مع بداية العام الأكاديمي الجديد وضعت جامعات في دبي خطط عمل شاملة لتعزيز الصحة النفسية لطلابها وخاصة المستجدين، من خلال لجان متخصصة وأنشطة وبرامج لمساعدة الطلبة على التخلص من التوتر والقلق وتحقيق التكيف مع المرحلة الجامعية والمجتمع الأكاديمي وهو ما ينعكس على التحصيل والتفوق.

وأكد أكاديميون لـ«البيان» أن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، والمنتقلون من المرحلة الثانوية إلى مرحلة جديدة كلياً عليهم وهي المرحلة الجامعية يحتاجون الدعم النفسي لتعزيز اندماجهم في المرحلة الجامعية.

تحقيق التوازن

وقال الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي أن الجامعة توفر متخصصة في مجال الصحة النفسية والاجتماعية تعمل مستشارة نفسية، على إعادة تعزيز الانتظام لمساعدة الطالب على تحقيق التوازن الجيد بين الوقت المخصص للدراسة والوقت المخصص للترفيه لتعزيز تركيزه وزيادة إنتاجيته.

وأكد أهمية تشجيع الأسر والأكاديميين للطلبة على التعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم المتعلقة بالالتحاق بالمرحلة الأكاديمية، ويتم تحقيق ذلك من خلال الجلسات النقاشية معهم وتقديم الدعم العاطفي المناسب، مع النصائح والتوجيه، بهدف تقديم الدعم الأكاديمي

نشر الوعي

وأوضح البروفيسور الدكتور عبدالله الشامسي مدير الجامعة البريطانية بدبي أن الجامعة لديها لجنة متخصصة تحرص ضمن أهدافها على تعزيز الصحة النفسية للطلبة ونشر الوعي بينهم، وتعزيز استعداداتهم الشخصية والأكاديمية التي تهدف إلى تحقيق النجاح والتفوق الدراسي، ويسهل انتقالهم بثقة إلى مرحلة دراسية جديدة، والعمل على تحديد أهدافهم الأكاديمية والشخصية للعام الدراسي.

 

جهود

وقال الدكتور محمد أحمد عبدالرحمن مدير جامعة الوصل بدبي: إن طلبة الجامعة المستجدين يواجهون حياة جديدة في بداية العام الأكاديمي الجديد، وهذه الحياة قد تصاحبها اضطرابات وتوتر وقلق، قد تؤدي إلى أزمات نفسية تصل في بعض الأحيان إلى مرحلة مرضية، مما قد يؤثر سلباً على التحصيل الأكاديمي للطالب.

أنشطة فصلية

وأردف: إيماناً من جامعة الوصل بأهمية الدعم النفسي لطلابها لتفادي مثل هذه الاضطرابات، ولتحقيق التوازن النفسي لطلابها، تنظم الجامعة ضمن أنشطتها الفصلية، محاضرات وورش عمل للدعم النفسي لطلبتها، وتوجه عمادة شؤون الطلبة والمرشدين الأكاديميين للإجابة عن استفسارات الطلبة المختلفة، وتوضيح كل المسائل المتعلقة بالعملية التعليمية والإدارية داخل الجامعة، وتبسيطها بصورة تسمح للطلبة بتقبلها نفسياً.

وأضاف إن هذه المحاضرات والأنشطة تهدف إلى توعية الطلبة وخاصة المستجدين بضرورة الانخراط المثالي في المجتمع الجامعي، والبعد عن العزلة، وتقدم دعماً يكون الهدف منه السيطرة على القلق والرهاب من التجربة الجديدة، وتعريف الطلبة بحقوقهم ومسؤولياتهم وتوضيحها، بما يحدث في نفسية الطلبة توازناً عاماً يؤهلهم للتفوق في التحصيل العلمي، بل الابتكار.

بيئة سليمة

وأكدت ميرة عمر الفطيم، رئيسة مجلس التوطين في مجموعة الفطيم عضو مجلس إدارة في «مؤسسة الفطيم التعليمية» أهمية دور التربويين والأكاديميين في تحفيز ودعم الطلبة بما يضمن نموهم الأقصى والأمثل، من النواحي الأكاديمية والفكرية والشخصية والنفسية. إن توفير البيئة السليمة للطلاب لا يقتصر فقط على المرافق الدراسية والغرف الصفية، بل يتعدى ذلك إلى العمل الجاد على توفير بيئة متوازنة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات الطلاب من راحة البال وتخفيف الضغوط ودعم قدرتهم على مواجهة المواقف الصعبة والتحديات وغيرها.

وأشارت إلى أن إمارة دبي توفر بيئة تعليمية وأكاديمية مبتكرة تسهم في تحسين تجربة الطالب من خلال استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتلبية احتياجات الطلاب الفردية.

وقالت: إن تعزيز الذكاء العاطفي يلعب دوراً مهماً في نجاح التجربة التعليمية، وخاصة في عالم يعاني فيه المراهقون والشباب من القلق، ويواجهون صعوبات في التعلم لمواكبة تسارع الحياة، مشيرة إلى حرص مؤسسة الفطيم التعليمية على تبني الأساليب المبتكرة التي تدعم تطور أنظمة التعلم، بما في ذلك تعزيز الذكاء العاطفي .