افتتحت معالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع أمس الدورة السابعة عشرة من معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير "ديهاد" في مركز دبي التجاري.
ويمثل هذا المُلتقى الإنساني الرائد والذي يستمر على مدى 3 أيام في دبي منصة لمناقشة عواقب الكوارث الحالية التي تواجهها قارة أفريقيا وعلى رأسها جائحة كورونا والعمل على إيجاد السبل المناسبة لمعالجتها وحلها.
مساعدات
وفي كلمة لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ألقاها راشد مبارك المنصوري، مستشار الأمين العام للهيئة للمساعدات المحلية، نيابة عن سموه، قال إن الإمارات أدركت مبكراً واجبها نحو دول العالم المختلفة التي تواجه تحديات كبيرة بسبب تفشي الجائحة، وعززت استجابتها الإنسانية تجاهها، وقدمت منذ ظهور الجائحة مساعدات طبية ومستلزمات وقائية لـ 134 دولة حول العالم، استفاد منها 1.8 مليون شخص من الكوادر الطبية في الصفوف الأمامية.
وأشار سموه إلى أن حجم المساعدات تلك بلغ ألفاً و789 طناً من الإمدادات الطبية، كان لعشرات الدول الأفريقية النصيب الأوفر من هذه المساعدات.
وأضاف سموه: «أنشأت الدولة وبتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مستشفيات ميدانية في كل من إقليم دارفور بالسودان وغينيا والأردن، ويجري العمل حالياً لإقامة مستشفيين أخريين في موريتانيا وسيراليون، لتعزيز جهود تلك الدول في مكافحة جائحة «كوفيد19»، على أراضيها، كما ساهمت في دعم العمليات اللوجستية لبعض المنظمات الدولية، منها منظمة الصحة العالمية، من خلال نقل المساعدات الطبية من الدول المانحة لتعزيز مخزونها الاستراتيجي بالمدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، والتي أصبحت مركزاً لوجستياً وإقليمياً مهماً لإيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها حول العالم دون صعوبات.
ريادة
واستُهِلَّ حفل افتتاح المعرض الذي يستمر حتى يوم الغد بكلمة لسعيد العطر، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات مدير عام المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والأمين العام المساعد لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، حيث أشار إلى أن الدولة قدمت منذ نشأتها 275 مليار درهم مساعدات خارجية، جعلتها من أوائل دول العالم في تقديم المساعدات الإنسانية مقارنة بالناتج المحلي. وأشار العطر إلى أن الدولة وفرت مساعدات طبية وإغاثية غير مسبوقة خلال الجائحة، في حين بلغت قيمة العجز في المساعدات الدولية العام الماضي نحو 13 مليار دولار.
ولفت إلى أن الكثير من المؤسسات والمنظمات الإنسانية حول العالم، لم تستطع القيام بدورها الإنساني خلال جائحة «كوفيد 19» بسبب القيود المفروضة على التنقل، كأحد الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، مؤكداً أن الجائحة عززت الأهمية الكبيرة لاستخدام التكنولوجيا والاتصالات الرقمية.
نقلة نوعية
وأكد الدكتور حمد الشيباني، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، أن الإمارات باتت مركزاً إنسانياً جاذباً لكل الجنسيات على اختلاف ألسنتها ومنابتها.
وقال: «حرصت القيادة الرشيدة منذ تفشي الجائحة على غرس قيمة التضامن والتضافر من أجل دعم مختلف شرائح المجتمع دون تمييز، وهو ما أحدث نقلة نوعية في آليات العمل الخيري والإنساني». وأضاف الشيباني «ارتأت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري العام الماضي، إنشاء صندوق التضامن المجتمعي ضد «كوفيد19»، لإيصال المساعدات إلى الفئات المستحقة، بالتنسيق مع مركز التحكم والسيطرة لمكافحة الفيروس، وفق آليات ومنهجيات واضحة وشفافة، تتماشى مع سعينا لحوكمة كافة الأعمال الخيرية والإنسانية، فشملت واردات الصندوق منذ إطلاقه إلى الآن ما يزيد على 343 مليون درهم 70% منها مساهمات من القطاع الخاص».
مصير مشترك
من جانبه قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في كلمة افتراضية، إن جائحة «كورونا» عززت القناعة بأن مصير جميع البشر مشترك، وأن صمودهم يعتمد على قوتهم، مضيفاً «أن النظم الصحية المنهكة التي تجتمع مع الأنظمة السياسية المتزعزعة وفقدان الأمان، تساهم بشكل كبير في انتشار الأوبئة».
وتابع غيبريسوس: «ساهم التطوير السريع للقاح «كوفيد19» في زرع الأمل بين الشعوب حول العالم، ولكن اللقاحات هي أدوات فقط، والمهم هو كيف نستخدمها. إن أسرع طريقة لإنهاء هذا الوباء هي كبح انتشار الفيروس في كل مكان، فكلما انتشر الفيروس، أتيحت له الفرصة للتغيير بطرق قد تجعل اللقاحات أقل فعالية».