حققت الدبلوماسية الإماراتية على مدار العقود الـ5 الماضية إنجازات عربية وعالمية غير مسبوقة، وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة طموحات مستقبلية كبيرة لتكون في الصدارة عالمياً بمختلف المجالات.



وبدأت دولة الإمارات العربية المتحدة «عام الخمسين» بتحقيق رؤيتها الهادفة لأن تكون ضمن أفضل دول العالم من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إذ تضمنت الأجندة الوطنية مجموعة من المؤشرات الوطنية في قطاعات التعليم، والصحة والاقتصاد والأمن والإسكان، والبنية التحتية والخدمات الحكومية والسياسة الخارجية.



وكان إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأن عام 2020 هو «عام الاستعداد للخمسين»، شارة البدء في صياغة استراتيجية عمل وطنية هي الأكبر من نوعها للاستعداد للخمسين عاماً المقبلة على كافة المستويات الاتحادية والمحلية، وذلك بمشاركة كافة فئات المجتمع في تصميم مستقبل الـ50 عاماً المقبلة لدولة الإمارات العربية المتحدة.







نهضة وازدهار



ولم تكن الدبلوماسية الإماراتية بمنأى عن مسيرة التطور والنمو التي شهدتها الدولة خلال العقود الـ5 الماضية، بل كانت أحد العوامل المؤثرة في النهضة والازدهار بفضل الرؤية السياسية الثابتة للقيادة الرشيدة والقائمة على الحكمة والاعتدال واحترام الحقوق وحمايتها، والعمل على ترسيخ مكانة الدولة على الساحة الدولية، ونجاحها في بناء علاقات التعاون الدولي، حتى أصبحت الدبلوماسية الإماراتية تجسد نموذجاً للأداء المتميز الهادف للارتقاء بالخدمات المقدمة لمواطني دولة الإمارات، والتواصل الفعال والتأثير الناجح لتحقيق المصالح الوطنية.



وتشكل وزارة الخارجية والتعاون الدولي عبر سفاراتها وإداراتها المختلفة وبعثاتها الدبلوماسية المنتشرة حول العالم، بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومن خلال سفرائها وممثليها ودبلوماسييها، صلة الوصل بين القيادة الرشيدة للدولة وقادة وشعوب العالم بكافة أطيافه، وتعمل الوزارة على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بينها وبين دول العالم على مختلف الصعد والمجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وتتبنى الوزارة مبادئ  قيادتها التي تهدف إلى الحفاظ على الإنسان ورفع مستواه الفكري والحضاري، وتطوير قيم التنمية والحضارة الإنسانية، وتعزيز مقومات النهضة الاقتصادية والثقافية، وإرساء دعائم السلام والإخاء في العالم، وهو الأمر الذي أكسب المواطن الإماراتي احتراماً وتقديراً كبيرين أينما حل خارج الإمارات، وعزز مكانة الدولة على الساحتين الإقليمية والدولية.



ومنذ قيام اتحاد الإمارات في الثاني من ديسمبر من العام 1971، استطاعت دبلوماسية الإمارات تحقيق سلسلة طويلة من النجاحات والإنجازات على كافة الأصعدة، حيث التزمت بمبدأ تعزيز الأمن والسلام والتنمية المستدامة في مختلف أرجاء المنطقة والعالم، وهو المبدأ الذي أرسى دعائمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتسير من خلفه القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في التأكيد على هذا البعد وتعميقه وتطويره عبر مساهمات جليلة قامت بها الدولة على مختلف الصعد.



ولعبت الدبلوماسية الإماراتية دوراً محورياً في العمل من أجل احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات الناشبة، خلال العقود الماضية سواء على صعيد المنطقة أو خارجها وسعت بشكل دؤوب ومستمر لتعزيز مختلف برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والإنمائية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للعديد من الدول النامية خاصة تلك التي تشهد حالات نزاع أو كوارث طبيعية. 



ولا شك في أن هذا النجاح الدبلوماسي الإماراتي الذي يسجّل بأحرف من نور في تاريخ الدبلوماسية الإماراتية يمثل مصدراً للفخر لدى أجيالها المتعاقبة، وصورتها الناصعة على الساحة الدولية، وثقة العالم بها وما تمتلكه من إمكانات وقدرات كبيرة، إذ نجحت في توفير البيئة الاقتصادية والاستثمارية الملائمة والمواتية لنمو قطاع الأعمال والاستثمار الإماراتي، وتمهيد الطريق أمام هذه القطاعات التنموية لتنفيذ مشاريعها الاستثمارية في مختلف أنحاء العالم، وذلك من خلال توقيع اتفاقيات مختلفة مع دول العالم.



وتسعى دولة الإمارات كونها مركزاً تجارياً وإبداعياً، إلى جمع الدول لاغتنام الفرص التي تتيحها التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وتستخدم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذج «الاستعداد للمستقبل»، حيث تتنبأ بالفرص والمخاطر المستقبلية وتعمل على معالجتها، كما هو الحال عندما ساعدت الدولة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على إطلاق لجنة رفيعة المستوى حول التعاون الرقمي. كما شهد عام 2020 إطلاق مركز محمد بن راشد للفضاء مسبار الأمل كأول مهمة بحثية عربية نحو المريخ، التي تم تنفيذها من خلال التعاون مع عدد من الدول.







جهود عالمية



وقادت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات والكوارث خطة الاستجابة، حيث بادرت ومنذ بداية أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد بإجلاء مواطني الدولة من عدد من الدول المتأثرة، ونوّهت إلى المواطنين المتواجدين خارج الدولة بأهمية اتباع تعليمات وإجراءات السلامة والوقاية الطبية والتسجيل في خدمة تواجدي والتواصل مع السفارات في بلد المقر أو بمركز الاتصال في الوزارة عند الضرورة. وفي هذا الإطار أنجزت دولة الإمارات 166 عملية إجلاء جوية وبرية لمواطني الدولة ومرافقيهم حتى الآن، تضمنت 4043 شخصاً من 61 دولة.  كما قامت دولة الإمارات بإجلاء عدد من رعايا دول شقيقة وصديقة تقطعت بهم السبل في دول وجزر أخرى، تماشياً مع الجهود التي تبذلها الدولة في إطار تضامنها مع الدول المتضررة من فيروس كورونا المستجد، وتمهيداً لإعادتهم إلى بلادهم، ولم شملهم بعائلاتهم.



كما قدمت دولة الإمارات في إطار عملها الدؤوب والمستمر في دعم الجهود العالمية الرامية إلى الحد من انتشار فيروس (كوفيد 19)، المساعدات الطبية والمستلزمات الوقائية إلى 137 دولة حول العالم، واستفاد منها أكثر من مليونين من العاملين في القطاع الصحي لدعم جهودهم في احتواء الوباء.



وفرضت الأزمة الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد ضرورة التأقلم مع واقع جديد في كافة المجالات والذي تطلب نقلة نوعية وإعادة النظر في دبلوماسية المستقبل.



 



سعادة المواطن



وارتبطت الإنجازات الدبلوماسية للدولة على الدوام بسعادة المواطن فكان أحد أبرز هذه الإنجازات توقيع دولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي في مايو 2015 بمجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل على اتفاقية ثنائية يعفى بموجبها مواطنو الدولة من تأشيرة «الشنغن» حيث كانت هذه الاتفاقية البداية لسلسلة من الاتفاقيات التي مكنت أبناء الدولة من الدخول إلى نحو 138 دولة حول العالم دون تأشيرة مسبقة.



ويعكس هذا الإنجاز الكبير مدى نجاح الدبلوماسية الإماراتية خلال الفترة الماضية في تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة إلى الانفتاح على جميع دول العالم، كما يأتي نتاجاً لجهود الدبلوماسية الإماراتية في إقامة علاقات وشراكات استراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وتربوية وصحية ما يسهم في تعزيز مكانة الدولة في المجتمع الدولي.