قال ألكسندر رودين، رئيس مركز التجارب على مطيافية الأشعة تحت الحمراء بمعهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، إن وصول «مسبار الأمل» الإماراتي إلى المريخ، دشن عصر المشاركة العربية في تطوير المعرفة في مجال الفضاء، وتوظيفها في خدمة البشرية. 

ووصف رودين في حديث خاص لـ«البيان» وصول المسبار إلى مدار المريخ، بأنه كسر احتكار عدد من الدول هذا المجال، وشكل فاتحة لبدء نقلة نوعية في تطوير قطاع الفضاء، وأولى ثمرات مشروع علمي عملاق، سيعطي نتائج حميدة للقطاعات الحيوية الأخرى، بما فيها الاقتصاد، كما أنه أعاد للحضارة العربية دورها البارز في المعرفة الإنسانية والتطور العلمي.

قوة فضائية عظمى

وتوقف الخبير الروسي عند أهمية تغلب المسبار على تحديات النقطة العمياء، وتجاوزه لها من المرة الأولى ومن دون مشكلات تذكر، عادّاً إياها علامة فارقة في كفاءة المسبار وحسن إعداده ليتم مهمته بنجاح، مذكراً بأن الوصول إلى مدار المريخ ما زال حتى اليوم عملية في غاية التعقيد، رغم التقدم العملي وعشرات التجارب التي أجريت في هذا الخصوص، ما جعل من الإمارات قوة فضائية عظمى، وثالث دولة في العالم تصل إلى مدار الكوكب الأحمر من المحاولة الأولى. 

وذكر بأن نحو 60% من البعثات العلمية الدولية السابقة التي أرسلت إلى المريخ باءت بالفشل، بسبب انفجار المسبار أو احتراقه أو بسبب مشكلات واجهته في عملية الهبوط عبر الغلاف الجوي للكوكب. 

وتابع إن المناورات الدقيقة والمدروسة التي أجريت على المسبار بشكل محكم، جاءت نتيجتها مبهرة، متجاوزاً بذلك أربع مراحل رئيسة في رحلته الفضائية، وتمكن بفضل أجهزة الدفع العكسي الستة التي عملت بكفاءة، من الدخول بأمان في مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر.