شهدت المملكة الأردنية، الشهر الماضي، حادثة مؤلمة تمثلت في وفاة عدد من المرضى في مستشفى السلط بسبب نفاد الأوكسجين. وكان لافتاً أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تدخل شخصياً، وزار المستشفى ووجه بمحاسبة المسؤولين عن هذا التقصير، ذلك أن الحادثة لا تمثل واقع قطاع الصحة في الأردن، وهو قطاع بات جزءاً من السياحة الطبية في المنطقة، ولأطباء الأردن وخريجي جامعاتها سمعة إيجابية في المجال الطبي.

وشهد القطاع الصحي في الأردن نهضة وتقدماً مشهوداً له في المنطقة، ورغم الظروف الصعبة تمكن الأردن من التركيز على هذا القطاع لإدراكه لأهميته وهذا الأمر ابتدأ من سنوات التأسيس، والتقدم في البداية كان في القطاع الصحي على مستوى القوات المسلحة ووزارة الصحة، ثم القطاع الخاص الطبي نهض في أواخر الثمانينيات.

ويؤكد وزير الصحة الأردني الأسبق الدكتور غازي الزبن: منح الملك حسين بن طلال هذا القطاع الأولوية، وأصبح في كل محافظة مستشفى سواء للجيش أو للصحة، الأردن يعد من السباقين في العالم العربي في هذا القطاع، ففي السبعينيات أنجز الأطباء عملية زراعة كلية، وأيضاً عملية قلب مفتوح، وتقدمت الجراحات بشكل هائل مع الوقت. ففي عام 1921 تم إنشاء أول مستشفى حكومي وكان عدد الأسرة فيه 20 سريراً، تم افتتحت أول صيدلية عام 1925 في عمان، وكان عدد الأطباء عام 1926 في شرقي الأردن 28 طبيباً وطبيبة، كما تم إنشاء أول مختبر للتحاليل الطبية في شرقي الأردن عام 1927 في مدينة معان.

بلغ مجموع أسرة المستشفيات الحكومية 60 سريراً، بينما كان عدد أسرة المستشفيات الخاصة 99 سريراً في عام 1927 ليتم تأسيس وزارة الصحة بتاريخ 14/‏‏12/‏‏ 1950.

وأكد الزبن: ونحن ندخل للمئوية الثانية لدينا تحديات كثيرة من أهمها أن الكوادر الطبية المتخصصة والمدربة والمتميزة تهاجر للعمل إلى دول أخرى، ويجب النظر إلى هذا التحدي بعمق وإيجاد حل له.