أبلغت مدارس خاصة في دبي أولياء أمور بمنع أدوات القرطاسية والحقائب المدرسية، التي تحمل لعبة «البوبيت» المصنوعة من السيلكون أو البلاستيك، والتي تشبه الفقاعات الهوائية المستخدمة لتغليف المواد القابلة للكسر، والتي انتشرت مؤخراً في الأسواق بشكل واسع حتى طالت أدوات القرطاسية والحقائب المدرسية.
وتأتي اللعبة على شكل دائري أو مربع أو قلب أو نصف دائرة أو مثلث تحتوي على فقاعات بألوان مختلفة، يسهل على الأطفال التعامل معها، كونها خفيفة الوزن وتنتشر في الأسواق وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وانتشرت تلك اللعبة في بلدان كثيرة حول العالم، ويستخدمها الأطفال بدافع أنها تخفف التوتر والضغوطات، وعلى الرغم من تصنيفها من الألعاب الحسية التي يمكن استخدامها في الإدراك الحسي للأطفال، وهو أسلوب يعتمد في طرق التربية الحديثة، إلا أن اختصاصيين أكدوا أن لها نتائج سلبية في حال استخدامها من دون رقابة ولفترات طويلة، إذ تؤدي إلى تطوير السلوك الانطوائي للأطفال.
وأوضحت لميس محمد، ولية أمر، أن مدرسة ابنتها أبلغتها بمنع أدوات القرطاسية والحقيبة التي تحمل لعبة «البوبيت»، وذلك حرصاً من إدارة المدرسة على حماية الأطفال، وخاصة رياض الأطفال، حيث تتسبب الفقاعات التي يسهل خلعها في الاختناق، كما أنها تشتت انتباه الأطفال وتعيق حركة التعلم الجماعية.
وفي الوقت ذاته أكدت إدارة المدرسة، التي تحفظت على ذكر اسمها، أنها منعت استخدام هذه اللعبة داخل المدرسة لكافة الصفوف سواء الطلبة الصغار والكبار، حتى لو كانت على شكل أدوات القرطاسية أو حقيبة مدرسية، وذلك حفاظاً على صحة وسلامة الأطفال من الأضرار التي تطالهم من خلال استخدامها دون رقيب.
ومن جهتها نصحت هيفاء زياد عويس الأخصائية النفسية بعدم الانفراد بهذه اللعبة ولفترات طويلة، خصوصاً في مرحلة الطفولة المبكرة، مؤكدة أن لها نتائج سلبية في حال استخدامها من دون رقابة ولفترات طويلة، إذ تؤدي إلى تطوير السلوك الانطوائي للأطفال.
وتابعت: إن كل الألعاب لها إيجابيات وسلبيات، تعتمد على الطريقة التي يتم فيها استخدامها والتوقيت والفئة العمرية، ونصحت باستخدام اللعبة للفئة العمرية من خمس سنوات فما فوق، حيث إنها قد تسبب خطورة لما دون الخامسة بسبب اعتيادهم على وضع الأشياء بفمهم، إلا أنها بعد هذا العمر مفيدة في تعزيز التآزر الحركي البصري لدى الأطفال، وقد تستخدم كأداة تعليمية للألوان والأشكال، كما أنها مفيدة في التعامل مع حالات التوتر ونوبات الغضب بحيث تكون أداة مساعدة مصاحبة لبرنامج التدخل العلاجي المتخصص، كما يمكن أن يستخدمها بعض المعلمين وبطريقة منظمة لتقليل الحركة الزائدة عند الأطفال أثناء الشرح، على أن يتم الاتفاق على الكيفية والتوقيت.
وذكرت أنه يمكن أن تكون وسيلة لتمضية أوقات الانتظار في ازدحام مروري أو انتظار موعد، خاصة للأطفال الذين تعودوا على الأجهزة الذكية، فقد تكون حلاً بديلاً لتجنب نوبات الغضب والأعراض المصاحبة لترك الجهاز الإلكتروني، مع التشديد أيضاً على أهمية الوقت الزمني الذي يمضيه الطفل في هذه اللعبة.
وفي السياق ذاته نصحت الاختصاصية الاجتماعية شاهيناز أبوالفتوح، أولياء الأمور بعدم الانسياق وراء الألعاب التي تظهر في الأسواق دون الوقوف على فائدتها وأضرارها، وخاصة أنها أصبحت عادة تظهر سنوياً في الأسواق لغزو عقول الأطفال بألعاب جديدة لتحقيق أرباح كبيرة.
وحذرت من اصطحاب أدوات القرطاسية التي تحمل لعبة البوبيت إلى المدارس، لأنها تشغل الطلبة عن الانتباه للحصص، ويسيء الأطفال استخدامها، وتفقدهم قدرتهم على التجاوب والتفاعل مع المعلم.