يجري فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» عمليات معايرة وإعادة ضبط للأنظمة تمتد نحو 45 يوماً، وذلك في أعقاب الانتقال إلى المدار العلمي، فيما تأتي هذه الخطوة بعد انتهاء مرحلة عمليات دخوله لمدار الالتقاط والتي تم خلالها التأكد من كفاءة المسبار وأنظمته الفرعية وأجهزته العلمية.

وسيبدأ فريق المشروع تنفيذ مرحلة الانتقال إلى المدار العلمي عبر مجموعة عمليات لتوجيه مسار المسبار لنقله إلى هذا المدار بأمان، علماً بأن كل عملية تواصل مع المسبار في هذه المرحلة تستغرق ما بين 11 إلى 22 دقيقة، نظراً لبعد المسافة بين كوكبي الأرض والمريخ.

فيما سيتم استخدام المزيد من الوقود الذي يحمله المسبار على متنه، وسوف تتبع ذلك عمليات رصد دقيقة لموقع المسبار، للتأكد من وجوده في المدار الصحيح، وبعدها سوف يتم إجراء عمليات معايرة شاملة لأنظمة المسبار (الأصلية والفرعية)، والتي تصل نحو 45 يوماً، وتشبه تلك التي كان الفريق قد أجراها عقب عملية إطلاق المسبار في العشرين من يوليو الماضي.

وتستمر مرحلة الانتقال من المدار الأولي «الحالية» إلى المدار العلمي، نحو شهرين تقريباً للتأكد من صحة كافة الأجهزة لمعايرة المعطيات فيها إذا اقتضى الأمر، فيما يلي ذلك تعديل المسار بشكل طفيف إذا احتاج الأمر لدخول المسبار مداره العلمي، من جهة أخرى تعتبر المرحلة الأصعب من عمر رحلة مسبار الأمل قد انتهت، والعملية الآن أسهل إلى حد بعيد نظراً لوجوده ضمن منطقة جاذبية كوكب المريخ.

مدار بيضاوي

وتتضمن المرحلة التالية من رحلة مسبار الأمل الانتقال من مدار الالتقاط حالياً حول المريخ إلى مدار علمي مناسب حول الكوكب الأحمر حتى يتمكن من أداء مهامه العلمية المخطط لها، على ارتفاع 1000 كيلومتر فوق سطح المريخ وعلى بعد 49,380 كيلومتراً منه، ومن الضروري أن يكون المدار العلمي بيضاوي الشكل لنجاح المهمة، فيما تستغرق مدة الدورة الواحدة حول الكوكب الأحمر حوالي 40 ساعة في هذه المرحلة ما قبل الأخيرة من رحلة المسبار.

وبعد اكتمال مرحلة المدار العلمي يبدأ مسبار الأمل المرحلة الأخيرة وهي مرحلة «بدء المهمة العلمية»، وخلالها يتخذ «مسبار الأمل» مداراً بيضاوياً حول المريخ على ارتفاع يتراوح ما بين 20,000 إلى 43,000 كيلومتر، ويستغرق فيها المسبار 55 ساعة لإتمام دورة كاملة حول المريخ. 

رصد دقيق

وسترصد الأجهزة المتطورة التي يحملها مسبار الأمل خلال المرحلة العلمية كل ما يتعلق بكيفية تغير طقس المريخ على مدار اليوم، وبين فصول السنة المريخية، بالإضافة إلى دراسة أسباب تلاشي غازي الهيدروجين والأوكسجين من الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، والتي تشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزئيات الماء، وكذلك تقصي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلى والعليا، ومراقبة الظواهر الجوية، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة.

ونجح المسبار في تجاوز الكثير من التحديات غير المسبوقة على المستويات اللوجستية والعلمية والتشغيلية، كان أخطرها مرحلة دخول مدار الالتقاط التي تمت بنجاح مساء الثلاثاء 9 فبراير 2021 بعد عملية الإبطاء الدقيقة لسرعة «مسبار الأمل» باستخدام محركات الدفع العكسي لمدة 27 دقيقة من 121,000 كم/ ساعة إلى 18,000 كم/ ساعة، والتي سمحت بدخوله بأمان إلى مدار الالتقاط، وأفسحت المجال للمرحلتين التاليتين المتمثلتين بدخول المسبار مداره العلمي حول المريخ وبدء مهامهم العلمية التي تتواصل لعام مريخي كامل.

جدول اتصال

تتابع المحطة الأرضية بمركز محمد بن راشد للفضاء حركة المسبار أولاً بأول لمواصلة مهامه التالية، إذ تمت جدولة الاتصال اليومي مع المحطة الأرضية والذي يمكن فريق العمل من إجراء عمليات تحميل سلسلة الأوامر وبيانات العمليات المختلفة بشكل منظم.

من ناحية أخرى تمت برمجة الـ3 أجهزة علمية المتطورة على متن مسبار الأمل، لجمع مختلف المعلومات والبيانات عن طبقات الغلاف الجوي للمريخ، ومن ثم إرسالها إلى الفريق العلمي للمشروع لتحليلها ودراستها، حيث تمت إعادة فحص واختبار جميع الأجهزة الفرعية قبل الانتقال إلى المرحلة العلمية.