ألقى ماجد حسن السويدي سفير الدولة لدى المملكة الإسبانية، محاضرة بعنوان «نحو عالم جديد: العلاقات الدولية والتطور المستدام»، في كلية إدارة الأعمال بمدريد، بحضور طلبة قسم الدراسات الجيوسياسية والدبلوماسية، تحدث خلالها عن رؤية دولة الإمارات المستقبلية، واهتماماتها بمجالات الاستدامة والطاقة النظيفة، ودور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في تطوير مجالات الطاقة المتجددة.
استهل المحاضرة بعرض تقديمي حول نشأة دولة الإمارات وتاريخها، مسلطاً الضوء على رؤية المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وسعيه لجلب الخبرات العالمية، وتوفير أساليب التكنولوجيا الحديثة العاملة في مجال الطاقة المتجددة، شكلت لدولة الإمارات إرثاً من الاستدامة، يتم تطبيقه حالياً في المجالات الاقتصادية المختلفة.
وأكد أن انتهاج دولة الإمارات لسياسة تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد، ليس وليد اليوم، ولكنه بدأ منذ فترة طويلة، برؤية من مؤسس الدولة، حيث تم وضع التشريعات المنظمة، لضمان تنوع المصادر الاقتصادية لدولة الإمارات، حتى أصبحت قوة اقتصادية عالمية، كما أنها نجحت في استثمار الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به، وتطوير قطاعات النقل والخدمات اللوجستية والطيران والموانئ والشحن، والتي أسهمت في نجاح سياسة التنويع الاقتصادي، وخلق بيئة تنافسية تشجيعية، لاستقطاب الاستثمارات الخارجية.
وتحدث عن الاستدامة والطاقة المتجددة، موضحاً اهتمام دولة الإمارات بتعزيز مفهوم الاستدامة في كافة القطاعات، وإرساء بنية تحتية متكاملة، لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع المحافظة على سلامة البيئة.
تطوير
وأكد أن دولة الإمارات، تركز على التطوير في خمسة مجالات ذات أولوية، تشمل: الاقتصاد والموارد الاجتماعية والموارد البشرية والبنية التحتية والبيئة، للوصول إلى اقتصاد ومجتمع مزدهر ومتنوع وحيوي، مشيراً إلى اهتمام قيادة الدولة الرشيدة، بتنفيذ عملية النمو الاقتصادي المباشر، عن طريق إنشاء صناعات جديدة، واستخدام التقنيات الحديثة عبر الذكاء الاصطناعي، وتطوير القدرات والكفاءات الإماراتية، لضمان توافر قوة عاملة وطنية عالية المهارة، تقود هذه الصناعة لعقود قادمة.
وأشار إلى أهمية عام 2021 بالنسبة لدولة الإمارات، إذ يعد نقطة الانطلاق لأكبر استراتيجية عمل وطنية، للاستعداد للأعوام الخمسين المقبلة، على كافة المستويات، الاتحادية والمحلية، ويأتي على رأسها مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن دولة الإمارات، تولي اهتماماً كبيراً لتطوير وتعزيز إنجازاتها في مجال العلوم والتكنولوجيا، وخاصةً في مجال الذكاء الاصطناعي، عبر تفعيل العديد من البرامج والمبادرات وورش العمل في جميع الجهات الحكومية، تركز على الآليات التطبيقية لهذا المجال، وتنظيم قمة عالمية سنوية، تجمع الكوادر العلمية العالمية في الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن إنشاء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والتي تعتبر أول جامعة من نوعها في العالم للدراسة والبحث في الذكاء الاصطناعي بمختلف مجالاته، حيث اجتمعت عقول العلماء الخبراء في هذا المجال في دولة الإمارات.
وأشار سفير الدولة لدى المملكة الإسبانية، إلى كيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي، في ما يتعلق بمجال الحفاظ على البيئة، عبر إدارة المرافق والاستهلاك الذكية، بالإضافة إلى زيادة نسبة التشجير وزراعة النباتات المناسبة، وإجراء التحليل والدراسات الدقيقة لتوفير الموارد.