حذر تربويون مما يروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمنصات إلكترونية مجهولة تضطلع بدور خطير في تقديم بعض الأمور للطلبة كحل الاختبارات والواجبات المدرسية وعمل المشاريع وتدريب الطلبة على اجتياز الامتحانات، وهو ما وصفه تربويون بالأمر الخطير.

وأكدوا أن مثل هذه الخدمات تؤثر بشكل مباشر سلباً على تركيز الطلبة، وخصوصاً خلال هذه الأيام التي يستعد فيها الطلاب والطالبات للامتحانات النهائية، فضلاً عن دفعها الطلبة إلى التكاسل والتواكل والاعتماد على مصادر مجهولة في اجتياز الامتحانات.

وقالوا: إن مثل هذه الخدمات تعرض الطالب لمغامرة غير محسوبة، قد تصل به إلى الإخفاق في الامتحانات، أو عدم تحقيق النتائج المطلوبة، داعين وزارة التربية والتعليم للتصدي لمثل هذه المخالفات الجسيمة التي تقع في حق العملية التعليمية وسياستها المعتمدة على تنشئة طلاب وطالبات على الجد والمثابرة في تحصيل العلم، وليس على التواكل.

ورفض التربويون أن يطلق على مثل هذه الممارسات والأنشطة الخاطئة اسم (خدمات تعليمية)، مؤكدين أن الخدمات التعليمية لها مؤسساتها ومصادرها الموثوقة والمعتمدة والمعلومة للجميع، وأن محاولة استغلال التقنيات ونظام التعليم عن بُعد في مثل هذه الأعمال غير التربوية والمشبوهة، من شأنها الإضرار بمصلحة الطالب، الذي يمثل للوزارة محور العملية التعليمية وهدفها الأساس.

وحذر المستشار التربوي يوسف الحوسني، الآباء من تقديم مساعدات لأبنائهم، أثناء تقديم الاختبار أو اللجوء لأشخاص أو لمعلمين لتقديم المساعدة في حل الاختبار، لأن ذلك يخلق جيلاً متواكلاً وضعيفاً دراسياً ومهارياً، كما أنه يُنَافِي النظام قانوناً وشرعاً.‏‏

أدوار

وتحدث الحوسني عن أهمية الأدوار والواجبات المنوطة بكل ركن من أركان العملية التعليمية، في الوقت الذي تعاني فيه العملية التعليمية بمختلف أركانها (الطالب - ولي الأمر - المعلم - الإدارة المدرسية) من سلبيات وعواقب الدروس الخصوصية، والتي جاءت في هذه الفترة بثوبها الجديد في العالم الافتراضي، وفي ظل التعلم عن بعد، مما يزيد من تلك المعاناة.

وأوضح أن الدروس الخصوصية التي يلجأ إليها الطلبة وأولياء أمورهم خلال فترة الامتحانات ليست سِوى تهيئة الطالب للامتحان فقط، وبالتالي لا تُسهم في تحسين مستواه في مهارات المادة التي يجب أن يُتْقِنها ليستطيع الاستمرار في النجاح والتفوق في حياته المدرسية والجامعية والعملية المستقبلية.

حلول

ولاحظت غدير أبوشمط، مديرة مدرسة جيمس الخليج الوطنية في الآونة الأخيرة أن بعض أولياء الأمور لجأوا للدروس الخصوصية لحل الواجبات أو حتى المساعدة في الامتحانات خلال اتباع أولادهم نموذج التعلم عن بعد، لذا شددت على أهمية عدم اللجوء للدروس الخصوصية إلا عند الضرورة القصوى خصوصاً في المراحل الابتدائية.

ففي حال أدرك الأبناء أن الدروس الخصوصية أمر سهل الحصول عليه، سيفقدون الاهتمام بالحصص وقد يؤدي ذلك إلى نوع من اللامبالاة. فبدل الرجوع إلى المعلم المعني لتوضيح فكرة أو مفهوم استصعبوه خلال الدراسة، يصبحون كثيري الشكوى ويلقون اللوم على المدرسة أو المعلم نفسه.

ونصح نافيد إقبال، مدير مدرسة جيمس متروبول، الطلبة بتلقي الدعم باللجوء إلى المنصات الرقمية المتخصصة بالمناهج التعليمية التي تعتبر مفيدة جداً للطلاب، والتي يتم تحديدها من قبل المدرسة، حيث تساعدهم للتدرب على محتوى الامتحانات وكذلك تطبيق ما تعلموه من دروسهم.

وأكد أهمية أن يختار الطالب تطبيقاً مرتبطاً بالمنهاج التعليمي الذي سيتم اختباره به، لأنه بعكس ذلك سيتعلم محتوى لا يدرّسه معلموه أو لا يغطّونه، كما يمكن للمعلمين الوصول إلى هذه المنصات ليراقبوا مدى تقدّم طلابهم، مما يعزز دورها لدعم مسيرة الطلاب التعليمية بشكل كبير مقارنة بالمنصات الفردية التي قد تكون مفيدة ولكن تفتقد للمتابعة من قبل المعلمين.

15 منصة

ودعت المعلمة بدور شاهين الطلاب إلى الابتعاد عّن الدروس الخصوصية الافتراضية، والاستفادة من المنصات التعليمية التي وفرتها مؤسسة الإمارات التعليم المدرسي التي يبلغ عددها أكثر من 15 منصة تعليمية افتراضية في مختلف المجالات والمراحل والتخصصات التي تحتوي على دروس رقمية تفاعلية وأنشطة تفاعلية مختلفة تناسب المراحل الدراسة للطلاب ويمكن الوصول إلى هذه المنصات في أي زمان ومكان.

خطة

في المقابل قامت المدارس بمختلف النطاقات التعليمية بوضع خطة داعمة تحتوي على دروس مسجلة وحصص إضافية وإضافة أنشطة إثرائية ومراجعة للطلاب على بوابة التعلم الذكي وهناك مشروع مبتكر لطلبة الثانوية العامة من مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي مبادرة الأكاديميات الافتراضية في المواد التالية، اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء والأحياء، للارتقاء بمستواهم وتحصيلهم الأكاديمي وتهيئتهم للاختبارات النهائية.

ووجهت المعلمة فاطمة الظاهري، الطلبة بالابتعاد عن هذه الأساليب السلبية، لما تسببه من أضرار على المدى القريب والبعيد في مراحلهم الدراسية التي تعتمد على مهارات معرفية ولا بد أن يكون الطالب قد تمكن منها وتجاوزها إلى ما هو أعلى منها، في توافقية تراكمية علمية مبنية على أسس واضحة من المصداقية لدى الطالب أولاً، ففي نهاية الأمر كل ما يتعلمه سيكون حصيلته العلمية ودرجاته العلمية الحقيقية التي يستند عليها وطنه الغالي من خلال استثمار المعرفة لدى أجيال المستقبل الذين يأخذون على عاتقهم أمانة الرسالة والوفاء بالجميل في سياق علمي رصين.

واعتبرت حنان أبو سالم مديرة قسم الطالبات مدرسة الاتحاد الخاصة الممزر، أن الدروس الخصوصية الهدف منها ربحي أكثر من كونه تربوياً، وتسهم في إهمال الطالب واتكاله على مصادر خارج المدرسة مما يؤثر على تركيزه والتقليل من قدرته على الاعتماد على نفسه في البحث عن المعلومات ومحاولة التعلم لوحده.

وشددت على دور أولياء الأمور في تقديم المساعدة لأبنائهم بشكل لا يضرهم على المدى البعيد (يمكنهم مثلاً الاستعانة بفيديوهات تعليمية على شبكة الإنترنت)، وتشجيعهم على المتابعة المستمرة وبشكل منتظم تجنباً لتراكم الدروس.

مساهمة

من المنصات التعليمية التي تساهم في مساعدة الطالب بشكل صحيح خلال فترة الاختبارات بوابة التعلم الذكي، وهي منصة مدرسة، ماجروهيل

Mc Graw Hill، أوكسفورد oxford university press، كولدج بورد، كود دوت أورجcde.org،ماتيفك Matific وألف Alef، ومنصة Twig، ينمو Ynmo، ومنصة نهلة وناهل، بووكليب، ليرنتك، وما يكروسوفت تيمز.