرة التنفيذية لمدرسة جيمس الخليج الوطنية، فيما يتعلق بتقييم الطلاب، فنحن في مدرسة جيمس الخليج الوطنية نتفهم التحديات التي يواجهها أولياء الأمور وأبناؤنا الطلبة، ولذلك اعتمدنا أسلوب المقابلة الشخصية عن بُعد، حيث يقوم بها مدير المرحلة الدراسية المتقدم لها الطالب، كما تعتبر هذه المقابلة والتواصل الشخصي مع الطالب والعائلة من معززات الثقة ورسالة ترحيب بهم من المدرسة، الأمر الذي لاقى استحساناً وترحيباً من قبل الأهل.



وأضافت: إننا نرحب دائماً بأولياء الأمور في المدرسة سواء أكان من خلال الجوالات الافتراضية أم الحضور إلى مبنى المدرسة، حيث يقوم فريق الاستقبال بالترحيب بهم وتتولى مسؤولة أولياء الأمور تزويدهم بكل المعلومات عن المدرسة وتاريخها ومنهجها وأهم إنجازاتها من خلال اصطحابهم في جولة ميدانية للتعرف على المرافق المتاحة والإجابة عن تساؤلاتهم، ويمكنهم كذلك مقابلة مديري المراحل المختلفة للاستفسار عن الجوانب الأكاديمية لكل مرحلة. وفي حال رغب أولياء الأمور القدوم إلى المدرسة يتم تنسيق موعد مسبق مع قسم التسجيل، حيث تتخذ المدرسة كل الإجراءات اللازمة حسب البروتوكول المتبع للحماية من «كوفيد ١٩».





وقال ماثيو تومبكنز، المدير التنفيذي لمدرسة «جيمس فيرست بوينت»: إننا نوفر مجموعة من الفرص لتعريف الطلاب الجدد وأولياء الأمور بمدرستنا، منها توفير اللقاءات والجولات الميدانية مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي واتباع الإجراءات اللازمة المتعلقة بالصحة والسلامة، إلى جانب الجولات واللقاءات الافتراضية التي يقوم بها فريق متخصص في اهتمامات الطلاب الجدد بمختلف فئاتهم العمرية.



وأوضح أن المدرسة أجرت تحديثاً على موقعها الإلكتروني لتوفير المزيد من المعلومات وإعطاء نظرة شاملة على حياة الطلاب في مدرسة «جيمس فيرست بوينت».

أما في ما يتعلق بتقييم الطلاب، فيمكن إجراء التقييمات بشكل شخصي أو افتراضي، حيث يجري بعض الطلاب امتحانات خارجية، والبعض الآخر يقدم نماذج عن عملهم والدورات التي خضعوا لها، مثل دورات مجلس تعليم الأعمال والتكنولوجيا (BTEC) للألعاب، والتصميم الرقمي الإبداعي، أو ما يصدر عنا من شهادة الثانوية العامة (GCSE) أو شهادة التعليم العامة - المستوى المتقدم (A Level) في الفنون الجميلة والتصوير.





سلامة



وقال أشرف يوسف – نائب المدير القسم البريطاني في مدرسة الشارقة الدولية الخاصة: إن المدرسة عملت على سلامة وصحة الطلبة والعاملين بالمدرسة بتحديث نظام جديد للتسجيل وهو «التسجيل المباشر» من خلال حضور الطالب مع ولي الأمر إلى المدرسة مع اتباع إجراءات الأمن والسلامة، وأيضاً نظام «التسجيل عن بُعد» لمن يرغب بذلك للطلبة القدامى والطلبة المستجدين تسهيلاً لهم وحفاظاً على سلامتهم، مؤكداً أنهم يدركون تأثير الوضع الحالي على رحلة تعلم الطلبة لذلك تعمل على اتخاذ إجراءات تسهل الالتحاق بالمدرسة مع توفير إرشادات واضحة حول منهج المدرسة وسياسة المدرسة وقوانينها، من أجل تنشئة تربوية تؤسس إلى تعليم ابتكاري لمجتمع معرفي ريادي عالمي.





دعم



ورأت رولا نسب مديرة مدرسة النور الدولية، أن آلية قبول الطلبة ينبغي أن تكون ممنهجة وغايتها تقديم الدعم للطلبة من كل الفئات، فالمسألة بمثابة مسح تشخيصي تبنى عليه خطة علاجية وليس بغاية انتقاء فئة معينة من الطلبة دون أخرى.



وأكد حسان صباح مدير مدرسة سما الأمريكية في الشارقة، أن المدرسة تضع بعين الاعتبار الوضع الحالي لعدم جهوزية الطلبة بشكل كامل، ولكنهم يحددون حداً أدنى لكل صف ومرحلة، فيما تقوم المدرسة بدعم الأهالي من خلال إرشادهم على كيفية إعداد أبنائهم مرة أخرى في حال عدم تمكنهم من إنجاز المطلوب في المحاولة الأولى وترشدهم بتوقعات المدرسة الأكاديمية وكيفية التحضير للامتحانات، مع المتابعة.