تشارك دولة الإمارات في الاحتفاء بمئوية المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة غداً 11 أبريل، حيث تشهد العلاقات السياسية الأردنية الإماراتية تطوراً وتميزاً مستمرين منذ قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتعتبر الأردن من أوائل الدول التي اعترفت بقيام دولة الإمارات وجرى ذلك في اليوم التالي من إعلان الاتحاد، حيث قررت الحكومة الأردنية الاعتراف بدولة الإمارات بتاريخ 3 ديسمبر 1971.
وفي 8 ديسمبر 1971 أصدر مجلس الوزراء الأردني قراراً بالموافقة على الاعتراف بدولة الإمارات وتبادل التمثيل الدبلوماسي معها على مستوى السفراء.
وتعتبر العلاقات الإماراتية الأردنية تاريخية ومتجذرة وقوية، بفضل التعاون والتنسيق البنّاء والمستمر على كل المستويات والمجالات، حيث اتسمت بالتفاهم الكامل والشفافية والصداقة العميقة ليس على مستوى القيادات والحكومات فقط، بل بين الشعبين الشقيقين، الأمر الذي أدى إلى أن تستمر هذه العلاقات وتتطور بشكل سريع وفق الرؤية الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراهما، واستمر على نهجهما صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والملك عبدالله الثاني بن الحسين.
وتم افتتاح سفارة دولة الإمارات في عمّان خلال شهر يوليو 1973، وعيّن أول سفير للإمارات وهو الدكتور الشيخ فيصل بن خالد القاسمي سفيراً معتمداً لدى الأردن.
تعاون وتنسيق
وتجاوزت العلاقات السياسية مشاهدها التقليدية نتيجة للتنسيق والتعاون على أعلى المستويات، وسعى كلا البلدين للحفاظ على الاستقرار والأمن، وتعزيز وتقوية الروابط والوشائج الأخوية، إلى أن تجاوزت الحدود الرسمية ووصلت إلى علاقة الأخوة والزيارات الخاصة بين قيادات البلدين الشقيقين، فضلاً عن التوافق والتناغم الكبير في مواقف كلا البلدين تجاه القضايا العربية والإسلامية والإنسانية كافة في جميع المحافل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وعكست الزيارة الأخيرة للملك عبدالله الثاني في يناير 2021 حرص القيادة في الدولتين على التعاون والتشاور المستمرين حول التطورات الإقليمية والعالمية وركزت الزيارة على دعم الجهود والمبادرات الهادفة إلى تحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وتسوية الصراعات والأزمات فيها، ومن خلال الحوار والطرق السياسية بما يعود بالخير والنماء على شعوبها.
وأطلقت دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية، مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون في مجال تحديث الأداء الحكومي والارتقاء بمنظومة العمل المؤسسي في القطاع العام وتشمل مجالات التعاون تطوير الخدمات الحكومية، والخدمات الذكية، والأداء المؤسسي والابتكار والتميز، وبناء وتطوير القيادات والقدرات وتعزيز الكفاءات، إلى جانب بناء مسرعات وأنظمة التميز والأداء ومراكز حكومية نموذجية.
دور
ومع بداية مسيرة قطاع التعليم في الإمارات لعب الأردن دوراً مشرقاً في دعم هذه الرحلة، من خلال إرسال المعلمين المؤهلين، كما أن التعاون العسكري المشترك بين القوات المسلحة الإماراتية والأردنية يصب في مصلحة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويعزز العمل على مواجهة المخاطر التي تواجه الأمن الإقليمي بشكل عام، والأمن القومي العربي بشكل خاص.
وترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي ساهمت في تعزيز وتوطيد العلاقات وارتفاع حجم التبادل التجاري وزيادة حجم الاستثمارات في البلدين.
وتشير مؤشرات التبادل التجاري بين البلدين، وفق وزارة الاقتصاد إلى أن إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين الجانبين في عام 2019 بلغ 10.4 مليارات درهم، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 10.6% مقارنة بعام 2018، فيما ارتفعت نسبة إعادة التصدير من دولة الإمارات إلى الأردن بنحو 19%. ووفقاً للبيانات الأولية 2020، حققت تجارة السلع المرتبطة بجائحة «كوفيد 19» بين البلدين نمواً ملموساً، إذ بلغت نسبة النمو في تجارة الأدوية 10%، في حين حققت تجارة السلع الغذائية ومصنوعاتها نمواً بنسبة 12%.
ومن أبرز الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين البلدين الشقيقين خلال العام 2016 اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي على الدخل.
تجارة
وتطورت التجارة الخارجية بين البلدين بشكل مطرد، ففي حين بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين قبل نحو عشر سنوات 350 مليون دولار أمريكي، إلا أنها تجاوزت 2.8 مليار دولار في عام 2019 ما يؤشر إلى تنامي التجارة الخارجية لتصل إلى مستويات متقدمة تعكس عمق العلاقات الاقتصادية وتلبي طموحات وتطلعات قيادتي البلدين الشقيقين ورغبة حكومتيهما في زيادة وتنمية العلاقات مستقبلاً.
وتصدّر الإمارات للأردن المنتجات المعدنية ومصنوعاتها والأحجار الكريمة ومنتجات صناعة الأغذية والمشروبات والصناعات الكيماوية والحيوانات الحية والبلاستيك والمطاط وعجينة الورق والأخشاب والآلات والأجهزة الميكانيكية والأسمنت.
واحتلت استثمارات دولة الإمارات في الأردن مراكز قياسية ومتقدمة، وبلغت ما يزيد على 17 مليار دولار، ومن أبرز الشركات والمشاريع الإماراتية التي تستثمر في الأردن شركة ايجل هيلز ومرسى زايد في العقبة مشروع سرايا العقبة (850 وحدة سكنية) وفندق وشقق سكنية سانت ريجيس - عمّان، وشركة داماك (أبراج العبدلي) وشركة الفطيم كارفور (عمان وإربد ومأدب والعقبة) وشركة الإمارات للاستثمار السياحي (فندق عمّان روتانا) وشركة أرجان روتانا لإدارة الشقق الفندقية - العبدلي البوليفارد وشركة إعمار (منتجع سمارة البحر الميت).
التبادل الثقافي
في عام 1985 تم افتتاح ملحقية ثقافية تابعة لوزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات، وفي عام 1986 تم التوقيع على أول برنامج تنفيذي للتعاون الثقافي والعلمي بين البلدين، وخصص لدولة الإمارات 40 مقعداً في الجامعات الأردنية، ومنذ ذلك التاريخ تخرّج من الجامعات الأردنية مئات الطلبة الإماراتيين.
ومنذ ذلك التاريخ تم ابتعاث ما يقارب من 300 طالب وطالبة على نفقة وزارة التربية والتعليم، لكل التخصصات، والتركيز كان على تخصصات الطب والصيدلة والتمريض والهندسة، وهناك جهات أخرى في الدولة، ابتعثت العديد من الطلبة ومنها جامعة الإمارات وجهاز أبوظبي للاستثمار والقوات المسلحة في الدراسات العليا، وبلغ عددهم التقريبي بحدود 100 طالب وطالبة، وهناك العديد من الطلبة ممن التحقوا بالجامعات الأردنية على نفقتهم الخاصة، ويقدر عددهم 500 طالب وطالبة، وتخرجوا بكل التخصصات والدرجات، وفي عام 2015 تم تحويل الملحقية الثقافية إلى مكتب ثقافي ألحق بالسفارة بعمّان.
وحالياً يلتحق بالجامعات الأردنية بحدود 42 طالباً وطالبة بكل التخصصات والدرجات ويتم متابعتهم من قبل المكتب الثقافي. منهم 6 طلبة مبعوثين على نفقة جهات بالدولة وعدد 38 على نفقتهم الخاصة.
وتحتضن الدولة أكثر من 200 ألف من أبناء الجالية الأردنية موزعين على مختلف الإمارات ومعظمهم يقيمون في أبوظبي ودبي ويعملون في مختلف القطاعات بالدولة.
وخلال أزمة كورونا سيّرت الإمارات ثلاث طائرات محملة بالمساعدات الطبية بلغت حوالي 39.3 طناً من الإمدادات الطبية وأجهزة الفحص والتنفس إلى المملكة الأردنية الهاشمية استفاد منها 40 ألفاً من العاملين في مجال الرعاية الصحية لدعم جهودهم في مواجهة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» والمساندة وتعزيز الجهود التي يبذلها العاملون في القطاع الطبي لاسيما في الخطوط الأمامية لمواجهة تداعيات المرض.
اقرأ أيضاً: