ركوب الدراجات الهوائية لم يعد مجرد هواية لتحسين مستوى اللياقة البدنية بل يكتسب أهمية متزايدة كوسيلة نقل مستدامة وصديقة للبيئة فالدراجات الهوائية اليوم باتت أحد أهم وسائل التنقل الفردية.
وتجتذب تلك الوسيلة العديد من سكان دبي وزائريها وتعزز شبكة مسارات الدراجات الهوائية المكانة السياحية والاقتصادية لإمارة دبي كونها تمر بمناطق الجذب السياحي والتجاري الرئيسية في الإمارة كما يتم ربطها بمحطات النقل العام المختلفة التي يستخدمها السائحون.
وتسعى هيئة الطرق والمواصلات بدبي ضمن رؤيتها (الريادة العالمية في التنقل السهل والمستدام) إلى وضع دبي ضمن أفضل مدن العالم في مجال النقل والطرق والمواصلات وتيسير الخدمات المرتبطة بها بما في ذلك مسارات الدراجات الهوائية التي هي جزء من الخطط الفنية في هيئة الطرق والمواصلات التي تتماشى مع توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي بجعل الدراجات أسلوب حياة في دبي بتحويل دبي مدينة للدراجات الهوائية .
ومسارات الدراجات الهوائية مخصصة لممارسة ركوب الدراجات الهوائية سواء للتدريب أو الترفيه أو التنقل كما تتنوع المسارات بما يتناسب مع موقع المسار وطبيعة الاستخدام .. فهناك مسارات منفصلة مخصصة لاستخدام الدراجات مثل مسار ميدان والقدرة كما توجد مسارات مشتركة يتم تنفيذها حسب معايير محددة وحسب أفضل الممارسات العالمية سواء مع المشاة أو السكوتر الكهربائي أو المركبات .. وجميع مسارات الدراجات الهوائية وطريقة القيادة عليها تخضع لقوانين ولوائح تضبط استخدامها .
وقال حسين البنا، مدير إدارة تنفيذي إدارة المرور في مؤسسة المرور والطرق في هيئة الطرق والموصلات بدبي لوكالة أنباء الإمارات "وام" إن الهيئة نفذت 463 كيلومتراً من مسارات الدراجات الهوائية حتى نهاية العام 2020 شملت العديد من المناطق الحيوية مثل سيح السلم و باب الشمس و قناة دبي المائية و جميرا ومارينا و الصفوح ومشرف بالإضافة إلى المشاريع المنجزة مؤخراً في الخوانيج والورقاء والمسارات المشتركة في منطقة القصيص والكرامة والمنخول.
وقامت الهيئة في بداية العام 2020 بإطلاق خدمات الدراجات المشتركة بالتعاون مع كبرى الشركات المتخصصة في مجال التنقل المستدام وقد تم توفير 78 محطة و 780 دراجة هوائية للتأجير والاستخدام المشترك في عدد من المواقع الحيوية في الإمارة ويبلغ المعدل اليومي لرحلات الدراجات المشتركة حوالي 2000 رحلة كما بلغ عدد المستخدمين حوالي 58 ألف مستخدم أنجزوا أكثر من 860 ألف رحلة منذ إطلاق الخدمة حتى الآن.
وأشار البنا إلى أن إمارة دبي حققت قفزة نوعية في مجال استخدام أنظمة التنقل الفردية بشكل عام والدراجات الهوائية بشكل خاص حيث وصلت نسبة رحلات الدراجات الهوائية والمشاة في إمارة دبي إلى 13.7% من إجمالي عدد الرحلات بوسائل التنقل المختلفة كما وصلت نسبة استخدام الدراجات الهوائية في الإمارة إلى 1.36% وتسعى الهيئة من خلال خططها التطويرية لمنظومة الدراجات الهوائية إلى رفع النسبة إلى 3% في العام 2025 كأحد أهدافها الاستراتيجية خلال الأعوام القادمة مما يضع دبي ضمن المدن العالمية الكبرى والمتطورة مثل باريس ولندن وسيدني وسنغافورة.
كما تقوم الهيئة وبشكل دوري بالتنسيق مع شركائها الاستراتيجيين لتوفير مسارات الدراجات الهوائية في مناطق المطورين كمسارات الدراجات في مناطق مدينة دبي للإنترنت أبراج بحيرات جميرا وميدان وذلك بما يخدم رحلات الميل الأول والأخير للرحلات القصيرة والمتوسطة وترجمة لرؤية الهيئة في (الريادة العالمية في التنقل السهل والمستدام) إضافة إلى تحقيق عدد من الغايات الاستراتيجية للهيئة أهمها غاية تكامل دبي.
وعن خطة مسارات الدراجات الهوائية المستقبلية حتى 2025 ..قال البنا : نعمل في هيئة الطرق والمواصلات ضمن خطط استراتيجية معتمدة للسنوات المقبلة تضمن تشجيع استخدام الدراجات الهوائية من خلال زيادة أطوال مسارات الدراجات الهوائية إلى 668 كيلومتراً بحلول عام 2025 بالإضافة إلى زيادة أطوال المسارات المشتركة مع المشاة ومع المركبات من خلال مشاريع تطوير متطلبات تكامل المواصلات حول محطات النقل الجماعي ومشاريع تطبيق مبادئ التنقل المرن ضمن المناطق السكنية والتجارية كما تعمل الهيئة على تطوير كافة المرافق والخدمات المصاحبة لمسارات الدراجات الهوائية والتي ستوفر بيئة أفضل للمستخدمين وسوف نقوم بالإعلان عن المناطق التي سيتم التوسع فيها عبر قنوات الهيئة التفاعلية ووسائل الإعلام.
كما يأتي تنفيذ مسارات الدراجات في إطار جهود الهيئة لجعل دبي مدينة صديقة للدراجات الهوائية عبر تنفيذ مسارات خاصة للدراجات الهوائية تغطي جميع مناطق الإمارة لتوفير البدائل المناسبة للسكان وتشجيعهم على ممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية أو التنقل وجعل استخدام الدراجات أسلوب حياة في دبي تحقيقاً لرؤية دبي 2021 الرامية لجعل دبي المكان المفضل للعيش والعمل والمقصد المفضّل للزائرين.
وعن إجراءات السلامة لمسارات الدرجات الهوائية والسكوتر ..قال : نعمل بشكل مستمر مع شركائنا الاستراتيجيين على تنظيم حملات وفعاليات إعلامية وإعلانية لتوعية الجمهور باجراءات السلامة وما نصت عليه القرارات القانونية بشأن تنظيم استخدام الدراجات الهوائية في إمارة دبي وشروط استخدام الدراجات الهوائية وتحديد مناطق استخدامها مثل قيادة الدراجة الهوائية في المسارات المخصصة لها إن وجدت وعدم قيادة الدراجة الهوائية على الطريق الذي تتجاوز سرعته أكثر من 60 كلم/الساعة وعدم قيادة الدراجة في المسارات المخصصة لرياضة المشي والجري في الإمارة، وقيادة الدراجة بطريقة آمنة مع توخي الحذر وتجنب أية أفعال قد تسبب خطورة على حياة وسلامة قائدها أو الآخرين بالإضافة إلى التوعية باشتراطات السلامة بالنسبة لمستخدمي السكوتر الكهربائي ومنها أن لا يقل عمر قائد السكوتر عن 14 سنة ميلادية وقيادة السكوتر على المسارات المخصصة لها وعدم قيادتها على الطرق العامة، وعدم استخدام أو ترك السكوتر الكهربائي بصورة تشكل إعاقة لحركة المركبات أو المشاة و ترك مسافة أمان كافية بينه وبين الدرجات والمشاة وعدم حمل أي شيء يؤدي إلى اختلال توازن السكوتر الكهربائي والالتزام بالتعليمات واللوائح والعلامات الارشادية والتحذيرية على المسارات والالتزام بشروط السلامة العامة أثناء قيادة السكوتر الكهربائي وارتداء خوذة واقية وأن يتوافر مصباح أمامي وخلفي بالإضافة إلى مكابح على الإطار الامامي والخلفي في السكوتر وجهاز تنبيه صوتي مثبت على المقود وضبط السرعة القصوى لقيادة السكوتر الكهربائي ب 20 كم/الساعة.
وقال البنا إن هيئة الطرق والمواصلات تلتزم بأرقى المعايير والدراسات العلمية عند تحديد أو وضع حد أعلى للسرعة في على الطرق سواء بالنسبة لسرعة المربكات أو الدراجات فمثلاً عند تحديد السرعة للدراجات فإن ذلك يعتمد على عدد المداخل والمخارج المرورية وطبيعة المسار من حيث العرض والتصميم وتصنيف الطرق المحيطة بها وبناء على ذلك فإن الحد الأعلى للسرعة في مسارات الدراجات الهوائية لا تتعدى 30 كلم/ساعة في المسارات المخصصة للهواة مثل مضامير الدراجات الهوائية في ند الشبا وميدان وفي المسارات المشتركة التي تم تنفيذها في مناطق القصيص والكرامة والمنخول .
أما في المسارات التي تقع ضمن المناطق الحضرية داخل المدينة فالحد الأقصى للسرعة هو 20 كلم/ساعة فيما لم يتم تحديد السرعة في مضامير التدريب على المسارات الخارجية كسيح السلم والقدرة.
وأكد البنا أن الأولوية هي دائماً المحافظة على سلامة مستخدمي المسارات وعلى الدراجين الالتزام بتعليمات وشروط السلامة واحترام مستخدمي هذه المسارات كما يجب الاخذ بعين الاعتبار أهمية الاحتياطات الآمنة أثناء ركوب مثل هذا النوع من وسائل النقل وذلك باحترام قوانين السير ووضع خوذة تستوفي المعايير أثناء القيادة وارتداء السترة العاكسة والتقيد بالإشارات الضوئية والإشارات الأخرى الموجودة على الطريق وكذلك تثبيت ضوء أبيض ساطع وعاكس عند المقدمة وضوء أحمر ساطع وعاكس للأنوار عند الجهة الخلفية ويجب أن تكون مجهزة بمكابح صالحة.