اعتبر 41 % من المستجيبين لاستطلاع «البيان الأسبوعي» أن تجاوب الجامعات مع تحديات المستقبل المهني للطلبة بحاجة لبرامج أكاديمية ديناميكية ومرنة، في الوقت الذي اعتبر 32% منهم أن الأمر يحتاج تحليلات مبنية على أبحاث، على أن 27 % منهم أفادوا بأن التجاوب يتطلب طرقاً جديدة لتقييم المناهج، وذلك عبر موقع «البيان الإلكتروني».
وفي ذات الاستطلاع ولكن عبر حساب «البيان» في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أكد 38.5 % ممن أجابوا على الاستطلاع أن تجاوب الجامعات مع تحديات المستقبل المهني للطلبة يتطلب تحليلات مبنية على أبحاث، في الوقت الذي ذكر 33.3 % منهم أن التجاوب يحتاج برامج ديناميكية ومرنة، 28.2 % أكدو أن التجاوب يحتاج طرقاً جديدة لتقييم المناهج.
وأوضح الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي أن الجامعات تعتبر هي المؤسسات والمصدر الرئيسي لاحتضان الفكر وإنتاج العلم والمعرفة والقيادات وتزويد الدولة بالخبرات والاستشارات، كما أنها مصدر سد الحاجة للبلد بالكفاءات والمهارات اللازمة لسوق العمل، ولذلك فإنه من المعول عليها كثيراً أن تسهم بشكل مباشر ونوعي في تحقيق الرؤية.
وعليه يجب أن تكون الجامعات مستعدة دائماً لوضع السياسات والخطط التنفيذية لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية وألا تكتفي بالعمل التقليدي في تقديم التخصصات الكثيرة المتكدسة بالطلاب والدفع بآلاف الخريجين غير المؤهلين في كثير من الحالات لسوق العمل والذي قد يضاعف من نسب البطالة المقنعة في المجتمع نظراً لعدم التوافق بين المخرجات وسوق العمل وتطلعات المستقبل.
وظائف جديدة
ويرى الدكتور فارس الهواري عميد كلية العلوم الطبيعية والصحية بجامعة زايد، أن تحديد المستقبل المهني للطلبة يتطلب تطوير برامج ابداعية تحتوي على معلومات ومهارات، لاسيما مهارات العصر الواحد والعشرين مثل: التفكير النقدي والإبداعي والريادي والقدرة على التواصل ومعرفة تحليلية وتكنولوجية وأن تكون هذه البرامج متوائمة مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة ومرحلة ما بعد «كوفيد19»، والأتمتة والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنه من المعروف أن 30% من الخريجين سيشتغلون بوظائف جديدة غير موجودة حالياً.
من ناحيته أوضح الدكتور عبد الله إسماعيل الزرعوني أستاذ في قسم الهندسة الكهربائية بجامعة روشستر للتكنولوجيا بدبي، ضرورة أن تتمتع البرامج الجامعية بالمرونة الكافية بما يسمح لها بمواكبة المتغيرات المتسارعة في كل المجالات لاسيما في القطاع التكنولوجي الذي يشهد طفرات متسارعة ومستمرة.
وأشار إلى ضرورة تأهيل الكادر الأكاديمي للتعامل بمرونة مع مستويات الطلبة المتفاوتة، لافتاً إلى أن هذا الأمر يمثل تحدياً كبيراً للجامعات، كما يجب تأهيله بالقدر الذي يسمح بتطويع المناهج الأكاديمية وأسلوب وطرائق التدريس وفق ما يواكب المتغيرات الحاصلة باستمرار، بالإضافة إلى ضرورة وأهمية تطوير طرق تقييم الطلبة والاستغناء عن أساليب التقييم القديمة المتمثلة في الامتحانات المباشرة، واستبدالها بأساليب أخرى مثل التقييم بالمشاريع والأبحاث العملية وغيرها.
وقال إن المشكلة تكمن في أن الأساليب التقليدية لتقييم المناهج والطلبة ما زالت معتمدة من وزارة التربية، فيما تحتاج إلى إعادة نظر لاستحداث أخرى بديلة تتمتع بمرونة أعلي وذلك بمعاونة أرباب العمل والصناعات.
ربط
بدورها تقول الدكتورة ريتا زغيب الأكاديمية بكلية هندسة الكمبيوتر والعلوم الحاسوبية بالجامعة الكندية بدبي، أنه يجب ربط مشاريع الأبحاث على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا وأبحاث الأكاديميين، بمستجدات العلم ومشكلات المجتمع وقضاياه، معتبرة أن هذا تحدٍ حقيقي ورئيسي يواجه الجامعات ومراكز البحوث، التي توفر أسس وقواعد الفكر ورعاية المواهب ودعم مشاريع الابتكار والإبداع لدى الطلاب والأساتذة، باعتبار الجامعات هي محاضن الإبداع ومراكز البحوث، التي توفر أسس وقواعد الفكر ورعاية المواهب وصقلها، واقتراح حل المشكلات واكتشاف أسباب الأمراض وطرح علاجها.
وشددت على ضرورة أن تقترح الجامعات برامج ديناميكية ومرنة لمواكبة التطور ولتجهيز الطلبة لسوق العمل، مؤكدة أن الأبحاث وابتكار أساليب جديدة للتقييم تعتبر من أساسيات عمل الجامعات.